هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة حاتم سلامه
  5. يا أرض انشقي وابلعيني

زار الدكتور شوقي ضيف أستاذه العميد طه حسين، يوما ما ليقرأ عليه بعض الفصول في رسالته للماجستير، فسأله الدكتور طه عن رأيه في المحاضرة التي ألقاها في الجامعة الأمريكية؟ فقال التلميذ: كانت محاضرة طيبة، فقال طه متعجبًا: طيبة فقط؟ فقال التلميذ: كل ما تلقيه من محاضرات رائع، فاستغرق طه حسين في الضحك طويلا واضعا إحدى يديه على الأخرى، ثم قال له: ما رأيك في أنني ظللت أعد هذه المحاضرة في نحو شهر، أقرأ لها كتبا مختلفة حتى استوعبت موضوعها، وألقيت فيه المحاضرة التي سمعتها.

 

خجل التلميذ شوقي ضيف من أستاذه لأنه لم يكن يتوقع أو يطرأ على باله أن يُعنى هذا الأديب الكبير بالتحضير والإعداد لمحاضرته كل هذه العناية، وتعلم الدكتور شوقي هذا الدرس جيدًا حين قال: " كان ذلك درسا رائعا تعلمت منه أنه لا يوجد عمل أدبي محاضرة أو غير محاضرة جدير بالتقدير مهما صغر حجمه دون أن يكلف صاحبه مؤونة مجهدة ومشقة متعبة، حتى طه حسين صاحب البيان الساحر الذي كان يخلب به مستمعيه، يتحمل جهدا مضنيا لا في بحوثه الطويلة وكتبه فحسب، بل أيضا في محاضراته"

وأقول أنا: إن ذلك من ذكاء طه، لأنه يحافظ على اسمه ومكانته التي نالها، فليس الأمر بمهارة الحديث وحده، وما يرتكن عليه من بيان وإلقاء، وإنما ابتداء بالعلم العميق الذي يستند إلى اطلاع وتحضير وإعداد.

 

لقد ضقت كثيرًا ببعض المحبين الذين إذا ما رأوني في محفل من المحافل أو ندوة من الندوات، وخلت بعض الفرص للحديث، إذا بهم يدعونني لأعتلي المنصة متحدثا، دون حساب أو ترتيب أو تحضير، أو إعداد نفسي لمثل هذا الموقف، مما أجد نفسي معه في حرج شديد، وموقف لا أحسد عليه.

 

أذكر أنني دعيت مرة للحديث في محفل كنت مدعوًا فيه للاستماع فقط، ولما سمعت المذياع يهتف باسمي، وقع قلبي في قدمي كما يقولون، وقلت في نفسي: (يا أرض انشقي وابلعيني) ماذا أقول وكيف أتكلم بل كيف أقف وأنظر إلى الناس وأنا لم أعد نفسي للأمر؟!

وخرجت للحديث و والله لا أدري ماذا قلت، لكنني أذكر أنني أتيت بكلمة من الشرق وكلمة من الغرب في وقت قصير مر علي وكأنه عمر طويل من الزمن.

إن إشكالية كثير من العقول والأفهام تتصور أنهم حينما يرونني أخطب وأرتدي المنصات الأدبية والفكرية، وأنني أكتب المقالات وأؤلف الكتب، أنني قد وصلت للدرجة التي أستغني فيها عن الإعداد والتحضير، وهذا خطأ فاحش، فأي عالم وأي متحدث وأي مفكر أو أديب أو ناقد، لابد له من التحضير مهما علا كعبه في العلم والدرس، لابد من التحضير حتى يستطيع أن يقدم ما يليق باسمه ومكانته.

 

أما المفاجآت المباغتة باعتلاء المنصات فهي عندي أبشع المواقف، وأسوأ المفاجآت، وبعضهم يتخيل بدعوتي للمنصة بصورة مباغتة للحديث، أنه هنا يكرمني، والحق أنه يضرني ويحرجني.

أذكر مرة أنني سمعت الأستاذ الدكتور محمود عمارة يتحدث أمامي عن هذه المشكلة التي تقابله، أنه لابد له من التحضير للموقف والندوة والخطبة، وأن بعض الناس يستدعونه فجأة للخطاب فيشق ذلك عليه، يقول هذا وهو أحد أعلام الدعوة في عصرنا الحديث، ويؤكد على ضرورة التحضير وأهميته، فليس المرء عالمًا بكل شيء، وليس في جوفه معين كل العلوم، ولا هو كالراديو الذي ما إن ضغطت زره حتى ينطق صوته، في أي وقت تريد وأي مناسبة تشاء.

