السلام عليكم و رحمة الله
للواحد منا شركاء كثر .... شركاء في العمل و في الدراسة و في المنتدي .... و في الشارع و في الحاره .... و ايضا في المصير و في الدين و في الانسانية ....
و يبقي اقرب شريك لك .. هو شريك سفينة الحياة ...
هو شريك من نوع خاص ... هو شريك تختاره انت او يختارك هو ... بوافقتيكما
هو شريك توقع بيديك علي عقد الشراكه الممتد .... بينك و بينه ...
و لأنه شريك من نوع خاص ... فسماته مختلفه .... و نوعه ايضا مختلف ... و طبيعة دوره في السفينة بالقطع مختلف رغم انه معروف و محدد في عقد الشراكه ...
هذا الشريك .... اما ان يمسك معك دفة السفينة ... و يدفع بها الي الامام ..... ذلك "الامام" الذي يعرفه الشريكان ... و يتفقان عليه .... و يؤمنان به ...
او يتنازعان الدفه ... و الهدف .... و من ثَم المصير
و رغم ان هذا النوع من الشراكه يبدأ بتصريح واثق من كلا الطرفين ان كلا منهما يعرف شريكه جيدا .... و انه اتخذ قرار الشراكه بناءا عن دراسة مستفيضه و فهم عميق .... الا أن السفينة في كثير من الاحيان .... تغرق !
و عند تحليل اسباب الغرق ... يكتشف المحققون ان احد الشريكان اكتشف ان لا يعرف الآخر !! ... و ان تقديره و تقييمه للشراكه كان خاطئا ... مما ادي الي تنازعهما دفة السفينة .... و دفة الحياة .... ففقداهما معا ...
و في احيان اخري كثيره ايضا ... تبحر السفية ... و تسرع نحو هدفها المحدد منذ البدايه بمعدلات اكثر مما خطط لها... بل و تستبدل محركاتها القديمه باخري جديده .... و تجدد وقودها دائما لتظل مبحرة .... ترفرف علي صواريها رايات السعاده
عندما عكف المحققون علي دراسة هذه الحالات لتلك السفن التي ابحرت و نجت من ان تغرق ... وجدوا السبب كامنا في الدفة الواحده .. و الهدف الواحد .... و وجدوا ضالتهم في الشراكه الوثقيه بين القبطانين .... و التوحد التام بينهما .... و رضا كلا منهما عن الاخر ...
فما اجمل ان تكون - انت اخي القارئ - من هذا النوع الثاني ....
من النوع الذي اكتشف ان صفات شريكه كانت اروع مما توقع ... و ابهي مما تخيل
من النوع الذي اكتشف ان سفينته من النوع الذي لا تغرق باذنه تعالي ... و انها تسير نحو هدف واحد لم و لا يتغير
من النوع الذي انتمي اليه
:)