"فَإِن طَلَّقَّهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ"..... كُنت أَتساءل كثيراً في نَفسي عن كم أنَّ هذه الأية صعبةُ الوَقع...وأنها قاسية على المرأة أكثر من الرَجُل....فأنا أعلم بأنَّ هذا الحُكم الشرعي الحازم في شريعة الدين الإسلامي جاء لِيردَع هؤلاء العابثين من الذكور والذين أصبحوا يَتشدقون بالطلاق مثل العِلكَة في فَمِهم...ويُهددون بِهِ المرأة لأنها في مجتمعٍ عقيم إذا غَدَت بِلَقبِ مُطَلَقة سَتُوصم أمام هذا المجتمع الجاهل والمُتخلف بأنها مَعيبة والخلل والتقصير مِنها وَفِيها...وأنها أصبحت الآن كالآلة المُستعملة بدونِ ضمان فما عادت تَصلُح....بينما الرجل يظل رَجُلاً حتى وإن كان مُطَلقاً فيستطيع عيش الحياة بحرية ويستطيع أن يتزوج أُخرى ويستطيع أيضاً أنا يعود لزوجته بعد أن طلقها الطلقة الثالثة ولكن بعد أن تنكح غيرُه...وهذا الأمر بالنسبة للرجل شيءٌ عظيم وبليغ....أن تنكح زوجته زوجاً غيرُه فجاءت هذه الآية لتأديبُه ليشعر بجُرم ما كان منهُ من العبث بآياتِ الله فلا يفعل هذا الأمر....لكنني أيضاً تساءلتُ ماذنب المرأة في ذلك....فهي لم تُطَلِق نَفسَها بِنفسَها....فإن المرأة إن تعلق الأمر بعملية النِكاح فهي تُحضر نفسها نفسياً مَرَةً واحدة لهذا الأمر ولأجل رَجُلٍ واحدٍ فقط.... فكيف بِثاني....ولكن هُنا فَهِمت...وتأكدت كم أنَّ الله دائماً عادل....فقد يكون هذا الطلاق ونكاح آخر....فُرصَةً جديدةً لِحياةٍ سعيدة مَليئة بالمَودةِ والرَحمة والحُب والعطاء دُونَ أي خوف وَدُونَ أي خجل ودُونَ أي تجاوز أو تعدي لِحُرمات الله....ففي هذا الأمر قد تبدأُ المرأة حياةٌ أُخرى بصَفحَةٍ بيضاء مع رَجُلٍ بسيط وحَيِي....وتَقِي...يُطبق أحكام الله وسُنَةِ رَسولِه كما قالها تماماً.....وفِي هذه الصفحةِ البيضاء قد تتناثَرُ ألوانَ الحُب وتتحول الدموع لِضَحِكات...رِفقَةَ شَخصٍ سادة ولَكِنَهُ أفضل من جميعِ الألوان.