أبي...يالَها من كَلِمةٍ جميلةٍ ورائعة تَحمِلُ العديد من المعاني....ولَكننى لم أمَلُك أيُ فُرصةٍ في هذه الحياة لأقولَها أو لِأشعُر بمعناها....دائماً أرى وأسمع فى المسلسلاتِ والأفلام فقط كيف يكونُ الأب....لا أعرف هل مايعرضونَهُ هو الحقيقة أم ماأعيشُه هو الواقع والمفروض....هل مثلما يقولون أنَّ الأباء دائماً يكونون ميناء بناتِهن....هل حقاً الأب يَكونُ الحبيبُ الأول بالنسبة للفتاة....ألِهذا السبب أبحثُ دائماً عن الحُبِ في الأشخاص الذين يفوقونني عُمراً؟!!.....ألهذا السبب أبكي عندما أُشاهد أباً يحتضن ابنتُه ويُقَبِلَها....أحقاً الأب يعني الأمان بالنسبة لإبنته؟!!....ألِهذا السبب عندما أقعُ في أى مُشكِلة أشعُرُ بالخوف الشديد....لقد رأيتُ ذات مرةٍ فى مُسلسلٍ ما عندما وقعت الفتاة فى مأزِق والجميع كانوا يتهمونها ويصرخون عليها وَقف أباها كالحصنِ المنيع أمامهم مُحتضِناً ابنتُه مُدافعاً عنها رُغم خطئِها....لطالما وَددتُ أن يكون لي أباً يُدافعُ عنى حتى وإن أخطئت لا يُوبخُني ويُعنِفُني... فقط يحتضنُني ويقولُ لي ستتعلمين من أخطاءك وكُلُ ذلك سَيمُر يكفي أنَكِ بخير....لطالما وَددتُ دائماً أن أرتكب حماقات طفولية حتى يأتي أبي وينظُر لي..حتى يَراني فقط ويَشعُرُ بوجودي ويهتم لما أفعله وما أشعُر بِه.....لطالما تمنيتُ أن أشعُر بالأمان في بيتي وألا أُغلق غُرفتى علىَّ دائماً عندما تَحدُث مشكلة في المنزل....لطالما تمنيتُ ألا أهرُب وأن أواجِه...ولكنني دائماً ماأُصبِح في وضعِ المُتهم... دائماً أنا المُلامَة علىَ كُلِ شئ ودائماً أنا من أتعرضُ للتوبيخ والألم والتعذيب...دائماً أنا كُنت كذلك ولم أكُن غير ذلك....فلم يَكُن هُناك أَحدٌ في حياتى يوماً لِيُدافع عَني أو يقف بجانبي ويحميني...دائماً كنتُ أنا فقط الموجودة من أجل نفسي ولم ولن يكن هناك أحدٌ آخر.....حتى وإن عاد أبي يوماً كأبي لن يَعُد بالنسبةِ لي....ولن يُصبح أباً بالنسبة لي أبداً....حتى شُعوري تِجاهه لا أعرِفُه....لا أَشعُر تجاهه بأى شئٍ الآن....أنا لا أَكرَهُه رُغم ذلك ولكن لا أُحِبُه أيضاً....ولا أعرِف هل سأفعلُ أم لا ولكن ماأعرِفُه يقيناً أنني لن أَُصلُح حتماً لِلحُب...لأن حُباً لم آخُذه من المُؤكد لن أُعطيه....ولَكن بالرُغمِ من كُل ذَلِك مازالت مشاعري حَية تَتحَركُ تجاه الحُب....تتمنى رُوحي أن تَذُوقُهُ يوماً،...وأنا حقاً لا أعرف هل العيبُ بي هل أنا لا أستحِقُ أن أُمنَح هذا الشعور أم ماذا؟!...ولكن حتماً إن عادَ هُوَ فلن يَعُد.