الحُبُّ قد يجيءُ عاصفًا، يَسرقُ الأنفاسَ في أوَّلِ لقاء، ويَزرعُ في القلبِ رعشةً لا تُنسى، ويُغري الأرواحَ أن تقتربَ بلا خوف.
لكن… حين يهدأُ الشَّغَفُ، وتستقيمُ الخُطوات، لن يبقى سوى الحَنِيَّة.
الحَنِيَّةُ ليست كلمةً تُقال، بل ملامحُ تُسكِنُ النَّظرة، ولمسةٌ تُطوِّقُ اليد، وصوتٌ يَرتعشُ حين يُنادينا بالاهتمام.
هي الأمانُ الذي يجعلنا نُغمِضُ أعينَنا مُطمَئنين، والظلُّ الذي نتفيَّأ تحتَه حين تُرهِقُنا الحياة.
الحُبُّ يُشعلُ البداية، نعم…
لكنَّه يحتاجُ إلى الحَنِيَّة كي لا ينطفئ.
فالحنِيَّة تُرمِّمُ كسورَ الرُّوح، وتسكُبُ ماءَها العذبَ على قسوةِ الأيَّام، وتجعَلُ من الرَّفيقِ وطنًا، ومن حضورِه صلاةً تُردَّدُ في القلب.
بالحُبِّ نلتقي، وبالحَنِيَّة نستمر…
فالحُبُّ شُعلة، أمَّا الحَنِيَّة فهي النُّور الذي يُرافِقُنا حتى آخرِ العُمر، تُجدِّدُ الحُبَّ كلَّ يوم، وتمنَحُه عُمقًا يليقُ بالخلود.
حين يَنطِقُ الحَنانُ، يَخشَعُ الحُبُّ سُجودًا لمَنطِقِ الطَّبيعة، ويُناجي قلبَك بالفِطرة.





































