آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة حاتم سلامه
  5. الصحافة الفضاحة

 

صحبت في بداية حياتي الصحفية كاتبًا صحفيًا من جريدة الوفد، وكان يقول لي ما يؤمن به دومًا: إن الصداقة شيء والصحافة شيء آخر، وأنه إذا عرف شيئا خاصًا عن صديق ما.. لا تمنعه الصداقة من نشره، لأنه كان يرى حسب فلسفته أن النشر حق المجتمع والناس، وأن الصحف يجب أن تغذى وتسود بما يُقرأ من أسرار الدنيا والبشر.. وأن هذا الصديق إن تضايق فقد أخطأ في ضيقه لأنه لم يفرق بين الصداقة والعمل.!

وهي فلسفة مضحكة وغريبة منكرة تقتحم حياة الناس ولا تحترم خصوصياتهم، ولا تقيم اعتبارا للقيم والفضيلة والأذواق، وهي صحافة مشبعة بالأنانية والأثرة والانتهازية. 

كنت أتصور بعض الصحفيين الذين لا ضمير لهم وهم يتتبعون عورات الناس لنشرها، كالكلاب التي تلهث وتشم الأوكار بأنوفها لتحصل على ما تريد الحصول عليه، والحق أن مهنة الصحافة من أخطر المهن، والصحفي يوم يفقد شرفه وضميره ودينه، فيا ويل المجتمع والناس منه.

وإذا كان أحدهم يكشف ستر إنسان ويعلنه بين جمع من الناس، فإن الصحفي أبشع في مداه وأثره، لأنه يشيع سوآت الآخرين على الدنيا بأثرها.

أتذكر وأنا في مطلع شبابي وفي مرحلة التدريب، أن قبضت الرقابة الادارية على مسؤول حكومي، واستدعوه للتحقيق وتوجيه الاتهام بمقر الرقابة، وكان صديقًا لنا بإيعاز من رئيس التحرير قد ترصد للمتهم ومن معه من رجال الرقابة على السلم ليلتقط لهم صورة، ونجح فعلا في اقتناص صورة مثيرة وهم يصعدون السلم، وأحد المحققين يشير اليه بيده ليمنعه، كانت الصورة ناطقة أو صحفية بامتياز، لكن المتهم كان كالقط المذبوح، ولقد آلمتني الصورة كثيرًا، وفضلت وقتها خلق الستر ابتهاج بمصاب الناس.. وأذكر أن فرحة رئيس التحرير كانت هائلة وكنت أرى السرور يوشك أن يقفز من وجهه، وهنا عدت لأقول لنفسي وأسائلها سؤالا فرض نفسه مع هذا الموقف: هل تعادي مهنة الصحافة بواعث الإنسانية، هل يشترط لنجاحك كصحفي أن تتجرد من معالم الإنسان كالشفقة والرحمة والستر على الناس.

أنا واحد من الذين تنال الإنسانية منهم منالها، ولا يمكن أبدًا أن افقد حسها الذاتي تحت أي ضغط أو تأثير، فنداؤها في أعماقي غالب لا أستطيع تجاهله أو مجافاته والاستدارة له.

لا يبلغ الإنسان أسمى درجات الإنسانية إلا حينما يكون ستيرًا على الخلق يحجب سيئاتهم ويستر معايبهم ويغفر زلاتهم.

وقتها يكون فعلا على أسمى ما تعنيه كلمة إنسان من معان، بل جعلها دينا تعريفا عاما للمسلم ومن صفاته التي تميزه، حينما قال رسولنا الكريم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" وقال: (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة) رواه ابن ماجه وصححه الألباني. 

وفي مثل هذه الايام العصيبة نسمع كثيرا عن مآس وبلايا تشيب لهولها الولدان، سببها الأول والأخير غياب الضمير والخلق والدين من النفوس والصدور، فترى أناسا يتمتعون بفضح غيرهم ممن قدر لهم واطلعوا على معايبهم وأسرارهم ودفائنهم، بل لا يتورع أحدهم أن يبتز آخر وقع تحت يديه مسجل أو صورة أو مقطعا مرئيا يفضحه به بين الخلائق.

