في قفرٍ لافحٍ، حيث استودعت قبيلةٌ أنفاسَها جدولًا شاحبًا، بسطَ الموتُ سلطانَه ببصمتِه الأفعوانيةِ على شرايينِ الحياةِ. أجيالًا، كانت براعمُهم الغضَّةُ تُزفُّ قسرًا قربانًا يُراقُ على مذبحِ الخوفِ الذي جمَّدَ قلوبَهم في وهمٍ استعبدَ عقولَهم.
حتى بزغتْ "ليلى"، ياسمينةُ الروحِ الأبيَّةِ بقلبٍ صلبٍ كصخرِ البرِّ يتحدَّى طوفانَ الرعبِ. وفي المقابلِ، تسلَّلَ "عليٌّ"، وهنُ الأملِ المتجسِّدِ في سيفٍ باهتٍ، إلى جوفِ الهاويةِ الملتهمِ للأجيالِ، عازمًا على اقتلاعِ جذورِ الظلامِ الذي أعمى بصيرتَهم.
لكنْ عيني "ليلى" كانتا شعلتينِ من جحيمٍ مُضمرٍ، أسرعَ من خيبةِ سيفِه، التهمتا وهجَ رجولتِه، لتنطفئَ آخرُ قناديلِ الرجاءِ في ذلك العمقِ المحكومِ بالفناءِ.
في تلك اللحظةِ، لم يكنْ "عليٌّ" سوى مرآةٍ لوجهِ خوفِهم المتأصِّلِ. أما "ليلى" التي ظنُّوها ضحيَّةً، فكانت الحارسَ الأخيرَ لبوابةِ العدمِ، تستمدُّ صلابتَها من يأسِهم، سدًّا منيعًا يحجبُ عنهم هاويةً أشدَّ كانوا يجهلونَها.





































