ياليت الوقت يتوقف عندك يا طفلتي المشاغبة،

 من أين يبدأ قلبي المشتاق بالبكاء ؟

من آخر صورة بيننا وأنت على أضلعي في فورة الوجع القاسي تتأوهين بصمتك المهيب في آخر أنفاس لك في الحياة ، في ليل السّهد والأرق ، حين بحثت عن صباح يعيد لي نهار الأمل فجاء شاحبا أطفأ مصباحك في رماد الرؤى ، خنقته أكف محملة بحقائب الأسئلة 

ونبوءة رؤياي التى تحققت رغم أنني

لم أقصّها على أحد. توسلت إلى الله أن يعصمني من تلك الرؤى حين جاءت أمي من المغيب في ذهول الوقت وأخذتك على أجنحة الملائكة إلى عليين لتستريحي

 من حياة آلمتك كثيرا ، وأظل أنا على ذمة الحزن أرتل جراحات الماضي ، أتعوذ كل مساء من صوت حنيني إليك في ابتهالات الأنين حين يذرف فؤادي دمع المتعبين في بحيرات الأسى فيحاصرني غيم الوجع وينهمر على وجهي بتسابيح المطر وأنا واقفة على تلة الألم تحوطني المحن . ثمة من يدس الظلام في جبين الشمس ليسرق حلم اليمام .

مرت خمسون عجافا وأنا أكذب الأيام لغيابك الذي حطم كل جسور أمنياتي ،أسترجع ذكريات الماضي أهرع إلى فجر عينيك الضحوك ففي عينيك بحر من الأغنيات معبأ بأصداف الحكايا يا ياسمينتي البيضاء،

 فيطل وجهك الصوفي العاشق

 بابتسامة الحمد وتصبي لي سيمفونيات الأمل في الأيام الحبلى بالأحزان فتخضر أرض روحي بالجمال وينهمر الندى على كوني في زمان التيه . أيتها القديسة المنتمية إلى طقوس السماء يطارد القبح فينا يهوى الردى ويعاند الأعاصير ، مهما في جب الخيانة رموك ففى فنائك قيامة في زمان الانهزام فمازال صوتك ياأختاه وطنا يفوح بعبير الأمان يلبس فساتين الشمس فيضئ الكون بذاكرة الخلود يسند قلبي بجبال الصبر ويهدهد أنّات روحي وأنت تشعلين غسق الليل بتراتيل صلاة الضوء في محراب اليقين ،كي يشرئب الفجر بفلق الصباح  

من فوق الأقصى بصيحات النصر المبين وقيامة العدل فوق أغصان الزيتون وأنت تستقبلين الشمس وتوزعين حلوى الطمأنينة للعصافير فمايزال حيث وطئت قدماك تسجد الطيور الناجية متوسلة عشا دافئا يهبها الأمان وهي تصغي لحديث عينيك وأنت ترتلين بخشوع قصائد السلام.