هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • صحيح البخاري .. الفرق بين الجميع والمجموع
  • جو مدارس
  • بالمنطق .. بالأمن القومي نتحدث
  • الإنترنت... بين كابوس مفزع وحلم جميل
  • لما بنزعل
  • ثبت خطاك
  • أكثر ما ينهك
  • عَتَمَاتُكَ المبصرة
  • لَا تُسَلِّمْ قَلْبَكَ لِمَا لَمْ يُصَلِّ لِأَجْلِكَ
  • التي تكتب ولا تقول… حتى الآن
  • حين يُساء فهمك...
  • يا سَيدةَ الحكايا الثقيلة...
  •  المدلل
  • طبتم وطاب ناديكم
  • مِلك ايديك
  • ونحلف انا وانت نتقاسم 
  • التربية عبر الأجيال.. ليست تحديًا سلبيًا، بل فرصة لتعزيز التفاهم العاطفي والتواصل بين الأسرة
  • الهوسُ المرضيّ
  • وفي حبّك… أنا القُربان
  • رجل من نوع آخر 
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة كيندا فائز
  5. عقاب الخريف (رواية) الجزء الرابع و الأخير

" لحظات انتظارك لغائبك فيها الكثير من القسوة ..
وتمر الدقائق فيها وكأنها دهر

والشوق إليه ..
يشعلك..ويحرقك..
وأنت تتقلب بين جمراته

فكيف إن كان من تنتظره وتشتاقه بقربك ؟! "

( بعد شهرين )
دخل منذر البيت عائداً من الخارج فوجد ريتا تستقبل رجلان أحدهما خمسيني العمر والآخر شاب جميل الهيئة والوجه ...بعد أن ألقى عليهم التحية عرفته ريتا :
_ السيد جمال صاحب المشروع الذي أعمل عليه ( مشيرة للخمسيني) ..والسيد حسن ( الثلاثيني )
ثم عرفتهما على منذر ، وبدورههما أشادا به وبسمعته التي سبقته والمغنية عن التعريف ..بعد شكره لهما ودعوتهما للجلوس قال جمال :
_نعتذر عن قدومنا بدون موعد ، أتصلت بك كثيراً ويبدو أن هاتفك مقفل .
فأخذت ريتا هاتفها تتفقده ، وأعتذرت منه قائلة بالفعل قد نفذ منه الشحن دون أن تنتبه وسط انشغالها في مرسمها ..ليكمل :
_السيد حسن عندما رأى أعمالك أعجب جداً بفنك فأحب أن تتولي رسم بعض اللوحات لبيته
منذر : اهااا ..لم أفهم ( وكان ينظر ريتا )
ريتا : أنت تعلم أني لا أعمل بطلبات خاصة ( مبتسمة )
حسن : شرح لي السيد جمال كيفية العمل بينكما ..ما أقصده أنا، أني أريد منك تنفيذ رسومات جدارية ..(صمت قليلاً وهو يراهم جميعاً ينظرون إليه بإنتظار بقية كلامه فتابع :
_أقصد .. بنيت منزلاً كبيراً وأريد أن أجعل في بعض الغرف والصالة الرئيسية شيئاً مميزاً .. أعمالك جداً مميزة وعندما رأيتها خطرت لي فكرة اللوحات الجدارية ..وصمت بإنتظار ردها .
ريتا : في الحقيقة !! ..الفكرة جميلة جداً ..( وقبل أن تكمل) قال منذر :
_اممم.. وكيف ستأتي بالجدران إلى هنا ؟!
فضحك الجميع ..هم يعلمون أنه لا يقصد ما قاله حرفياً ..ليجيب حسن مبتسماً
-بالتأكيد لن أحضرها إلى هنا !..إن تكرمت السيدة ريتا بالموافقة على طلبي ، فهي من ستذهب لتعمل هناك وبأمتنان كبير مني .
ريتا شعرت بغيرة منذر منه وقد راقها وأعجبها ذلك ..مع أنها لم تكن ستوافق على العرض ، إلا أنها أبدلت رأيها بعد ما رأته من منذر
ريتا : بصراحة لم أعمل شيء مشابه من قبل ...لا أعرف أن كنت قادرة ذلك !!
جمال : لا أظنك غير قادرة على ذلك فأنت ماهرة
ريتا : ليست مسألة مهارة ، أنما الأدوات و طريقة العمل ستختلف علي
حسن : طالما أن الفكرة نالت استحسانك بداية ، فأقترح أن تشرفينا بزيارة وتلقي نظرة على المكان فقد يساعد هذا ويشجعك على القبول ، فأنا لا أتمنى أن ترفضي ( وأدار بصره ناح منذر ليراه يرمقه بنظرات غير مريحة) ..وأكمل
_أن سمحتي أنت والسيد منذر
منذر : أنا أرى...
فقاطعته ريتا وقد لاحظت نظراته لحسن :
_لما لا ..قد يكون هذا مفيد قبل إتخاذ القرار ..( تنظر لمنذر ) زوجي يشجعني دوماً على إبتكار أفكار جديدة في العمل ، وأنا أرى أن هذا قد يكون إضافة جديدة لي .
نظرتها له كانت تذكره بأنها وحدها حرة التصرف بأمور عملها ..قبل أن يقول شيئاً فيحسب اعتراض من قبله .

ختمت الجلسة بنتجة ،وهي إتفاق بين ريتا وجمال لاحقاً على تحديد موعد للذهاب ورؤية منزل حسن ومن ثم تقرر أن كانت ستقبل بالعرض أم لا.
لم يستطع منذر ليلتها النوم جيداً ، وهو يشتعل غيرة من حسن ، وغضباً من ريتا ..يحاول أكثر من مرة فتح الموضوع معها ليمنعها من القبول ، ليعود ثانية ويمسك نفسه عن التهور وإفساد الاتفاق.

 

بعد أن مضت الأشهر الثلاث على سارة بخير وقد طمأنتها طبيبتها أن وضع حملها بات جيداً جداً وما عاد من داع للقلق ، صارحت مراد بالأمر ، حيث جن جنونه حيناً سعادة وحيناً عتب على زوجته ... إلا أن السعادة قد غلبت على الاثنين وأصبح همهما الإستعداد من كافة النواحي لإستقبال المولود المنتظر .
وبالطبع لن تمر هكذا مناسبة بدون إقامة احتفال مع ريتا ومنذر . وقُرر الإجتماع لهذه المناسبة في بيت مراد يوم الخميس المقبل

*

بعد عدة زيارات من ريتا لبيت أخيها لاحظت عليه إجهاد وتعب كان سببه سهره على طفليه بعد وفاة زوجته ، فعمل المربية لا يتضمن بقائها ليلاً ولا الإقامة معهم وهذا ما كان مقبولاً أساساً لدى كنان .
لذلك اقترحت عليه شقيقته أن يتقدم لخطبة سمية فتضمن بذلك استقراراً لعائلته وحياة جيدة لجميع الأطراف ..بعد صد ورد بينهما ..اعتراض من كنان بحجة أنه لم يمضي وقت طويل على وفاة زوجته ، وأن الناس سيرون استعجال من قبله بموضوع الزواج ولن يرحموه بكلامهم ..وبين تشديد ريتا على أن يفكر بمصلحته وأولاده دون الإكتراث لأقاويل الناس ، خاصة وأن سمية ما زالت تحبه وقد تعلقت بأطفاله كثيراً...
استطاعت أخيراً إقناعه لما فيه مصلحة وسعادة الجميع ..وعليه تمت الخطوبة ، وبقيت بعض التحضيرات و أيام قليلة لتكون العروس في بيتها الجديد

****

( يوم الخميس .. في بيت مراد وسارة )

