مرت أربع سنوات على غيابك.. ثقيلة جدا وبطيئة بطء الآثم نحو نهايته.. أربع عجاف لم أجد صديق مثلك كما لم أبحث عنه.. أعلم أن عندك أفضل بكثير.. شكراً لتواصلك معي في أحلامي وزياراتك المستمرة.. لازلت أحكي عنك لكل من أقابله.. حمدي أتى عندك منذ قرابة الثلاثة أشهر.. نعم أصبحت وحيدة تماماً.. لا مكان في العالم للحب.. في مثل هذا اليوم منذ أربعة سنوات ودعتك.. لازلت أتذكر ملامح الطبيب الذي ربت على كتفي وأوصاني بالصبر والصمود.. كنت أقف بجوارك في غرفة العناية المركزة وحيدة تماماً وسط ضجيج أجهزة التنفس الصناعي وعناية الالبومين.. وغيرها من المحاليل.. وفجأة توقفوا جميعاً عن العمل.. خذلوني جميعهم.. وأعلنوا النهاية.. نهاية كل حب وحنان وطيبة ودفء.. نهاية الونس والرفيق.. فوراً بحثت على شنطتي وأخرجت هاتفي.. كنت أريد التواصل معك لأخبرك ما حدث وتخبرني ماذا أفعل.. ولكنه للأسف الشديد رن هاتفك في شنطتي.. فوجدتني اتصل وأرد على نفسي.. وحيدة تماماً.. ومنذ ذلك الوقت عشت هكذا..
في جنة الله ورضوانه ياصديقي..
اه صحيح نسيت أن أخبرك أنه كان عندك حق في كل ما قولته عن أقاربك.. جميعهم يبغون المال فقط لا غير.. أخذوه بالكامل ولا أعرف عنهم شئ أبعد من ذلك..
ابنتك ومخلصتك الأبدية مي منصور
---------------