وقد رأيت وسمعت عن كثير من المصائب من هذا النوع لا يمت أصحابها للقيم في شيء، وقد تتسب في جرائم ومصائب تنتهي ببعضهم إما أن يموت كمدا أو ينتقم من فاضحه بالقتل أو الحرق، أو يقدم المفضوح على الانتحار حتى يتخلص مما لحق به من أذى وبلاء.

قرأت مرة عن فضيحة هزت فرنسا كلها في 16 مارس 1914م حيث دخلت زوجة وزير المالية الفرنسي مكتب رئيس تحرير جريدة (ألفيجارو) اليومية الفرنسية وقالت له:

 أرجوك لا تنشر رسائلي العاطفية إلى زوجي

أجابها

-وماذا في ذلك، إنه زوجك.. قالت:

يوم بعثت إليه بهذه الرسائل لم نكن زوجين، وكنت متزوجة برجل آخر غيره، وهو الان متزوج بأخرى ولا أريد أن تعرف ابنتي ذلك!

قال رئيس التحرير متحديا : آسف يا سيدتي سأنشرها

وهنا أخرجت (هنريت) زوجة الوزير جوزيف كايو مسدسا من حقيبتها وأطلقت (5) رصاصات على رئيس التحرير، ولم تحاول الهرب، ولم تنكر شخصيتها ، واعترفت بأنها القاتلة، وغادرت المكتب إلى السجن، ونقل "جاستون كالميت" إلى المستشفى حيث مات بعد 6 ساعات من وصوله، واضطر الوزير الزوج أن يستقيل من منصبه حتى يقف مع زوجته في محنتها.

ولا شك أن رئيس التحرير الأناني والذي كفر بكل معاني الإنسانية والنبل، أدرك أنه أمام خبر صحفي ساخن، تسيل له لعاب الجماهير وتتهافت على نوعيته، إنه يعلم أن نشره سيزيد من شعبيته وشعبية جريدته وازدهار توزيعها على حساب آلام الناس ومستورهم حتى ولو جلب لهم العار فلا يهم، إنما المهم نشر الخبر الذي يروج للصحيفة.. وأنا عن نفسي لم أشفق عليه لأنني أرى أنه يستحق الموت من سيدة دافعت عن شرفها وسمعتها أمام كلب يريد أن يستغلها لشهرته ومكاسبه.! 

لعن الله الصحافة التي تقوم على كشف الاستار وفضح العورات والاقتيات على سمعة الناس.

إنها الصحافة الحرام. 

رحم الله الأستاذ محمد التابعي حينما قال:

"إنني أفضل أن أكون إنسانا ملتزما بالقيم والمبادئ والمثل العليا والأمانة الصحفية، على أن أكون أشهر صحفي في العالم، لا يكون ملتزما بالقيم والمبادئ والمثل العليا والامانة الصحفية "

قال صديقي معلقا على هذا المقال:

كان هناك طائرين جارحين أحدهما معه كاميرا، جملة لا أنساها قالها مشاهد تعقيبا على صورة شهيرة لنسر ينتظر موت طفلة جائعة في أفريقيا ليلتهم جثتها، ولم يتدخل المصور الذى يريد السبق الصحفي، ويقال: إن المصور بعد هذا التعليق قد انتحر.

وإذا كان الانتحار شيئا مذموما إلا أنني ابتهجت كثيرا لهذا الانتحار لأنه أعلن أن الانسانية قد استيقظت في صاحبه الذي مات قلبه يوما ما.. فكفر به عن لحظة الموات.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334005
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189911
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181515
4الكاتبمدونة زينب حمدي169756
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130969
6الكاتبمدونة مني امين116786
7الكاتبمدونة سمير حماد 107840
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97909
9الكاتبمدونة مني العقدة95021
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91778

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1842 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع