لقد بدا الوقت. ها هي اللحظات والدقائق تمر. أشعر بارتخاء، ثم ألم، تلاه ألم شديد، ثم هدوء. أرى كل شيء ضبابياً. أشعر بأشياء تتحرك. أهي النهاية؟ هل هنا ستنتهي الرحلة؟ هل ستنتهي الآن؟
أفواه كثيرة تتحرك، ولا أميّز منها شيئاً. هل يتحدثون معي أم مع بعضهم، في محاولة لقتل الوقت الذي يقتلني ببطء؟ ها أنا أتنفس بعمق، ومع هذا النفس هناك سكاكين تمزّق رئتيّ. أشعر بالوهن، بالضعف. أشعر أن قلبي سيتوقف في أي لحظة. ليتها تكون النهاية، فلقد سئمت من القتال؛ قتالٌ لا خاسر فيه سواي.
أظن النهاية اقتربت، أرى ذلك وأشعر به. ها هي الأصوات بدأت تتضح من جديد، وتلك الخيالات تودعني. الألم بدأ يختفي. إلهي، سأعود من جديد. سأعود لأحارب وأقاوم مرة أخرى، حتى أعود لهذا الفراش بوهنٍ وضعف. يا لها من دائرة يجب أن نمر بها حتى نكمل مسيرتنا.
أمسك الطبيب يدها، فانتبهت له، ليبتسم لها بهدوء، مربتاً على يدها.
— لقد انتهت جلستنا اليوم بالشفاء يا بطلة.
ابتسمت له بوهن، ثم انتظرت أن تزيل الممرضة تلك الأسلاك التي تحاوطها من كل جانب. اقتربت منها والدتها وساعدتها لتقف على قدميها، ثم ألبستها معطفها، وخرجتا من الغرفة ومن المشفى، لتجد والدها يقف هناك أمام السيارة، ليصعدوا جميعاً متجهين نحو منزلهم بعد جلسة العلاج الكيميائي الخاصة بها.
وتستمر الحكاية، حتى يأذن الله بالنهاية.






