منذر : لا أستطيع مجرد التخيل أن أراك أباً وتحمل طفلاً بين ذراعيك !
مراد : ولا حتى أنا ..تصدق؟!
سارة : يا إلهي ..لا أعلم كيف سيمضي الوقت حتى يصبح طفلي بين يدي !
ريتا : شعور رائع .. وأنا مثلك متشوقة لهذا اليوم
سارة : وماذا تنتظران أنتما الإثنان ، أظن الوقت قد حان لوجود طفل يكمل سعادتكما .
أخذ كل من منذر وريتا يحدق بالآخر..ليجيب منذر
_مازال الوقت مبكراً ..ثم ..أن ريتا منشغلة جداً بعملها الجديد حالياً وهي تقصي معظم وقتها خارج المنزل
مراد : اااه جميل ! بدأت العمل في الصالة ( وكان يقصد الصالة التي اشتراها لها منذر )
سارة : لا لا .. أصبح توجهها للوحات الجدارية ضمن منزل بطلب خاص من أحد المعجبين بموهبتها ( فقد كانت على علم بذلك)
ريتا لم يفتها تلميحات منذر فأرادت أن تردها له فقالت :
_لو ترى المنزل يا مراد ..رائع، وذوق السيد حسن في التصميم جميل جداً .
ومن المؤكد أن كلامها أثار غضب زوجها إلا أنه تظاهر بعدم الإكتراث
سارة موجهةحديثها لمنذر :
صديقة لي طلبت مني نسخة من روايتك الأخيرة وموقعة باسمها بعد أن علمت أن علاقتنا وطيدة معك .. ستلبي طلبها ولن تخذلني أليس كذلك ؟
_ من هذا الذي يتجرأ على خذل سارة .. لك ذلك بكل تأكيد
سارة : ممتنة لك .. أتعلم ؟ ..تمنيت لو أن قصيدتك لريتا كانت جزء من الرواية ..لا أستطيع التعبير لك عن اعجابي بها حقاً ..وريتا ، فقط لو أنك رأيتها كيف تأثرت بها ونحن نتابع المقابلة !!
هنا تفاجئ منذر بقولها ونظر لريتا _ وقد تجنبت هي النظر إليه _ ليرد على سارة وقد أسعده ما سمعه
-ريتا تستحق أكثر من ذلك .
استأذنت ريتا منهم لدخول الحمام كي تهرب من التعقيب على الحديث وهي تردد بداخلها ( تباً لك يا سارة ماذا فعلت !).
مضت بقية السهرة وريتا تتعمد فتح مواضيع تبعدهم فيها عن الرواية والمقابلة وما يمت لذلك بصلة ..ومنذر كان معظم الوقت ينظر إليها ويبتسم ، وقد فهمت هي مقصده من خلف ابتساماته وأنه يرمي لكشفه كذبتها بخصوص المقابلة وكان يبدو جلياً لها سعادته بنصر ينسب إليه هذه المرة .

 

بعد نجاح رواية منذر تلقى عدة دعوات من بلاد كثيرة ليلتقي محبيه ويشارك بمعارض الكتب المقامة فيها ، فكان السفر فرصة ملائمة كي يخفف عن نفسه ثقل أيام انتظاره ، وانقضاء مدة الإتفاق ...كما كان عمل ريتا والعقد الجديد مع السيد جمال قد أخذ كل وقتها فكانت الأيام تمضي أسرع من ذي قبل وأهون على الاثنين .

ذات ليلة _ منذر في إحدى الدول

_ مساء الخير ريتا
- مساء الخير
_ أيقظتك بأتصالي ؟!
- لا لم أنم بعد
_ أنت بخير !
- بخير ..كنت اقرأ
_الرواية ؟ .. ذكرتني أنا لم اسألك عنها من قبل .. أخبريني هل أعجبتك ؟
- ليست هي ، ولم أقرأها، ولا أتذكر عنوانها حتى
احزنه ردها ..ثم تذكر كذبتها بخصوص المقابلة.. فأراد أن بختبرها ليكتشف إن كانت صادقة بقولها ..وقبل أن يتحدث وقد طال صمته وهي تنتظر ..قالت
- كنت سأخلد للنوم قبل أن يرن الهاتف
_ لقد نسيت بعض الأوراق وأنا أحتاجها ، فهل بإمكانك مساعدتي بهذا ؟
-في المكتب ؟
_نعم
-حسناً ، لحظة ...( وذهبت لتبحث عنها )
-أين ؟
_على الطاولة ..يوجد مغلف أزرق
-نعم ها هو
أقرأي لي ما المكتوب في أول صفحة
فأخذت تقرأ :

"" المقدمة

ساعتك الآن تشير إلى الخامسة ...
لا تنظر للتوقيت بواقعك لتتأكد ..فما دمت فتحت الكتاب فأنت قد دخلت عالمي وانظممت لتشاركني إحدى الرحلات، وتوقيتك مزيف ولا يمت لعالمي بصلة .
ستسأل الآن ،وستتسأل كثيراً وأنت تجوب الرحلة ( لماذا الخامسة ؟)..
ويؤسفي أن لا جواب لك عندي لأنك ستكتشف ذلك بنفسك .
فمرحباً بك عزيزي القارئ في عالمي .
بدأت رحلتنا ..
.. والساعة الآن تشير إلى الخامسة .""

منذ أول سطر علم أنها صادقة بخصوص عدم قرأتها للرواية وعندما استمرت بالقراءة تأكد تماماً من ذلك .. حينها طلب منها أن تترك بقية الأوراق_ وقد كانت مرقمة تسلسلياً_ وتقرأ له الورقة ذات الرقم خمس وخمسون ..فبدأت :

"" قهوة الساعة الخامسة

ذات البن تحضر منه قهوتي على مدار اليوم، وربما يصادف أن يكون بذات الفنجان ..ولكن ..
فنجان الخامسة يختلف كُلياً عما سواه ..وسترى..

( ثم سكتت ..ليكمل هو )

لهذا الفنجان رائحة مختلفة فهو مميز برائحة من أحب ،ولا أقصد نوع العطر الذي يستخدمه بل أقصد رائحة الشخص ذاته.
قد تسأل وهل للأشخاص رائحة. . سأجيبك بنعم ودليل ذلك ما أخبرتني به أمي يوماً ،قالت لي أنني عندما كنت طفلاً أبلغ من العمر أشهري الأولى ، وعندما تكون متعبة وبحاجة للنوم ،كانت تلفني بثوب لها فأشم فيه رائحتها فأحسبها تحتضنني فأهدأ وأنام
وكذلك رائحة هذا الفنجان .

ثم أول رشفة
وهذه مميزة أيضاً ،فلك أن تتخيل بعد استنشاق رائحة من تحب كيف يكون شوقك له !..
تقربه لفمك متلهفاً، فتلسعك حرارته... فتجد لذة القهوة قد اختصرت بهذه اللسعة .

تتوالى الرشافت فتصبح دافئة ..ولهذا الدفء أيضاً خصوصيته ..وهل أجمل من الدفء ؟!
دفء الكلمات ،دفء النسمات ،دفء الاحضان ...
كلها تلامس الروح وتشعرك بالأمان..وهذا فعل الرشافت بي

ثم آخرها ...
ما يتبقى من مذاق القهوة بفمك ولفترة بعد إنهاء فنجانك ..يشعرك بالشوق والحنين للفنجان القادم ..ليس أي فنجان بل فنجان الساعة الخامسة تحديداً ، لأنه من يد من تعشق ..
وهنا أترك لك تخيل أن يجتمع عشقين في فنجان واحد . ""

عندما انتهى من قرأته لم تتكلم وقد وصله صوت أنفاسها وأنها قد تكون تبكي ..فقال لها تصبحين على خير ، لكنه لم ينهي المكالمة وبقي ينتظرها .
وضعت الهاتف من يدها وهي تتأمل ما كتبه وكانت بالفعل تبكي ولكن بسعادة وقالت دون أن تنتبه أن الاتصال مازال مفتوحاً ( حصلت على النقطة الثانية )
فأتى صوته :
_ماذا ؟!!
هنا انتبهت وأجابته
-لا شيء ..تصبح على خير

روتين الحياة اليومي ممل للجميع، فيكف سيكون على القابعين في محطات الإنتظار ...
سارة ومراد بإنتظار طفلهما ..كنان وسمية _بعد زواجهما _ ينتظران بيع شقتها لإنشاء مشروع يحسن الوضع المعيشي لكنان ذو الدخل المحدود ..أميرة تنتظر عودة منذر في كل مرة يسافر فيها لتستكمل رحلاتها بعد أن اعتادتها . ..
منذر وريتا ، كان انتظارهما هو الأصعب...

في أحد الأيام أخبرها منذر أنه التقى بصديق قديم يقيم في دولة أجنبية وقد جاء مع عائلته في رحلة سياحية لأيام قليلة ، وأنهما اتفقا على قضاء سهرة عائلية ، لذلك طلب منها تكون مستعدة لترافقه مساءاً .
كان الموعد في أحد المطاعم المتواجدة على أطراف البلدة حيث تكون الأجواء أكثر هدوءاً .

عند دخولهما استغربت ريتا خلو المكان إلا منهما ولم تخفي ذلك عليه حيث أجاب أنه أمر طبيعي بحكم بُعد المكان نسبياً ..وبعد مكوثهما لفترة ليست بقليلة سألته:
_ متأكد أنت بأن موعدكما في هذا المكان ؟!
- بالطبع متأكد
_ أشعر بأن شيء غريب يحدث!!
- اممم.. ليس بالكثير ..أعني ..
حسناً ،سأخبرك ..لم ألتقي بأحد وليس هناك موعد مع أحد !
(تنظر إليه باستهجان منتظرة بقية قوله)
_الحقيقة أن اليوم يصادف ذكرى ميلادي ، وقد أحببت أن أكون معك أنت فقط .
- يوم ميلادك ؟!!!
_ نعم
- يوم ..ميلادك ..بعد شهرين من الآن ( قالتها بلهجة استنكار وشي من التحدي )
_ صحيح لقد نسيت أنك دقيقة في حفظ التواريخ! ...حسناً حسناً
ليس هناك من مناسبة ، أردت أن نكون بمفردنا دون سارة ومراد فأنت لا تخرجين معي إلا إذا كنا سوية ، ولو أني طلبت منك ذلك لما قبلت !
-جيد ! وماذا بعد؟
_لا شيء
-لا شيء!..( وتنظر حوالها للمكان الفارغ ثم تنظر إليه )
_أنا حجزت المكان !! ..رجاءاً لا تفسدي ليلتنا وقد أصبحنا هنا !
ريتا أسعدها ما قام به رغم أنها لم تبدي له شعورها بذلك فهي منذ زواجها منه كانت تحلم بأن يقضيا هكذا أمسية بمفردهما .
- لا بأس ..سيشفع لك ذوقك في اختيار المكان إنما لن تعيدها ثانية!
_أعدك (قالها بسرور بالغ )
بعد تناولهما وجبة العشاء طلب منها مراقصته ..كانت سترفض لكن شيء بداخلها اسكتها فوافقت
وهي بين أحضانه أُستحضر كل الحب في قلبها وشوقها الكبير له
همس في أذنه( أحبك ) وكادت تردها له لولا أن تمالكت نفسها ..ابتعدت عنه وقالت:
-علينا أن نعود تأخر الوقت
فوافقها خوفاً من أن يمانعها فتحسبه اعتراض ويفسد شرط الاتفاق .
شعرت برغبة كبيرة بأن تسير في الشارع ، لكنه أيضاً لم يمانع رغم برودة الطقس في مكان متطرف كهذا وقال ( لك ذلك )
أثناء المسير كان كلاً منها يحدث الآخر أنما في فكره ..
وعند مرورهما بجانب إحدى أشجار القيقب سقطت ورقة منها فألتقطها منذر وقال :
_أتعلمين أن هذه الأوراق ترمز للحب في أحد الدول الآسيوية
وعندما هزت رأسها بعدم علمها بذلك أكمل:
_تقول واحدة من حكايا الأساطير في بلادهم أنك إذا كنت مع من تحب تحت شجرة منها وسقطت إحدى أورقها فإنك إن تمنيت أمينة فستتحقق ..وضع الورقة في يدها وطلبت منها أن تفعل ذلك وهو مبتسم
فأجابت ضاحكة :
-أتصدق حكايا الأساطير ؟!
_ما كنت أصدق حتى ..رأيتك تصدقين أقاويل العرافات !!
فأخذ الإثنان بالضحك
-لا لا اصدق ..
_ولا أنا هه..
وأخذ طريقه ليكملا المسير فأمسكت بيده تستوقفه
-منذر
فأستدار قائلاً:
_ماذا ؟ (وهو مستغرباً حركتها )
-لقد حصلت على النقطة الثالثة
_ما معنى ذلك ( مبتسماً )
فلم تجب ..
_سمعتك تلك الليلة تقولين النقطة الثانية ، والآن حصلت على الثالثة
أخبرني ما القصة ؟!
ضحكت وبشيء من الإرتباك قالت:
-معنى ذلك أني قد أبطلت الإتفاق
فوقف قابلتها وقد شعر أن قولها يوحي بالبشرى إنما لم يتأكد ..
_ماذا تقصدين تكلمي بوضوح ..فقلبي يكاد يتوقف ..يعني أنك ..
-سامحتك
لم يتمالك نفسه من فرط السعادة فأخذها بين ذراعيه غير مصدقاً لما سمعه
_ أنت جادة هااا ؟!!!
-نعم
ثم اخذ ينظر في عينيها
_لم نقطع سوى نصف المدة
-أعلم ...لذلك كانت النقاط
_النقاط ! (ويضحك) ..أفهميني!!
كانت برودة الطقس تزداد فطلبت منه أن يعودا للبيت ثم تفهمه ما يريد ...فأقترح عليها أن يعودا بالسيارة إذ أن المسافة لها أقرب من البيت فوافقت .. وأخذا أدراجهما وقد تشابكت إيدهما وصوت ضحكاتهم تملأ الأركان .

أستيقظ منذر على رائحة القهوة ..فتح عينيه ليجد ريتا تحمل فنجانه وتقول مبتسمة:
_ القهوة بإنتظارك
- قهوة ريتا .. ياااه كم اشتقت لها !.. أظن أني لم أفق بعد .. أنا أحلم أليس كذلك ؟
- لا هه ..ليس حلماً( وناولته فنجانه )
_ هذا أجمل صباح
- صباح الخير( مبتسمة) ..هيا أسرع بشرب قهوتك فلديك عمل كثير ..
_عمل !!
-نعم ..
وناولته ورقة تركتها له والدته قبل مغادرتها
_سافرت ؟
اومأت بالإيجاب فأكمل
_إذاً لن أذهب للعمل واليوم إجازة ..(وغمزها وهو بمسك بيدها )..
ألا يحق لنا إجازة ؟!
فأبتعدت ضاحكة ..
-ليس اليوم
_ولما ؟!
_قلت لك لديك عمل كثير ، وأنا أيضاً..هيا أنهض أحتاج مساعدتك ..(كانت متجهة لغادرة الغرفة )
_تعالي إلى أين ؟!!
-اتبعني لتساعدني
عندما أصبحا في المرسم تسأل عن نوع المساعدة فأخبرته بأنها تحتاج رأيه في إنتقاء الأجمل من أعمالها لتتقدم بها إلى مسابقة نظمتها وزارة الثقافة والفنون ، حيث ستشارك الأعمال المختارة من قبل لجنة التحكيم بمسابقة دولية ..أعجبه ما نوت عليه وأكد على دعمه للفكرة ، فأخذ ينقل ناظريه بين رسومتها وتوقف عند إحداها
_تحبين الخيل ؟
-نعم ..رغم أني لا أجيد ركوبه !
_المسألة بسيطة ..النوادي المختصة بذلك كثيرة ، سأعمل على انظمامك لإحداها
-أنت جاد ؟!
_بالطبع
ومن فرحها قفزت وعانقته
_حبيبي! شكراً
فضمها بقوة قائلاً
_كم انتظرتها منك ! ..أعيديها
فتملصت من بين ذراعيه
-ها ما رأيك .. أي منها ؟!
كان فقط ينظر إليها فعلمت أن الوقت غير مناسب ليختار لها ..فأخذت طريقها للخروج وهي تخبره بأنها ستعد طعام الإفطار ..أضحكه تهربها وقال :
_وماذا بشأن الإجازة ؟!
- لابد منها ..إنما بعد أن ينهي كلاً منا إلتزاماته .

