للشيخ محمد الغزالى - عليه سحائب الرحمات تترى - عنوان يقول ( اختيار الله للإنسان أفضل من اختياره لنفسه )

🌹وخلاصته :

أنك عبد والعبد ليس له اختيار أمام أوامر الرب إلا التسليم فإذا جادل العبد واختار لنفسه كان اختياره وبالا عليه …

✍️فهذه أم موسى اختارت لابنها ان لا يكون فى يد فرعون واختار الله له ان يتربى فى بيت فرعون نفسه 

هب أن ام موسى خبئته كى لا يعرف فرعون مكانه ونجحت بالفعل فى خطتها !!!

 هل كان موسى يجرؤ أن يتحدى هذا الظالم الغشوم 

هل كان أحد سيعرف موسى أصلا ؟! 

ثانياً:

✍️ وهذا يوسف عليه السلام اختار لنفسه السجن ( قال رب السجن أحب إلى ) فسُجن واختار الخروج منه ( وقال للذى نجا منهما اذكرنى عند ربك ) 

وهذا اختياره 

لكن الله اختار له أن يمكث فى السجن بضع سنين حتى تترتب الاحوال ويتهيئ المناخ للدعوة ويخرج ويقول ( اجعلنى على خزائن الارض ) 

ونقول : هب أن يوسف خرج بواسطة الساقى !!!

هل كان سيعرفه أحد ؟!

هل ستكون دعوته إلى الله معروفة ومشهورة ؟  

إن اختيار الله له افضل من اختياره لنفسه

ثالثاً:

✍️ وانظر إلى هذا النموذج القرءانى الواضح وضوح الشمس فى رائعة النهار ( قصة الغلام الذى أمر الخضر بقتله وقصها القرءان علينا {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} القرءان يخبرنا أن اختيار الله لهذا الغلام القتل فبقتله يصير فى الجنة لانه طفل بريئ … 

والسؤال : هب ان هذا الطفل عاش ؟! 

لكان سيئاً وسيكون سببا فى شقاء كل من حوله واولهم والديه فكان اختيار الله له افضل من اختيار والديه …

🌹وفى السنة الأمثلة كثيرة :

✍️ منها أن ام سلمة كانت تتمنى أن يعيش زوجها والا يقتل وكانت تعتقد انه افضل رجل فى الدنيا وأنه لما مات قالت : : أى المسلمين خير من أبى سلمة؟

لكن اختيار الله لها أفضل من اختيارها لنفسها واختار الله لها سيد الخلق رسول الله زوجاً 

وهى نفسها قالت : لقد أبدلني الله خير من ابى سلمة 

وانا اقول : خير من جد ابو اللى خلفوا ابو سلمه 

🌹وفى واقعنا الحياتى بل فى حياة كل منا نموذج واثنين وثلاثة على صحة هذه القاعدة ( اختيار الله للإنسان افضل من اختياره لنفسه ….

✍️وسأحكي لكم قصة طريفة حدثت لى فى حياتى تثبيتاً لهذه القاعدة :

أنا أول كلية تخرجت منها وهى كليتى الام .. وافتخر انى قضيت بين أروقتها اربعة أعوام جميلة كانت ( كلية الدعوة والثقافة الإسلامية بالقاهرة ) 

ولما تخرجت منها اتت مرحلة التجهيز للخدمة العسكرية فذهبت إلى الزقازيق فى مركز الفرز 

المهم نادى منادِ فينا ( خريجين كلية الدعوة وخرجين أصول الدين يجوا على جنب لأننا نحتاج إلى ائمة وخطباء ) ففرحت فرحا شديدا وكنت كمن ارتشف الف كأس فى رشفة واحدة وقلت فى نفسى الله اكبر 

اهى سنه هقضيها فى الجيش ولكن هتكون فى اى مسجد تابع للقوات المسلحة ونخلص من ام السنة بتاعة الجيش دى !!!!!!!

المهم جاء شاويش ذو شنبات وكأنه يعيش ليربى هذا الشنب !!! وقال البطايق يا اساتذه .. فأخرجنا البطايق وكانت (بطايق ورق ) لم تتحدث بعد ..

المهم سيادة الشاويش ابو الشنبات لمْ مننا البطايق 

ولما جاء الدور علىّ ،،، مسك بطاقتى واستهجى محل اقامتى .. ورمى بطاقتى على الارض وقال لى اخرج من الصف وروح على الصفوف التانيه ؟! 

فقلت له ليه حضرتك ؟! 

فقال لى يابنى اسمع الكلام ونفذ الأوامر بدون سؤلات …

فقلت طيب كلمة من ابن لأبيه مش عاوذنى هنا ليه ؟! ووالله أنا بعرف اخطب كويس دا أنا جايب ترتيب على الكلية وووو فقال لى :

يابنى أنا مش واخد إمام وخطيب من نبروه !!!!!

ونبروه لمن لا يعرفها هى اسم المركز الذى انتمى اليه 

وهى مشهورة بالفسيخ وأنهم تجار … وأكثرهم يتاجرون فى الحلال ولكن هناك ثلة قليلة منهم يتاجرون فى اى حاجه شمال .. وهؤلاء شبهين مركز نبروه كله … حتى ان أهل نبروه التجار يغيرون محل إقاماتهم من اجل هذه الثلة التى يعثون فى الارض فسادا —-

المهم : قال يابنى أنا مش واخد امام وخطيب من نبروه ؟!

فقلت له والله أنا من كفر الحصة وخريج دعوة القاهرة ومليش دعوة بنبروه 

فرمى البطاقة على طول ذراعه عند الصفوف الأخرى وقال لى نفذ التعليمات ورأيت النسر يقف على شنباته غاضبا كأنه سينقض على …

فذهبت إلى الصفوف الأخرى حزين كسيف البال وادعوا فى نفسى على نبروه وام نبروه وسنين نبروه 

المهم ذهبت إلى الصفوف الأخرى وبعد عشرة ايام رجعنا نسمع ( سلاحنا) وفى اى سلاح سنكون واى التوزيعات ستكون من نصيبى ..

ووقفنا صفوف كثيرة وعلى الجانب الاخر خريجين كليات الدعوة يبتسمون وانا فى وسط الصفوف الأخرى حزين ..

وجاء أبو شنبات يعلنها مدوية عالية 

كل خرجين كليات الدعوة معانا 

وكل الصفوف الأخرى تأجيل ( لم يصبهم الدور ) 

والعجيب يومها حدث شيئ لم يحدث قبل لقد وزعوا علينا شهادات التأجيل ساعتها …

سبحان الله :

كان اختيارى لنفسى أنى ادخل سنه واكون فى مسجد وتخلص السنه على خير ..

لكن ! 

اختيار الله لى انى اخد تأجيل ويجيلى جواب التعيين بعد ذلك بسبعة عشر يوماً ..

فاختيار الله للعبد افضل من اختيارة لنفسه 

🎁صباحكم تسليم لله وتفويض لأمره🎁