وإن سألونى عن أُمى، فهى سِرُ الحياة ولُغزُ الكون، نبضُ القلب، ورفيقةُ الروح، وأصل الوجود....عندما سأَلتُ نفسى مَرَاتٍ عديدة ما معنى الحنان؟!: وجدتُنى أتذكر يد أمى وهى تربت على ظهرى حينما أبكى،ومعنى الأمان؟!: كان صوتَ أنفاسِها وصَوتِها ورائحةِ طعامِها الذى أشتَمُه عند مَقرُبتى من المنزل...بل أُمى هى المنزل.....أما عن الحُب الغير مشروط:فهو نظراتُ أُمى وهى تَتَرَقَبُنى وأنا مُغادرةٌ للمنزِل للذهابِ للجامعة وهى ليست المرة الأول مازالت نفس النظرة التى كانت تنظرُ لى بِها مُنذُ أن كُنتُ فى الرابعةِ من عُمرى عندما ذَهبتُ إلى الرَوضَةِ لأول مرة...عندما تَظَلُ ساهرةً حتى الصباح تَتَفَحَصُنا لتنخفض حرارتنا.... عندما تبكى معنا عندما نتألم...عندما تَدعى الله أن تُصاب هى بهذا الألم بدلاً مِنا...عندما تَبتاعُ لنا مانُحب وتدَخِرُ المالَ من أجلِ ذلك وتقومُ بحرمانِ نفسِها من كُلِ شئ،يكفى أننا لايَنقُصُنا أى شئ...عندما تَفرَحُ وتتلألأ عَينَاها بالنُجوم عندما نُصبح متفوقين فى كُلِ شئ....أُمى لاتَصِفُها كَلِمات...بل هى كُلُ الكلِمات....أُمى هى جنةُ الله فى الأرض وجنة الله فى السماء....أُمى هى سِرُ الحياةِ ولُغز الممات....أُمى هى القادمُ وكُلُ مافات....أُمى هى السُكوتُ والكَلِمات....أُمى تُكتَبُ من أجلِها كُلُ البَرقِيات...وآلافُ الأبيات...أُمى هى الحَركاتِ والسَكَنات...أُمى هى الماضى والآت....أُمى هى الذكريات...أُمى أحلى الغَيمَات...أُمى هى أجملُ الأُغنيات...أُمى هى الشوارِعُ والطُرُقات.....أُمى هى أجملُ الأصوات.....أُمى هى العَذبُ والفُرات...أُمى هى الصَلوات والدعوات.....أُمى هى الحياةُ والممات...