• إزيك يا دكتور يوسف؟
ابتسم وهو بيلف وشه وبيبصلي ويقول:
انا بخير، انتِ طمنيني عليكِ يا دكتوره فريده
ابتسمت بود فى نفس اللحظه اللي قولت فيها:
الحمدلله
كنت محتاجه نتيجه التحاليل بتاعتي اللي عملتها اول امبارح بعد إذنك
• عينيا حاضر
• ابتسمت_يسلمولي
ملامح وشه اتغيرت وهو بيبص لنتيجة التحاليل
• فى حاجه يا دكتور يوسف؟!
اتنهد بحزن وهو بيبصلي:
• للأسف، نتيجه التحاليل بتقول انك عندك سكر
حاولت ادارى حُزنى ولكن علاماته ظهرت علي وشي
• بس متقلقيش خالص يا دكتوره فريده، دا مرض سهل جداً وكل الناس بقت عايشة بيه، المهم بس انك تاخدي بالك من النسبة
ابتسمت بتوتر وانا باخد نتيجه التحاليل منه:
مفيش مشكله، قدر الله و ما شاء فعل
• دا قدر ربنا وكله من ميزان حسناتِك، ربنا يعفو عنك
• شكراً، ربنا يخليك
انا هطلع القسم عشان ورايا شغل فوق
مسكني من دراعي في نفس اللحظه اللي قال فيها:
استني
بصيت علي ايده اللي مسكانى وانا مستغربة من تصرفه ومش عارفه اتصرف
فى نفس اللحظه كان بيبصلي وهو بيتأمل فى ملامحي:
• تعرفي! اول مره الاحظ ان ملامحك جميله بالشكل دا، اول مره الاحظ الكُحل اللي راسم عيونك الواسعه العسلي، وابتسامتِك الرقيقه مع رسمه شفايفك، ازاي شغالين سوا بقالنا سنين وملاحظتش إنك جميله بالشكل دا !!!
اتنهد تنهيده طويله وهو بيبص في عيوني بحب:
• فريده!!
انا عايز ايامي تخلص وانتِ جنبي

"يا صباح الرعب، الساعه ٦ وعلي المُقيمين خارج مدينه الرعب المحافظه علي فروق التوقيت، درجه الحراره في الضل ٢٥ و دا كويس للزواحف، واحتمال يبقي الجو هايل للكسل فى السرير، او النوم، او اقولك الاحسن؟! عمل تمرينات للمخوفاتية!! اصحي يا شلبي!!!!

قومت من سريري مخضوضة علي صوت المنبه، وقعدت دقيقه استوعب الحلم اللي حلمته
• انا !! ودكتور يوسف!!
دا انا حتى مش معجبه بيه ولا بيجي في بالي لثواني حتي!!
اكيد دا بسبب اني مش متغطيه

ابتسمت وانا بفتكر الحلم واحساسي فيه وقد ايه كنت مبسوطه، اتمنيت الوقت يرجع وأعيد الحلم من تاني عشان اسمع كل كلمه حلوة قالهالي وأحس بنفس إحساس السعاده اللي حسيت بيه في الحلم، للحظه واحده اتمنيت انه يبقي حقيقي
فوقت من سرحاني وانا بكلم نفسي:
فوقي يا فريده، دا دكتور يوسف اللي كل يوم بتتخانقوا سوا وبيجازيكِ، دا مجرد حلم، ابقي اتغطي وانتِ نايمه يا فريده

دخلت الحمام وبعدها لبست البنطلون الجينز البوي فريند وعليه الهاي كول الاسود والجاكيت الجينز، ولبست طرحتي السودا
نزلت من البيت وانا مستعجله عشان دكتور يوسف لو شافني جاية متأخر هيجازيني كالعاده، زي كل يوم
وصلت المستشفي وانا بمشي بسرعه قبل ما يشوفني، يارب ما يشوفني المفتري دا
• دكتوره فريده!
هو صوت الاشكيف المُخيف، برضو شافني
لفيت في نفس اللحظه اللي قولت فيها:
• صباح النور يا دكتور يوسف
• نور!! نور ايه بقي بالمواعيد دي، قولي مساء النور
اتفضلي تعالي ورايا علي مكتبي يا دكتوره
• حاضر