وحينما كنت أرتاد الصالونات الأدبية في الفترة الماضية، لمست شيئا خطيرا جدا، وهو أن بعض النقاد الكبار لا يقرؤون العمل، ويرون قراءته مضيعة للوقت، وأنهم منشغلون بما هو أهم، وأذكر أنني كنت يومًا مدعوًا للمداخلة، وكان أحد النقاد الكبار يسبقنا في الحديث، فقلت: أستمع لأرى كيف يتناول العمل وهل سيقف على ما وقفت عليه أم لا؟

استمعت إلى الناقد، فلم أجد شيئا يقوله، وخيل إلى أنه قرأ المقدمة، وعرف موضوع الكتاب، ونظر إلى الفهرس فقط، وإذا به ينشئ محاضرة خطابية بأسلوب بليغ أخاذ حول الموضوع، بجانب مدحه للمؤلف بأنه مبدع وعبقري، الحقيقة أعجبني كلامه وأسلوبه، ولكنني بعد انتهائه، ساءلت نفسي: ماذا قال الرجل؟ وأين نقده للكتاب؟ إنه لم يقل أي شيء، إنه لم يقرأ أي شيء.!

ورأيت بعض هؤلاء النقاد أيضا يعتمد على أكلشيهات ثابتة، ومصطلحات براقة، يستخدمها في كل ندوة وإطلالة نقدية، وتوقن تماما أنه لم يقرأ من الرواية أو الكتاب إلى صفحة واحدة أو صفحتين، وأنه اعتمد على ثقافته في البقية، إذ عرف اتجاه الرواية، وأمعن في الحديث عنه.

علمت أن أحد الأساتذة الكبار، الذين كانوا يناقشون الرسائل الجامعية، قد سأله يوما أحد الأساتذة: يا أستاذنا هل تقرأ هذه الرسائل، فقال له: اعلم جيدا أن هذه الرسائل تصيب بالجهل من قرأها، فقال له كيف تناقشها إذن؟ قال له: أنظر في بعض صفحاتها، وآخذ فكرة عامة من الباحث وهو يوصلني بالسيارة، حتى أفهم محتواها وأتكلم بما عندي من مخزون.!

وهذا لا شك أعده خيانة علمية، فلابد من التحضير والقراءة حتى يؤدي المرء واجبه ويوجه الباحث ويفيده. 

 

وأذكر حينما كنت في المملكة العربية السعودية، وقد زارها الدكتور أحمد زويل، وأقيم له محفل كبير ليلقي فيه كلمة، وفي اليوم التالي خرجت الصحف السعودية تنتقد الدكتور زويل وأكثر من كاتب سعودي عقبوا على كلمته في نقد لاذع، لأنه لم يقدم شيئا باهرا في كلمته، وتخيلوا أن الرجل كان سيدهشهم بالحديث عن المعجزات العلمية لكنه خيب آمالهم، وكان ذلك سبيلا للحط من مكانة زويل وهو الأمر الذي لا شك يستهويهم جدا وبقوة، ويبدو لي والله أعلم أن الدكتور زويل لم يأخذ الأمر على ما كانوا يأملون، إذ خيل إليه أنه ربما يتكلم كلمة خفيفة في محفل تكريم، فهو لم يسافر ليلقي محاضرة علمية، أو ليعقد ندوة حول اكتشاف علمي، لكن القوم كان انطباعهم على هذا النحو المشين.!

 

وختاما أقول: إذا أردت أن تضايقني وتضعني في موقف محرج، فما عليك حين تراني بين الجمهور في ندوة أو محاضرة من المستمعين، إلا وتنادي علي وتدعوني للحديث، لتكون ساعتها فعلا قد نلت مني أحسن منال، واستطعت أن تصيبني بحرج لا مثيل له، لأني لم أحضر شيئا لأقوله.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350752
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205279
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190429
4الكاتبمدونة زينب حمدي176721
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138588
6الكاتبمدونة مني امين118865
7الكاتبمدونة سمير حماد 112763
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103951
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101356
10الكاتبمدونة مني العقدة98637

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

842 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع