استقرَّ على خشبةِ كرسيّهِ البالي؛ تحدِّقُ مقلتاهُ في لُجّةِ الشاشةِ الصامتةِ. وجعُ الكتابةِ، ذاكَ الشبحُ الأبديُّ، يغتالُ أركانَ روحهِ المثقلةِ. تتهامسُ أشباحُ الشكِّ في غورِ كيانهِ: "لن تنبضَ كلماتُكَ بحياةٍ!" تتراقصُ أمامهُ كمائنُ التسويفِ، تُغريهِ بالفرارِ من صحراءِ الفكرةِ القاحلةِ.
تنهَّدَ زفيرًا حارقًا؛ يدركُ يقينًا غوائلَ ما يتربَّصُ بهِ: لسعاتُ الرفضِ اللاذعةُ، وصقيعُ النقدِ الجليديُّ، ولعنةُ الكمالِ التي تُطاردهُ كظلٍّ، ومقصلةُ المقارنةِ التي تفتكُ بأوصالِ إبداعهِ. وأخيرًا، وَهنُ الاستنزافِ الذي يتركُ الروحَ خواءً، وغياهبُ المجهولِ التي تنتظرُ غرقَ أحلامهِ بلا أثرٍ.





































