ساعات باحس بالذنب لمجرد إني لسه قادرة أضحك واستمتع بمفردات الحياة الطبيعية جدا، أو اللي مفروض إنها تكون طبيعية، زي إني باصحى في بيتي وسط اللي بحبهم، وعندي اللي ساترني ماديا ومعنويا.
مش عارفة هو ذنب ولا حزن ولا قلق؟! ماذا لو كنت مكان أي أم مش عارفة هاتدبر إزاي العشا لولادها، ولا فلوس المدارس، ولا ولا.. ماذا لو كنت مكان أي أم أو زوجة أو أخت من اللي حتة منهم غايبة عنهم قهرًا وظلمًا، ماذا لو كنت مريت أو هامر بتجربة بيتي يتهد أو بتاخد مني في أي لحظة قهرًا وظلمًا، ماذا لو كنت هُجّرت من بيتي وأرضي قهرًا وظلمًا، وواجهت الموت في الصحراء قهرًا وظلمًا، واعتُبِرت لاجئة قهرًا وظلمًا، ثم زُيّفت الحقيقة واستُلِب نضالي وجهادي، ودماء أهلي وأبنائي، وتضحياتنا وقيل إننا بعنا أرضنا.. ويصمنا الخائنون قهرًا وظلمًا، ثم ييجي أخويا اللي المفروض إنه بيواجه زيي نفس الخطر اللي باعاني منه ويحط إيده في إيد اللي ظلمني ويتحالف معاه ويبقى تابع ليه!!! إيه؟!! أعمل إيه؟! أحس بإيه؟!!
باحاول أهون على نفسي وأقول أنا مش مسؤولة عن الكون، ومسؤوليتي المباشرة تجاه حياتي يمكن أكون مقصرة فيها، وعلى طريقة (يا بت عيشي وخليكي في حالك وفُكِّك).. باحاول.. بس مش قادرة، باحاول أفك فعلا من القلق والوجع ده، بس مش قادرة، جايز يساعدني إني مليش دور ممكن أقوم بيه، وجايز يزود قلقي إنها مسألة وقت، وأكون فعلا مكان اللي فاهمة إني مش مكانهم دلوقتي.. وإني مليش دور دي كمان كدبة، لإني حتى لو كنت نملة في طابور طويل، فكل نملة لها دور.