من أنتِ؟
هل سبق وأن رأيتكِ؟
أتكونين شجرتي التي نسيتها في فنائي؟ تراقبينني من خلف سور بينما أتبارى في لعبة قديمة؟
تنتظرينني لحظة أفرغ من لهوي وأبصركِ، لتُسكنيني رحابك، وتمطريني رُطبا جنيا؟
أو أنك زقوم، تذوقتها قبلا، ولم تبث فيّ إلا رؤوس الشياطين؟
هل أنت قطع بازل تعدُ بالكشف عن طِلْسمها، ريثما تستكمل إيزيس جمع أشلاء أوزوريس؟
أو تُراكِ مجرد أحجيةٍ مراوغةٍ تَخفي سر الكأس المقدسة، ولا تعبأ إن سقطت كاميلوت أو انصهر سيف آرثر في جمر من خانته!
هل تكونين مقدمة كتاب يُخلّدُني؟ كما خلّدت غادة السمان رسائل الكنفاني، وقالت: (حوِّلوا الآن صفحة نفوسكم الهائجة الأمواج إلى صفحة بيضاء كالشاشة، وفوقها سترتسم كلماته كلسع النار والجليد معا).
أو أنك فقط مطلع رواية كلاسيكية، كرواية الأسود يليق بكِ؛ تسرد كيف تأتّى لابنة الوافي نسيان رجل عجز عن الثقة والحب.
هل تكونين لحظة انتصاري التي تتحقق أخيراً في حينها، دون أن تفوّت الموعد الأول للرحلة؟
أتوكأ عليك/معك وأنا أخطو بين محطة وأخرى، وتلتقفين عني/معي الأفاعي يوم تسعى لتهزمني، فتنجبيني وأنجنبك في كل مرة، معجزة، موحدة، عابدة، تفقه فريضة السجود!
أو أنك مجرد خيبةً جديدة؟ تبرق في بدايتها كحُليّ السّامري، ثم تستحيل كُفراً في جسد أجوف وله خُوار!
هل سأجتاز بك/معك دهليز ريْب، لم يَكلّ يوما من أن يرسم خرائطه على جبيني؟
هل تظلين نظرة الرضا في عينَيّ، تزورني كلما قرأت سطورك، وكلما تذكرت كلماتك، تنسيني الغصة وتجعلني أبتسم طواعية ورُغما؟!
- السؤال الأول: من أنتِ؟
- أنا: بضع منك، بل أنا.. أنت.
-السؤال الثاني: وماذا تريدين؟
-أريد أن أعرف من تكون؟
*************************************
تمت كتابته الأولى:
14/8/2019
تم تعديله جزئيا:
9/10/2019