دخلت المكتب و دخل ورايا وهو بيرزع الباب بكل عصبيه، شكله مجنون النهارده
• انا عايز افهم حاجه واحده بس، انتِ هتبقي مُلتزمه وتيجي في معادِك امتي؟!
• ادعيلي
بصلي والشر بيخرج من عينيه وزعق وهو بيقول:
احنا هنهزر؟!!!
• ماهو مش معقول برضو يا دكتور كل يوم تجازيني عشان وصلت متأخر، فيها ايه لو كل واحد في المستشفي جه في المعاد اللي يريحه!! كُلنا هنرتاح وحضرتك هترتاح، خليك رويح يابا رشدي، احم.. قصدي يا دكتور يوسف
• رشدي!! طب ايه رأيك بقي انك هيتخصملك يومين عشان متأخره، ويومين تانيين عشان لسانِك
• طب وماله لساني بس يا دوك!!
• كمان بتسألي ماله!! طب ايه رأيك بقي مخصوم منك يومين كمان عشان السؤال دا
• تُشكر يا زوق
• وبعدين ايه الهدوم اللي انتِ لبساها دي!! في دكتوره تلبس كدا !!
• هو حضرتك بتدفعلي من جيبك؟!
بصلي بعصبيه في نفس اللحظه اللي قال فيها:
اتفضلي يا دكتوره علي شغلك، ورانا حاجات كتير النهارده
• حاضر يا دكتور، مع السلامه

مشيت من قدامه قبل ما يديني جزاء تاني، اصل دا يومه مش بيعدى ومزاجه مش بيتعدل غير لما يديني جزاء
• بقي هو دا اللي كان بيتأمل ملامحي في الحلم ويقولي انا عايز ايامي تخلص وانتِ جنبي!!
هي دي بوثي! هي دي ملاك الرحمه!!

طلعت القسم ومريت علي المرضي واتطمنت علي صحتهم، وفي النهايه قعدت مع عمو عبدالحميد، راجل طيب عنده فشل كلوي وبيغسل كلي بقاله ١٠ سنين، بحب جداً اقعد معاه واتكلم معاه واسمعه واتعلم من خبراته في الحياه

• يااااه ياعم عبدالحميد، يعني اخوك طردك من بيته عشان فاكرك سرقته وصدق كلام مراته!! وكمان قِدر يفضل شهرين كاملين من غير ما يكلمك حتي بعد ما عِرف الحقيقه، وفي الاخر انت اللي كلمته وقولتله انه وحشك!!
• شوفتي بقي
• متزعلش مني يا عمو، بس انت غلطان انك كلمته
• اعمل ايه ياابنتي، قلبي غلبني، مهما حصل هو اخويا الوحيد، وحشني وكنت نفسي اشوفه واكلمه
سكت شوية وبعدين قال:
وبعدين ياابنتي مفيش حاجه مستاهلة نتخانق ونقطع الارحام بسببها، الدنيا مش دايمه، هو العمر فيه قد ايه عشان اقاطع اخويا الوحيد يومين بس حتى!! ما يمكن بعد اليومين دول اموت، اموت من غير ما اكلمه ولا اشوفه، هبقي ساعتها استفدت ايه ياابنتي!!!
هو اه مكانش ينفع يسمع لمراته ويعمل معايا كدا، بس برضو مهما حصل هو اخويا الصغير، ابني الغالي اللي مهما عمل مش هعرف ولا هقدر ازعل منه
هو العمر فيه قد ايه عشان نضيعه في الزعل والخصام!!
• ابتسمت_عندك حق

• دكتورة فريده
غمضت عيني وانا كل اللى فى بالي مشهد محمد هنيدي وهو بيقول:
"بيدور عليا، بيدور عليا"
مشيت و روحت ناحيته..
• نعم يا دكتور
• عايزك في المكتب
• حاضر
دخلت مكتبه وكان قاعد والعصبيه مالية وشه وعينيه كلها شر
• انتِ يا دكتوره سايبة شغلك وقاعده تتساهرى مع المرضي!!
• اتساهر! لا يا دكتور انا مش بتاعت مُساهره، عمو عبدالحميد كان بيحكيلي مشكله وكنت بسمعه
• بتسمعيه! هي دي العلاقه المحدودة مع المرضي!!
• يا دكتور دا مريض والله يكون في عونه، ومحتاج حد يسمعه ويهون عليه
• يا حنينة، وانتِ بقي الدكتوره النفسيه بتاعتهم!!
• لا يا فندم انا مقولتش كدا بس اكيد مش هلاقي حد محتاج يفضفض واسمعه واسيبه عشان علاقتي بالمريض تبقي محدودة
• طيب يا دكتوره حضرتك من بكرا هتنزلي حمله تطعيم شلل الأطفال
• حملة التطعيم!!
• ايوا
• بس مفيش دكاتره بتنزل الحمله
• النظام اتغير
• و هو النظام اتغير بالنسبالي انا بس!!
• النظام اتغير يا دكتوره ولو مش عايزه تنزلي الحمله مفيش مشكله، هكتب انِك مُنقطعه عن العمل بدون اسباب ومش محتاج اقولك انِك هتتحولي للتحقيق
اتنهدت بعصبيه: ماشي يا دكتور ماشي
• معاكِ ٥ مناطق
• بس دا كتير جداً
• كل فرقة ليها ٥ مناطق
• عموماً انا مش هقدر اروح ٥ مناطق غير لو في عربيه، غير كدا مش هروح غير منطقتين، عن إذنك

"الحمله القوميه للتطعيم ضد مرض شلل الاطفال، من سن يوم لخمس سنين، اللي عندها طفل تنزل تطعمه"

• طنط..طنط، ممكن تطعميني
• طنط!!
وقفت بعصبيه وانا بقول:
طب مبدأياً كدا اللي هيقول يا طنط مالوش تطعيم
وانت يا حبيبي روح عند الانسة اللي هناك عشان تطعم، هعديهالك المره دي عشان مكنتش تعرف هاا

بقي انا فريده القمر كبيرة دكاتره بيتهم انزل والف في الشوارع وانده علي الناس! لا وكمان يتقالي يا طنط وانا لسة في زهرة شبابي!!
حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا دكتور يوسف

الساعه عدت ١٢
بيقولوا كل الافكار السيئه بتيجي بعد الساعه ١٢ بالليل..
التفكير في الذكريات، التفكير في كم المرات اللي اتخذلنا فيها، التفكير في قتل شخص، او التفكير في الانتحار، إنهيار الإنسان وعياطه علي ذكرياته السيئه..
ولوهلة افتكرت الحمله وكلمة يا طنط وكنت هعيط، ماهي دي برضو ذكريات سيئة، دا انا حياتي بدأت تتبهدل خالص، ايه الحياه البائسه دي بس ياربي
منك لله يا دكتور يوسف يا واكل قوت الغلابة، اللهي تتشل يارب

• انا فين؟!
وانتو مين؟!
• لو عايزه تعرفي انتِ فين..فاانتي مخطوفه ودلوقتي احنا في الفضاء
اما بقي لو عايزة تعرفي انا مين..فاانا اللي خطفتك
• فضاء!
وخطفتني!
يا بركة دعواتك ياما، طب ممكن اعرف حضرتك خطفتني ليه؟!
• عشان بحبك وعايز اتجوزك، ولو موافقتيش هدمر العالم
بصي كدا علي الشاشه دي، مجرد ما ادوس علي الزرار دا كل المدارس هتتفجر
• انهارت من العياط وانا بقول:
خلاص ونبي متدمرش حاجه، انا هتجوزك، الناس دي ملهاش ذنب تموت، انا موافقة خلاص انا موافقه

"يا صباح الرعب، الساعه ٦ وعلي المُقيمين خارج مدينه الرعب المحافظه علي فروق التوقيت، درجه الحراره في الضل ٢٥ و دا كويس للزواحف، واحتمال يبقي الجو هايل للكسل فى السرير، او النوم، او اقولك الاحسن؟! عمل تمرينات للمخوفاتية!! اصحي يا شلبي!!!!"

لتاني مره اقوم من سريري وانا مخضوضة، بس المره دي وانا بقول:
انا موافقه، انا موافقه.. وبعيط
قعدت دقيقه بحاول استوعب الحلم اللي حلمته وانا بقول:
فضاء!
واتخطفت!
انا قولت قبل كدا اني لازم اتغطي كويس

لبست فستان لونه احمر، وطرحه سودا وحطيت ميك اب خفيف، وانا متخيله الاشكيف المُخيف وهو بيقولي:
حسين حسين مش فرح امك هو
ماهو رخم وبيتدخل في كل حاجه، اللي له فيها واللي مالوش فيها

وصلت المستشفي كالعاده متأخره، بس المره دي متأخره ٤ ساعات
يارب ما يشوفني

كانت المستشفي هادية اوي، غريبه امُال دكتور يوسف فين
طالما مش موجود لازم المستشفي تبقي هادية

لبست البالطو ودخلت القسم مريت علي الحالات
• ازيك يا عمو عبدالحميد
• إزيك يا فريده، عامله ايه يا جميله
• الحمدلله يا حبيبي، صحتك كويسه النهارده؟
• ابتسم_ نشكر ربنا
هو صحيح دكتور يوسف جاله شلل نصفي؟!
• شلل نصفي!!
مين اللي قال الكلام دا
• كانوا لسه التمريض بيقولوا كدا دلوقتي

سبته ومشيت من غير ما ارد، و نفسي بدأ يضيق وجسمي يترعش
ماهو مش معقول دعوتي تكون اتحققت، انا كنت بهزر والله
سألت التمريض الكلام دا حقيقي ولا لا واتأكدت انه فعلاً حقيقي
مسكت موبايلي واتصلت بيه، بس زي ما توقعت مردش
سألت علي عنوانه و روحتله، اتمنيت ان الكلام يكون مش حقيقي
خبطت علي الباب وانا متوتره جداً، فتحت الباب والدته والحُزن كان ظاهر علي وشها
قولتلها اني دكتورة فريده زميلة دكتور يوسف في المستشفي، دخلت وشوفته وللأسف كان كلامهم حقيقي، حاولت اتماسك ولكن مقدرتش، دموعي نزلت غصب عني، بقي هو دا دكتور يوسف اللي كان دايماً يزعق علي اي حاجه، دا كان لسه لحد امبارح كويس!!
مشيت من عنده بعد ما اتكلمت مع والدته وعِرفت منها انه حصله كدا لأنه عنده كانسر في العمود الفقري، والدكتور قال انه مفيش امل من انه الكانسر يخف ولا انه يمشي تاني لان حالته متأخره جداً

لسة فاكره اول يوم اشتغلت فيه في المستشفي، واول مره شوفته و كلمته، فاكره كلامه اللي بقي محفوظ بالنسبالي عشان بسمعه كل يوم، بالرغم من انه كان شخص عصبي والتعامل معاه صعب، الا انه كان طيب آوي وحنين، وبالرغم من انه كان بيحاول يداري طيبته وحنيته في صوته العالي، لكن برضو كانوا بيظهروا غصب عنه في مواقف كتير
دكتور يوسف هو اكتر شخص نضيف اتعاملت معاه في مجال الشغل، واضح، ومش منافق، وعادل
دكتور يوسف مالوش حد غير مامته، عشان كدا قررت اساعده و اقف جنبه

وصلت بيتي، كنت مُنهارة، بس أديت لنفسي فُرصه اعيط واطلع كل المشاعر السلبيه اللي جوايا عشان اقدر ابقي كويسه، ما هو ضرورى زي ما بدى للفرحه حقها، لازم برضو أدي الحُزن حقه، لازم اعيط وأخرج كل المشاعر السلبية اللي جوايا، بس لوحدي، في اوضتي، من غير ما حد يشوف اوقات ضعفي، عشان اقدر أستجمع نفسي وأخرج تاني يوم للناس بإبتسامه جميله و وش مشافش الحُزن قبل كدا

صحيت الصبح بدرى علي غير عادتي، وشي كان مُرهق وعيني تحتها هالات سودا، كان شكلي غريب
مهتمش البس حاجه شكلها حلو، مهتمش أحط ميك اب زي كل يوم، ولكن.. كنت مضطره أخبي الإرهاق والهالات السودا
نزلت و روحت ل دكتور يوسف، وقفت قُصاد باب شقته وانا متوترة، مش عارفه هقول ايه او هعمل ايه، مش عارفه ايه ممكن يتقال او يتعمل في المواقف دي، عارفه اني مهما قولت مفيش حاجه هتهون عليه، كنت عارفه ان الموقف صعب ومفيش كلام او فعل يقدر يهون عليه أو يخليه أحسن
خبطت علي الباب، فتحتلي مامته، مكانش موافق اني ادخل اشوفه، لكن انا أصريت و دخلت

• انا عارفه انك مش عايزني اشوفك كدا، وعارفه اني مهما قولت او عملت مفيش حاجه هتتغير، عارفه ان مفيش كلام او فعل هيقدر يخليك أحسن
• لما انتِ عارفه كدا، جيتِ ليه؟!
• عشان .. عشان عايزه ابقي جنبك
• عايزه تبقي جنبي! ولا عايزه تشوفيني وانا عاجز؟!
فى اللحظه دي مقدرتش اسيطر علي نفسي اكتر من كدا و دموعي نزلت غصب عني:
صدقني انا مش جاية اشمت فيك، ربنا العالم انا زعلانه ازاي عشانك، وبرضو ربنا العالم اني جايه عشانك، وعشان ابقي جنبك
• شكراً، وانا مش عايز حد جنبي
• انا مقدره كل اللى انت فيه، بس دا مش بمزاجك، انا هفضل موجوده سواء انت موافق او لا
سكت للحظات، وكأنه عايز يقول حاجه بس متردد، كان محتاج يتكلم، يعيط، يصرخ، محتاج يعمل اي حاجه تخفف وجعه، كنت حاسة بيه..
• متخيلتش اني في يوم ممكن يحصلي كدا، او هوصل لكدا، خصوصاً اني كنت ناوي اعمل حاجات كتير اوي بتمناها، كنت بتمني افتح مركز عيادات ومعاهم معمل ومركز اشعه وصيدلية لعلاج الناس الغلابة، كنت خلاص قربت من حلمي، قربت احققه، لكن.. كل حاجه اتهدت، أحلامي وطموحاتي، واللي كنت بحاول ابنيه بقالي سنين اتهد في لحظه
• طب ايه اللي اتغير؟! احلام الإنسان وطموحاته مش متوقفه علي انه بيمشي او لا، ناس كتير حققوا وعملوا حاجات كتير بيحبوها وهما برضو كانوا فاكرين ان حالتهم متسمحش بكدا، لكن اتحدوا نفسهم واتحدوا كل الدنيا وحققوا كل اللى بيتمنوه وهما قاعدين علي الكرسي دا، مفيش حاجه تقدر تمنع الإنسان عن تحقيق طموحاته

بصلي بسخريه في نفس اللحظه اللي قال فيها:
كل دا كلام، مُجرد كلام بنضحك بيه علي نفسنا
• لا مش مُجرد كلام، انت تقدر تعمل كل حاجه بس انت رابط تحقيق أحلامك وطموحاتك بمرضك، انا لو مكانك هكمل حياتي ومش هوقفها، وهحاول لحد ما اخف وانجح واكون كويسه
اتكلم بصوت عالي وبعصبيه، وهو بيقول:
وانتِ مش مكاني عشان تحكمي، ومحدش حاسس ولا عارف انا حاسس باايه او جوايا ايه، انتِ هتقدرى تعيشي وانتِ مش عارفه تتحركِ!
هتقدرى تعيشي وانتِ مش عارفه تمشي ولا تعملي حاجه لنفسك!
هتقدرى تعيشي وانتِ كل يوم بتنامي وانتِ مش عارفه هتصحي ولا لا!
هتقدرى تعيشي وانتِ مش تخرجي ولا تشتغلي زي الاول!
هتقدرى تعيشي وانتِ كل حاجه في حياتك فجأه وقفت!
كل حاجه بقت باهته وملهاش طعم، انا محدش مكاني عشان يُحكم، انا لسة شاب عنده ٣٠ سنه، فجأه لقيتني عندي سرطان سببلي شلل نصفي وايامي في الدنيا معدودة، وبعد ما كنت رئيس الأطباء وبقوم كل يوم البس لوحدي واعمل فطارى لنفسي واشوف والدتي لو محتاجه حاجه اساعدها فيها و اروح شغلي، بقيت محتاج اللي يساعدني يا فريده

سكت للحظات، كان الموقف صعب جداً، مش عارفه اقول ايه، مش عارفه ايه الكلام اللي ممكن يتقال في الوقت دا
اتنهدت بهدوء في نفس اللحظه اللي قولت فيها:
هتقدر، وهتعرف، وهنعمل علاج طبيعي، وهتعمل عمليه وتستئصل الكانسر عشان تتحسن، وانا جنبك وهساعدك، وعمرى ما هزهق، ولا همل، وهفضل جنبك وسانداك، ومش هعمل كدا عشان انت صعبان عليا، انا هعمل كدا عشان فعلاً حابة اكون جنبك
انت غالي عندي جداً يا دكتور يوسف، ومهما حصل عُمر قيمتك ما هتقل، ولا في نظرى، ولا في نظر اي حد
• وانا مش عايز اتكلم
فى اللحظه دي بصتله، وطبطبت علي ايديه بحنيه وانا بقول:
حاضر، بس ارجوك فكر في كلامي، وخليك فاكر كلام ربنا "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" .. دا اختبار من ربنا، و ربنا مش بيحطنا في حاجه غير لما يكون عارف اننا قدها، وانت قد الاختبار دا، إحمد ربنا، واشكره، وارضي، وهو هيرزقك كل خير، هيرزقك اكتر من اللي بتتمناه، واكتر من اللي بتتوقعه
وخليك فاكر اني هفضل جنبك، وهدعمك في اي حاجه هتعملها، إلا انك تيأس
انا همشي واجيلك بكرا تاني عشان اسمع موافقتك

مشيت من عنده وانا مقررة اني اخد اجازه طويله من الشغل عشان اقدر اكون جنبه واساعده
و متوقعتش اني هقدر اقول الكلام دا، لكن حاسة اني قِدرت اهون عليه و أريح قلبه شوية
وصلت بيتي، فضلت سهرانه للفجر بشرب النسكافيه بتاعي كالعاده
وصلتني مسدج من دكتور يوسف علي الواتساب بيقول فيها:
"انا موافق، وهحاول"
ابتسمت ابتسامه سعيده، و رديت بمسدج تانية وقولت:
"حياتك منتهتش، و لو في يوم انتهت هنبدأ تاني سوا، حتي لو كل الطرق اتقفلت هنشوف طريق جديد ونبدأ منه، وانا هفضل جنبك، وسانداك"

صحيت تاني يوم وانا حاسة غريبة، حاسة ان الدنيا جميله والأمل ماليها، روحتله و بدأت اعرف هو بيحب إيه وبيكره إيه..
ولما عرفت انه بيحب البورتريهات اللي مكتوب عليها اغاني وبورتريهات ام كلثوم وعبدالحليم والزمن الجميل، جبتهم وعلقتهم في اوضته، كنت بقعد اسمع معاه عبدالحليم مع اني مكنتش بحبه، بس اكتشفت اني فايتني كتير اوي، وبدأت احبه
بدأنا نخطط لمشروعه ونشتغل عليه، وبعد ٦ شهور بدأنا ناخد خطوة وننفذ
وخلال الفتره دي يوسف عمل عمليه استئصال السرطان وبدأ في العلاج الطبيعي
لكن.. عدت سنه و لسة مفيش تحسن، كان اوقات كتير اليأس بيغلبه وبيستسلم ويبقي مش عايز يكمل، لكن كنت بخليه ميستسلمش لافكاره

ولكن..لما عدت سنه تاني وبرضو مفيش تحسن ظهر، بدأت انا اللي ايأس لكن مبينتلوش دا

لحد ما في يوم كلمني واتفقنا نتقابل عند النيل لأنه عايزني في حاجه مهمة، واني مش لازم اروح اخده من البيت عشان صاحبه هيوصله

لبست فستاني البيج وطرحتي النبيتي، وحطيت ميك اب خفيف، حسيت شكلي جميل النهارده اكتر من كل يوم، حسيت اني بدأت اخد بالي من لبسي وشكلي اكتر، بقيت مش عايزاه يشوفني وحشه، بقيت حباه يشوفني جميله، مش بس جميله، لا، اجمل بنوتة عِرفها

