لأنكَ أبكيتني ثُمَّ رحلت ..

تلك إجابتي عن كل عِتابك حينما عُدْت.. 

كيف تَركْتُكَ وكيف على قلبي هُنت ..

وكيف من دفترِ يومياتي انْتهيتْ ..

لأنَّك أبكيتني ثُم رحلت..

لو أنك بنصف الطريق توقفتْ ..!!

مزقت طرف قَميصك لترد لي نبضي المبعثر خلفك بين عبراتي لقَبلت..!!

لأنك أبكيتني ثم رحلت ..!!

دون أن تسأل حينها لِمَ بَكيت... 

وماذا عرفت..!! 

وكيف رأيتك في ملامح أُخرى غير الرجل الذي أحْببتْ...!! 

لو أنك عُدْتَ بعد يوم أخبرتني كيف كذَبت..! 

وطلبت من قلبي الصبي أن يعفو لعَفوت..!!

 أنا أمرر كونك خُنت..!!

أنا لست كسائر النساء أغفر الذلل لكنك تلاعبت..!

هل تبقى فارسي وعلى الصدق جَبُنت..؟؟!! 

و للإثم بالعزة أخذت..!

آهٍ أبكيتني ثُم رحلت ..!!

فهرِمَ قلبي من دهشةٍ خلفك، وسؤال جنوني برأسي 

كيف فعلت ..؟!!

كيف يا رجلًا مَلك امرأة مكانها ظليل لا برد فيه ولا قيظ، وتحت محرابها أقمت..!!

سكنت إليها وشروقها وغروبها صار لعبة بين يديك ..!!

لتُبقي لعبتك لديك ألف كذبة كذبت..!  

وبكل رهان عليك مع قلبي ليتني ما ربِحت .. !!

يا رجل الفضول ألم تسأل ذاتَ ليلٍ عن الغصص التي ملأت فمي حتى خَرِستْ...!!!  

 تعود معاتبًا تسأل

" كيف نَسيت...!!!" 

وتَعجبتَ لإجابتي:

لأنك أبكيتني ثم رحلت...!!!!

هي تَسِر لي حُزنها منك وأنا أُخفي بسعال كَذب كم ذُهلت...!!

علَّمْتَني الكذبات حسنًا فعلت..!!!

أُضمد جُرحها وأخفي أنني منك تَسممتْ ..

حينما قالت لا تَعرفِيه العذرُ لك 

طأطأت رأسي ثم تبسمت ..!!!

لم أعرفُه ولم يَعْرِ في.... بئس شعوري وقد عرِفت ...!!

لعله الخير أن كَذبت... 

لو أخبرتني لكُنت بالغفران عليك صَببت ..

وأعود لذات الطريق ولكم ضللت ..!!

حبست دمعي على كتف الحقيقة..!! 

علا النُواح على ماضي البراءة حتى صممت ...!!

وآهاتي بين ضلوعي دَفنت...!

كشاهِينة من عرض السماء انتفضتْ...

أدفع عنك ظلمها لا أحتمل فيك شطط الحديث 

وأخشى عليك من عدل السماء إذ ظَلمتْ ..!

و أنت ..!!

أبكيتني ثُم رحلت ..!!

انا امرأة دمعها لا يقدر بالذهب مهما منه كِلت ..

أعصر الألم خمرًا، وأضحك حتى لتشعر أنني جُننت ..!!

أخبرتُك كم أُحبك ولكم هَذيت ...!!

اليوم خُرافية أعود مزهرةً بعدما ترمدتْ ...

جِئت تسألني ببراءة ماذا فَعلتْ..؟! 

لا شيء يُحكى هَا هُنا سوى أنك 

أبكيتني ثُم رحلت....