يومًا ما سأبدأ رحلتي المؤجلة، أتخلى عن كل الأراضي التي عرفتها بعيدًا عن معاطف النرجسية، ومآذن تعودت الآذان دون خشوع، أجالس الأرصفة، أسمع حكايا الغرباء، أحمل الصغار لأعلى فجأة وأسمع ضحكات السعادة، أرى الصور الحقيقية دون رتوش ...
مرت أيام الشباب على حلمي لكن ماذا لو ذهبت إلى رحلتي عجوز تذوب بتجاعيد كل الكبار وتتحلق بهم، نستند إلى بعضنا البعض، نوزع الحلوى على الصغار،و نطعم طيور الميادين، ونربت على كتف الألم، نضحك لسذاجة العشاق، نتطلع لمراهقين على لوحات التزلج فنقرأ أيات الحماية على حماسهم ...
أريد أن أركب القطارات بين المدن، و العربات الصغيرة الخشبية التي تجرها الأحصنة فتتبختر داخلي أنثى مادت بها أرضها يومًا تحت طائلة الحياة فعادت عجوز كحياة أخرى بعمامة الاكتفاء والرضا ....