علي أيامنا التي يطلق عليها مجازا أيام ما قبل الميلاد كنا في مدرسة فارسكور الثانوية كان علينا أن نجري امتحان نهاية العام في لجنة مدرسة اللوزي الثانوية للبنات بدمياط في مبناها القديم ذي الشبابيك العالية الطويلة قبل أن يهدم ويعاد بناؤه ، حيث لم تكن هناك لجنة للامتحان بفارسكور وفي هذا العام تحديدا تم تسريب امتحان القسم العلمي لصالح لاعب الكرة الشهير بنادي الزمالك نبيل نصير وأذاع راديو إسرائيل أسئلة الامتحان فتم إلغاؤه علي أن يعاد بعد شهر تقريبا للقسم العلمي فقط بينما أكملنا نحن طلبة الأدبي الامتحان حتي نهايته ولأن الانتقال من بلادنا إلي دمياط لم يكن مأمون الجانب فكان علينا أن نستأجر شقة للإقامة بها فترة الامتحان أو أن نقيم بأحد الفنادق السياحية الشهيرة بدمياط وكان أشهرها بالنسبة لي فندق الجوهرة بشارع فكري زاهر حيث كانت الحجرات والصالات مكتظة بالأسرة لاستقبال الرواد وطبعا كل ما ذاكرناه طول العام قد تبخر في أسبوعي الامتحان لاستحالة المراجعة في مثل هذا الجو وأيضا بسبب الانشغال بالتهام الفطير عند دعدور ودخول سينما اللبان بجواره التي سمعنا عنها وارتدناها لأول مرة في حياتنا أيام الثانوية العامة