وصلت، لقيته قاعد مستنيني، كان وشه جميل، كان مليان سعاده بشكل غريب
اول ما شافني ابتسم وهو بيقول:
• دايماً كدا متأخره!
• ابتسمت_استنيت كتير؟!
ضحك في نفس اللحظه اللي قال فيها:
و لو استنيت العُمر كله، ميهمنيش
• يا سيدي يا سيدي، بقينا بنعرف نقول كلام حلو اهو ياسي يوسف
• اتعلمت منك
• طب قولي بقي، طلبت نتقابل ليه؟!
ملامح وشه اتغيرت وغلبها التوتر، وهو بيقول:
فريده، هو انا لو قولتلك اني خلاص مش قادر اكمل
هتزعلي؟
دموعي اتجمعت في عيني:
لا يا يوسف، هنحاول مرتين وتلاته وعشره، الأمل بيموت مع الإنسان يا يوسف، وانت لسه عايش، و طول ماانت عايش يبقي في امل، هنحاول كتير لحد ما ننجح
اتنهد تنهيده طويله، وابتسم قبل ما يقول:
عارفة، انتِ الوحيده اللي وقفتِ جنبي، كنتِ دايماً بتقوليلي ان في امل واني هخف وهبقي كويس، وقفتِ جنبي في مشروعي وخلتيني أحقق جزء منه، عرفتِ اني بحب البورتريهات وعلقتيها في اوضتي، بقيتِ بتسمعي عبدالحليم مع انك مش بتحبيه، بس حبتيه عشاني، كنتِ بتعملي اي حاجه عشان نفسيتي تكون احسن
بص للسما، و اتنهدت تنهيده طويله قبل ما يقول:
فريده، انا بحبك.. بحبك لدرجه اني مقدرتش اتخيل حياتي من غيرك، انتِ حتي مسبتنيش في الوقت اللي السرطان أتمكن فيا فيه، مع ان الدكاتره كلهم قالوا اني محتاج مُعجزه عشان اخف، كنتِ دايماً تقولي ان ربنا مش هيخيب ظننا وهيستجيب دعواتنا، كنتِ بتقوليلي انا واثقه في ربنا و رحمته يا يوسف، انتِ كنتِ زى ما الست قالت..انتِ امل حياتي.♥️

فجأه قام من علي الكرسي، و جه وقف قدامي وهو بيقول:
و جيت النهارده عشان اقولك اني خفيت، ومش باقي في مشوارنا غير حاجه بسيطه اوي

معرفتش ارد، دموعي غلبتني ونزلت غصب عني، حسيت عقلي وقف ومش قادره أصدق، كنت مبسوطه.. مبسوطه اوي بس مش عارفه اعبر عن مشاعرى غير بالعياط
عدت نص ساعه و دموعي مش عايزه تقف وبحاول استوعب، لحد ما هديت
عدت لحظات، اتنهدت تنهيده طويله بتعبر عن كل يوم كنت بتعب لتعبه فيه، عن كل لحظه كنت بتوجع فيها وانا شايفاه بيروح مني، عن كل وقت كنت بعيط فيه ل ربنا وانا بدعيله انه يخف، عن فرحتي وانا شايفاه قدامي واقف و كويس ومبسوط

• انا بتحسن بقالي فتره كبيره بس محبتش أبين دا ليكِ، عشان اشوف النظره دي والفرحه اللي في عيونك دلوقتي
في اللحظه دي ابتسم ابتسامه سعيده، ومسك ايدي بحُب وهو بيقول:
انا عايز أيامي تخلص وانتِ جنبي يا فريده
ابتسمت وانا بفتكر الحلم، بفتكر الحلم الجميل اللي بيتحقق دلوقتي، بصيت في عيونه وسكت للحظات قبل ما اقول:
انا كمان بحبك اوي يا يوسف، وبتمني أيامي تخلص وانت جنبي..♥️

"أمل حياتي يا حب غالي ما ينتهيش..
يا أحلى غنوة، غنوة سمعها قلبي ولا تتنسيش."♥️