( بعد ثلاثة أشهر _ في حديقة منزلهم )
سارة : يشبهني أليس كذلك ؟
أميرة : قليلاً..يشبه والده أكثر (ضاحكة)
مراد : ما رأيك أن تحمل ولدي عني وأنا أكمل الشواء عنك
منذر : لا لا ..لم أحمل طفلاً من قبل ،أخاف أن أؤذيه دون قصد .(ويضحك )
جاءت الخادمة لتخبر منذر بأن العم سالم ينتظره عند البوابة
فنادى على ريتا فتبعته لتستبين الأمر ..قبل اقترابها منهما كان منذر يناول العم السالم مفتاح سيارته ويخبره بأن يتبعه..فرد الآخر بالموافقة وأن كل شئ قد جُهز كما طلب منه ..
لحظة وصولها أصابتها الدهشة. مما ترى
_خيل !!!
-نعم
_و...؟
امتطى الفرس ومد لها يده . .
-تعالي..
_لكن ..!!
طاوعته ضاحكة وقد أصبحت خلفه
-تشبثي بي جيدا
_ماذا ستفعل ؟!
-سأختطفك
_إلى الكوخ هه!
-إلى الكوخ

....وأنطلق .

_تمت ___

إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑2الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓-3الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑4الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة حسن غريب
9↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
10↓-2الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑25الكاتبمدونة نورا شوقي200
2↑19الكاتبمدونة رشيد سبابو212
3↑17الكاتبمدونة محمد جاد78
4↑14الكاتبمدونة غازي جابر67
5↑9الكاتبمدونة خالد دومه30
6↑9الكاتبمدونة شيماء عصام124
7↑8الكاتبمدونة احمد كريدي98
8↑8الكاتبمدونة نجلاء محجوب142
9↑7الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)158
10↑6الكاتبمدونة مها الخواجه29
11↑6الكاتبمدونة سعاد سيد187
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1069
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب690
4الكاتبمدونة ياسر سلمي653
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم568
7الكاتبمدونة آيه الغمري496
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني424
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة402

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب330717
2الكاتبمدونة نهلة حمودة186927
3الكاتبمدونة ياسر سلمي178583
4الكاتبمدونة زينب حمدي168937
5الكاتبمدونة اشرف الكرم128388
6الكاتبمدونة مني امين116120
7الكاتبمدونة سمير حماد 106370
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97322
9الكاتبمدونة مني العقدة93893
10الكاتبمدونة مها العطار87403

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
2الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
3الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12
4الكاتبمدونة محمد عسكر2025-06-04
5الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
6الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
7الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
8الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
9الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
10الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10

المتواجدون حالياً

3064 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع