الفرح قادم

على ضفة الليل جلست ، تحت جناح الظلام 

أحملق في الفراغ،

 أتسلّل إلى أعماقي أبحث عنّي!! 

لا أجدني؟! أتفقّد ملامحي .. لا أعرفني!! 

 بدونك أنا جثة فلا حياة .

 أحاول أن أحرّر نبضي من هذا الخوف اللعين .

 أضمّ روحك إلى روحي فتبعث حياة جديدة ..

أراك في اللاّوعي وبكل وعييي ..

  ياابنة هذا القلب وأمّي وصاحبتي وأختي .. 

تمرض البيوت حين تُفجع 

بأوجاع أصحابها هاأنا من بين أنين الأبواب ،

أطل بشفاه ترتجف بهديل الدعوات . 

 أمدّ روحي إلى حيث أنت ..

وقفة على تلة خضراء ، عصفورة

 تحرسها ملائكة النور ترسم بالضوء

 مدن الماء ..أيتها الصّوفيّة التى تغرّد 

لك نوارس البحر أغنية النور ..

  دائما كنّا رفاق في رحلة الألم ..

 أيّتها الوردة البيضاء ،

تذكّرت صدى ضحتك

 رغم أنين الوجع وأنا في قمّة

 عطشي إليك أترقّب صوتك

 يأتيني بذكريات روحك الخصبة

 بالعطاء وأسمع نداءه في كل شئ 

حين يتسرّب حنيني إليك

 وأنا أجمع حروف اللهفة وأنثر 

أبجدية الإشتياق في غربتي

 فوق وسائد النجوم فلا تنهاري

 ياجدار قلبي ولا تجعلي هذا الوباء

 يهزم انتصارك الأزلى .. يابعضي وكل كلي

 إنّي أحترق كلما رأيت القهر على ملامح وجهك

 وفي مقل عينيك بحر يوشك أن يغرقني

 بحزنك العاصف فمنذ خلقنا نعزف على النايات

 أنشودة الصّبر رغم كلّ الهزائم

 سأسرج قنديل قلبي بزيت حبّي ..

 حتى لو أطفئت قناديل الكون

 وشحّ الزيت من الآبار لأخيط لك

 رداء من العافية لم يبق في إبرة صبري 

غير خيوط الصحة أغزلها ليكتمل رداؤك  

فأنا آتي إليك أتمنّى أن أكون الهواء الذي يعبر 

إلى رئتك ويضبط أنفاسك المنهكة وقلبك

 الذي أتعبته رعشات الوجع .. أختاه !

 ياليت عبيري يصلك واليمامة المشاغبة

 لا تفارقك بترتيل الصّلوات

 ورجائي الذي تعلّق بأبواب الله ،

 أنخت مطاياي بباب ياالله . قرعت أبواب رحمتك

 توسّلت إليك، لجأت إليك

 رفعت أكفّ الضّراعة .. سجدت بقلب يرتجف خوفا 

على أبواب عفوك وتركت كل حولي وقوتي بين يديك .

 أسلمت لك كطفلة أعياها الشغب

 في خضم ذاك الفراغ الخانق

 فلا تردني خائبة وجد ياعظيم الجود بكشف الضّرّ

 فإني تلوت (لا تقنطوا) فسكنت روحي  

فياليت كفوف ضيائك تحنو علينا ...

وبعد العناء يطيب الكون ، يكون أصفى من الماء

 فأكون غيمة تمطرك بالحب شراعا تتعلقين به

 بعيداً عن تلك الأورام البشرية الخبيثة .. 

شرفة تطلين منها على أحلامك الوردية

فأنا لا أقوى على فراقك أيتها الرشا الحبيبة ،

سأبتعد عن كل الأفكار المتوحشة التى تنهش وجداني 

لكي تنزع من روحي الأمان وترمي بي في بئر القلق ..

 فأوجاعك يانبضي تحرق روحي 

فماعدت قادرة على كتابة القصائد 

على أوراق قلبي المتساقطة ،

 أحاول أنا أقف على شرفات الرؤى أرتجي

 صوت الفرح للولوج إلى قلبك كلما شعرت

 بآهات نبضك تترنم 

 بمواويل العذاب على أوتار الأنين ..

 فتعالي نعجن الصبر خبزا للإنسانية

 ونطير بأجنحة الحب أيتها الزهرة الناجية

 الصبورة الراضية التى تسند قامتي 

في أزمنتي المتعبة وعين الله ترعاكِ

 يا طفلة النور ..أمسكي سنبلتك واغرسيها 

في تربة روحي تتفتّحْ حقول الحياة بالفرح القادم .