رسالة إلى القادم
أنا هنا في انتظارك،
بمخلفاتٍ حربية،
قلبٍ مهشَّم،
وعقلٍ نصف منطفئ،
وكأنّه سيجارة في يدِ عجوزٍ
أخبره الطبيب أنْ يترك التدخين،
لكنه لا يرى حياةً دون تدخين؛
فأصبح يدخن نصف سيجارة
ويُلقي النصف الآخر.
إلى القادم،
أنا بروحٍ غائبة عني،
كموعدِ امرأةٍ تنتظرُ زوجها
الذي توفّي في الحرب.
تجولُ الأزقّة،
تجلسُ في كراسي الحدائق،
كما كانا يجلسان.
تطلبُ شطيرتين وعبوتين
من — المشروبات الغازية —
لكن للأسف... زوجها لن يأتي،
فتقعُ جاثيةً على ركبتيها... وتبكي.
إلى القادم،
كن لطيفًا، ولا تكن — كما السابق —
حاول أن تأتي في الوقت المناسب،
وإن جئتَ متأخرًا،
ربما ستجدني جالسًا
في أحد المقاعد المهجورة،
بانتظارك، متأمّلًا ألّا تأتي خاويَ الأيدي...
— بلا مسرّات—