عزيزي،
كما جاء في قَول ضيّ رحمي :
بالأحرى النص الذي هزَّ حفيظتي..
تقول فيه: "هذا الجُرح يحتاج مزيداً من الملح"،
لكننا يا ضي! نحتاج إلى المزيد من البتر، لا الملح
مزيداً من السكاكين والأدوات الحادة التي تبتر قصة حب/سامة طويلة الأكمام...،
تأكل أفكارنا، تشل مشاعرنا، تكتمُ أقدارنا وتترك أياماً بأكملها بلا معنى.
هذا الجُرح يحتاج مزيداً من البتر، ولا شيء غير ذلك.
فالملح يا ضيّ! يذوب تأثيره عندما نتكيف معه،
لكن البتر أمر حاسم وجلي كأن نضع نهاية للعذابِ
صحيح،
أنه سيترك ندبة تذكرنا بالماضي،
والحاضر مهما مر سيتبع تلك الندبة.
أعلم أن الألم الذي أحمله بداخلي قد يكون أكثر مما أستطيع تحمله.
لكن هذا الجرح الذي سكن ذاتي وحولها إلى جحيم مظلم لا بد له المزيد من البتر لأشفى.
في البداية، كنت أظن أن الزمن كفيل بشفاء كل شيء،
لكنني اكتشفت أن بعض الجروح القطعية لا تلتئم إلا بعد أن نتخلص مما يؤلمنا، كالذكريات الخانقة.. الواهنة..
والجُرُوح قصاص يا ضيّ ! حتى تلك التي لا تُلاحظ...
تتزايد أسئلتي...
كيف لك أن تقتل نفسك عبر الألم ؟
هل الألم والمعاناة مصيرنا الأبدي.؟
حتى وإن كان ذلك صعبا في البداية.
أما اليوم فهو مختلف...
أنا أمام هذا القرار الصعب، أدرك أنه الخيار الصحيح.
أحتاج إلى التغيير،
أن أبتعد،
أن أقطع الصلة بكل ما يعيدني إلى ذاك الجرح الغائر.
حتى أتمكن من شفاء ما تبقى مني.
تأكد فقط سأضحي بكل ما أملك لأبعث من جدبد
بروح متشافية
وقلب واعٍ.
بين شفتيه أراقص
طفولتي مجددا، تتقلب مشاعري
لقد كان لكَ مكان في قلبي، وأنا ممتنة لكل لحظة قضيناها معًا،
لكنني اليوم بحاجة إلى ترك هذا الماضي خلفي،
والبحث عن مسار جديد يتناسب
مع حبي لنفسي أولاً.
أتمنى أن تجد السلام أيضًا،
وأن نتمكن من المضي قدمًا،
حتى لو كانت المسافة بيننا شاسعة...