سنة 2022 كانت سنة مهمة فيها لقطات ومحطات ماتتنسيش، محتاجة أكتب عنها تفصيلا أول ما أقدر.. أصعب محطاتها وأكثرهم هوْلاً بالنسبة لي هو فقد د.محمد أبو الغيط في شهرها الأخير!
حزنت حزنس على أقرب الأقربين! مع إن معرفتي بدكتور محمد أساسًا منبعها كتاباته ومواقفه العامة!
بقدر الفقد والألم بقدر العزاء وأنا باتأمل تجربته، وباقرا غرسه في كتابه "أنا قادم أيها الضوء".
رغم إني كنت باقرأ-بعناية- كل بوستات Mohamed Aboelgheit اللي نشرها تباعًا أثناء نزاله مع الغادر، ورغم إني عارفة -للأسف- مآل مايسترو هذه المقطوعة النادرة -اللي قادرة تجذب انتباه ذوي الخلفية العلمية والطبية بنفس القوة اللي بتجذب بيهم أهل الأدب والفلسفية!- إلا إني طول القراءة حاسة بفضول وشغف حقيقي بالقراءة!
الكتاب ممتع للغلية، وفيه إضافات جوهرية نوعًا -حتى لو مش كمًا- عن البوستات المنشورة، بالإضافة للنسق والتسلسل اللي اتجمعت بيهم النصوص خلوها تتعشق في العقل والروح.. جايز الاقتباس من النصوص يكوت سهل وقيم، بس هو كمان بيختزل عظمة وروعة كبيييرة ما تتحسش غير بقراءة النصوص بأكاملها!
كنت متخيلة إني هتألم وأنا باقرا الكتاب، بس اللي اكتشفته إنه سبْق في الكتابة الإنسانية اللي بتؤرخ لملحمة عظيمة بكتابة سلسة وجميلة، بتموج برشاقة وعذوبة على الفؤاد زي أجمل عزف..
استغربت بس دي الحقيقة، باقرا على مهلي لإني مش عايزة الكتاب يخلص، على الرغم من إن السطور بتنساب بسرعة جدا!
إن شاء الله هيكون أول كتاب أكتب عنه مراجعة لما يبقى لي عين تاني أتكلم????♀️.
قبل ما اسكت عن الكلام المباح -ويا رب المرة دي سكوتي يطولش- حابة أقول كلمتين.
لو ربنا أراد أتمنى أكون على بداية السنة خلصت حاجة تهمني -حتى لو كانت في المطلق مش مهمة قوي- وإن شاء الله أشارككم فرحتي بيها.
لو اتأخرت شوية عن مطلع السنة يبقى كل سنة وإحنا طيبين، وربنا يرزقنا نعمة الضوء اللي نشوف بيه قيمة كل لحظة بنسعى فيها حتى لو مُتعبين، وحتى لو مش ضامنين الوصول!
الضوء اللي نشوف بيه كنز الرحلة -مش كليشيه والله- أكبر كنز هو المحبة والصداقة والقرب اللي مابيشترطش جينات ولا فصائل دم ولا مسافات. كفاية قوي قرابات الروح والحلم، عشان نتآلف ونتونس، ونتسند ببعض.
***********************
من اقتباسات كتاب " أنا قادم أيها الضوء" ل #محمد_أبو_الغيط :
"ليس بيدنا إيقاف تقلب المصائر والأقدار، لكن بيدنا ألا نتوقف أبدا عن السعي والأمل.
لا نعرف المستقبل، لكن بيدنا الاجتهاد في الحاضر، وقد تتغير الدنيا كلها بأثر ضربة جناح فراشة بعد حين."
"شكراً للحياة التي منحتني إسراء وسط قدر لا نهائي من الاحتمالات ألا يحدث ذلك.
وأدعو لكل من أحب أن يمنحه الله "إسراءه" الخاصة، سواء كانت حباً أو غير ذلك من كل ما يقي من الخيبات، كل الخيبات."
"أحلم بوطن أكثر رقة لا أكثر قوة"