سئلت أم كلثوم أي الأصوات أحب لديك وتفضلين سماعها؟ ردت أم كلثوم بغير المتوقع حيث قالت: صوت الشيخ محمود شلتوت.
والشيخ شلتوت هو الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وكانت أحاديثه الإذاعية متميزة بالعلم والبيان وحلاوة الصوت الذي زان كل هذا.
ولم يتميز من العلماء بعذوبة الصوت إلا عدد قليل، حتى أنني حينما أسير في الطريق وأسمع أحدهم في الإذاعة لا يملكني إلا التوقف فورا لأتابع بسمعي نغمات 🎵 صوته قبل إفادات علمه.
ويأتي على رأس هؤلاء المميزين من اصحاب الصوت الخلاب، الدكتور محمد عبدالله دراز، والدكتور عبد الحليم محمود والدكتور محمد بن فتح الله بدران والشيخ محمود شلتوت، والدكتور محمود عمارة رحمة الله عليهم جميعا.
كل منهم له سمته المميز ووقعه المتفرد وطريقته الموثرة في الذوق والسمع والنفس، ولا أعرف صوتا تشعر مع سماعه أنه صوت وحي إلا الدكتور دراز رحمه الله، فالرجل يجمل بصوته كل مكتوب ويضفي عليه جمالا إلى جماله.
وأزعم أن في صوت الدكتور ذراز شيء من السحر العجيب لم يتوفر لغيره، إذ تصحبه حينما يتكلم قدسية عجيبة تتغنى بها الحروف ونغما ناسوتيا يتعلق بتلابيب الكلمات.
وبعض الناس يستعذبون اصواتا ليس لها من الجمال نصيب، وقد تتعجب من ذلك، ثم تبحث عن اي علامة جمال في هذا الصوت فلاتجد، إلا انهم استحسنوه لأنه يوافق أفهامهم وينطق بأفكارهم، فلأنه على نفس طريقهم أعطت عقولهم إشارة لأذواقهم أن تستحسنه وتفضله على من سواه.
وكذلك تجد بعضهم يستجود صوت عالم او مفكر لا لجمال في نبراته، ولكن محبته له لتاريخه المشره وبلائه الحسن وإيمانه بالقيم والمبادئ، جعلت صوته في آذان محبيه صدحا نبيلا فريدا متميزا.
وبعض الذواقة يخلط بين البيان والصوت الحسن، فقد يكون المتحدث بليغا لكنه ردئ الصوت، وقد يكون حسن الصوت ضعيف البيان، وبينهما فرق فلزم التمييز.





































