ليس كلّ ما يُدرَك يُقال
فبعضُ الفِطنةِ وجعٌ جميل،
يُسكَن في العيونِ كي لا يُهدَرَ بثرثرةِ العابرين.
أنا التي ترى ولا تُفصِح،
تبتسمُ حينَ تعرف، وتصمتُ حينَ تُوجَع،
لأنّ الصمتَ أحيانًا لغةُ الأقوياء،
ولأنّ الكلامَ يُفقد المعاني هيبتَها حين يُقال في غير موضعها.
تعلمتُ أنَّ الإدراكَ سيفٌ ذو حدّين،
إن لوَّحتُ به أكثرَ من اللازم نزفَ منّي الحُلم،
فصرتُ أُخفي بصيرتي تحت ابتسامةٍ خفيفة،
وأتركُ للظنون أن ترقصَ حولي بلا يقين.
أنا امرأةٌ لا تُجيدُ الشرح، ولا تُبرّرُ حضورها،
فالذين يجهلون العمقَ يختنقون في الضحالة.
أفضّل أن أكون لغزًا يثير التساؤل،
على أن أكون صفحةً مكشوفةً يُقلبها من لا يعرف القراءة.
في قلبي ألفُ حكايةٍ لم تُكتَب،
وألفُ وجعٍ لا يعرف طريقه إلى البوح،
وفي صمتي روايةٌ طويلة،
لا تُروى إلا لِمن يقرأني بنبضه، لا بعينيه.
أنا لستُ كاملة، لكنّي صادقة.
لستُ صاخبة، لكنّي أوجع حين أُوجَد.
لي أنوثةٌ هادئة،
وقلبٌ يعرف كيف ينجو دون ضجيج.
قد أبدو بعيدة، غامضة، متناقضة،
لكنّني ببساطة… أختار نفسي كلَّ مرة.
فمن أدركني حقًّا،
سيعلم أني امرأةٌ إذا أحبّت صانت،
وإذا رأت عبثًا… رحلت بصمتٍ يُربك الأرض.





































