باتفرج مع حبوبة على المسلسل، ولقيتها متأثرة قوي وبتعيط، عشان أبطال القصة خسروا قصرهم والحياة المرفهة(بزيادة قوي يعني ????) اللي كانوا عايشينها، وده حصل بسبب مؤامرة اتعملت عليهم.
انتهت الحلقة بإن العيلة متجمعة في مكان بسيط على البحر، وبيضحكوا، وبيلعبوا، بينما اللي تآمر عليهم واشترى القصر في المزاد، عمال يمشي فيه وهوا فاضي تماما وواقف لوحده.
المهم لقيت حبوبة متأثرة قوي، ومش عاجباها النهاية دي وكان نفسها القصر يرجع لهم، قلت لها: إن ممكن المؤلف عايز يقول إن الفلوس والثراء المبالغ فيه ده مش سبب للسعادة، بالعكس هما كانوا طول المسلسل في مشاكل رغم فلوسهم وصيتهم، وعايز يأكد إن الأهم من الثروة هوا السعي والمحبة والسند بين العيلة، وإن ده هو المكسب الحقيقي، وسبب السعادة.
فلقيتها بتقول لي: طيب مادام كده ليه إنتي زعلانة وباسمعك بتتكلمي مع خالو وإنتي متضايقة قوي، عشان مصنع الحديد والصلب هيتصفى ويتباع، ماهوا ممكن اللي شغالين فيه يسندوا بعض برضه، ويبدأوا من أول وجديد!
إني اتزنق بين لماضة حبوبة وأسئلتها دي طبعا حاجة مش جديدة عليا، بس عادة بتبقى الأسئلة فلسفية، اللي أبهجني المرة دي وقلقني شوية برضه، إن بنتي بدأت تنخرط في الشأن العام.. لذلك أنا كحنان عايزة أقول: أيوة بقى!???? بس كأم حبيبة عايزة أقول: يا ختااااي منك لله يا حنان????????♀️
المهم قعدت أكلمها عن الفرق الكبير بين الحالتين، وإن تصفية مصنع زي ده مش بيضر بمصالح أسرة واحدة و لا اتنين، ده بيضر بآلاف العمال، وبيعرضهم هما وأسرهم لاحتمالات العوز والاحتياج، بحجة التعويضات، اللي مهما كانت قيمتها، فهيا ولا حاجة قصاد غلا الأسعار، وإن الجنيه كل مادا قيمته بتقل، لإن لما ما يكونش عندنا اهتمام بالصناعة ولا الزراعة، ده معناه إن إحنا هنجيب احتياجاتنا من بره، بالدولار.
لذلك أي تعويض وفلوس مالهاش قيمة، المصنع هوا اللي له قيمة.
فساعتها هيا قالت بنبرة نبيهة جدا: طيب يا ماما ده كده تصفية المصنع مش بتضر العمال وأسرهم بس دي بتضرنا كلنا وبتضر مصر. بس هما في المسلسل يا ماما عرفوا اللي تآمر عليهم وعملوا اللي يقدروا عليه قبل ما يستسلموا مؤقتا للتنازل عن قصرهم، وقرروا إنهم هيرجعوا كل حاجة تاني مع الوقت، إحنا بقى عملنا إيه؟!
قلت لها: في حالة المصنع يا حبوبة للأسف اللي خدوا قرار التصفية، واللي المفروض يكونوا مسؤولين عن تطوير المصنع، هما اللي مصرين على تصفيته، وبيتجاهلوا أي خطة للحل، ومابيحاولوش يحافظوا عليه بالعكس بيقنعوا العمال والناس إن تخليهم عن المصنع ده الأحسن.
ومع ذلك العمال والناس رافضين يفرطوا في مصنعهم، ومعتصمين وبيهتفوا #على_جثتنا_نبيع_شركتنا ..
وفيه ناس كتير عايزة تنقذ المصنع، وتساعد إن الصناعة في مصر ترجع تبقى بتخدم البلد والشعب كله، مش حكر على كام رجل أعمال بيتحكم في أرزاق الناس.
وعشان كده فيه ندوات بتتعمل، و فيه قضايا بتترفع، وفيه حملة شعبية اتشكلت، وصفحات ومجموعات إلكترونية اتعملت، ومقالات بتتكتب، وإحنا كمان لازم نشارك باللي نقدر عليه في الحملة دي.
لما حسيت إنها بتبص لي بذهول.
لقتني تلقائيا بكمل كلام معاها، وكإني برد على سؤال ما سألتهوش، الشركة دي يا حبوبة مش مصنع عادي، ده مجمع كبير لصناعات كتير، وأول ما اتفتح كان يعتبر إنجاز عظيم بيأكد إن مصر دولة قوية ومستقلة، المصنع ده ياحبوبة بيصنع مواد أولية بتعتمد عليها صناعات تانية كتير قوي، وصناعاته هيا اللي ساعدت البلد في الانتصار في حربها على إسرائيل..
هنا حبوبة استوقفتني وقالت بصوت مندفع: يبقى أكيد إسرائيل هيا يا ماما اللي اتآمرت علينا عشان تقفله! هنعمل إيه يا ماما لازم نعمل حاجة كلنا، لازم المصنع يفضل! وقامت تهتف: على جثتنا نبيع شركتنا!
كتابة بتاريخ فبراير 2021