المشهد الرابع (الفاينال)

بهية..

(تشتعل الأضاءة ويظهر علي المسرح في الخلف عند المنتصف باب واحد ابيض مفتوح ومنتصف المسرح جهة اليمين سرير وآدم نائم عليه يرتدي قميص وبنطلون اسمر يهتز ويهلوس بين الحين والآخر، وبجواره ثلاث شباب عمرهم قريب من بعض يرتدي أحدهم قميص أصفر والثاني بني والثالث أحمر يقفون أمام السرير وجههم للجمهور وفتاة أمام السريرترتدي فستان أبيض تجلس ممسكة يده وضهرها للجمهور

يخرج صوت بكاءها)

بهية/ أبي إزداد عليه المرض وزادت هلاوسه ورعشته اليوم( ثم تقف وتقترب من الاخ الأول)

أخي أستدعي الطبيب بسرعة 

(يتحرك الاخ في المنتصف في الامام )

الأخ الأكبر/ويقول لها أي طبيب أنه يومه الأخير لا داعي 

(تسرع الفتاة نحوه)

بهية/ كيف تقول ذلك قد يكون هناك أمل ولو بسيط لشفائه 

(ينظر الفتى لها بتعجب)

الأخ الأكبر/ أنتِ يا بهية من تقولين ذلك كم عذبك وباعك لشخص لم تحبيه لمجرد أنه يمتلك نقودًا ونفوذًا 

(تخفض بهية رأسها في حزن)

بهية/ وتقول (بصوت خافت) ولكنه أبي ثم (يعلو صوتها قليلًا) كيف أضحي به بهذه السهولة علينا إنقاذه ..

(يعطي لها ظهره )ويقول لها أمره لا يعنيني فكم مرة مرضت وكنت أحتاجه وتركني لكي يجمع المال… أعتذر يا بهية لم يعد لدي الوقت الكافي لأقضيه معكم في هذا الهراء سأذهب لدي عمل هام. 

(تتمسك بهية بيده)

بهية/ وتقول لا تكن بهذه القسوة ستتحطم إذا مات، ولم تنقذه ستموت ألف مرة بسبب تأنيب الضمير 

(يضحك ساخرًا ولا يجيب ويعطيها ظهره ويرحل وبلاك لحظه وترجع مرة أخرى واخيها يقف قرفصاء مطأطأ الرأس في سجن بجهة اليسار في الأمام وعليه أضاءة صفراء )

(تهرول بهية لأخيها الثاني)

بهية/ أنك من ستساعدني في إنقاذ أبي أنه يحتاجنا هيا أسرع وأحضر الطبيب كما ترى يا أخي أنه يتألم بشدة 

(يقف بجوار الباب ويقول بعصبية)

الأخ الأوسط/ هل جننتِ ألم تعلمي أني أنتظر هذه اللحظة لقد كان رجلًا بخيلًا قاسي القلب يحرمنا، وعشنا أذلاء وهو يستمتع بالنقود وحده أنسيتي.. أنسيتي أن أمي ماتت قهرًا بسبب جحوده وخيانته لها المستمرة، والآن بمنتهى البساطة تريدين أن أساعده على النجاة من موت محقق فله ما له وعليه ما عليه يا أختى أتركيه ينال جزاؤه وهيا معي نرحل سويًا ونستمتع بالنقود 

(تصرخ بهية وتذهب لأبيها محاولة تهدئته من الرعشة وتقول وهي تنظر له)

بهية/ لا تفعل ستكون قاتل اترك حقدك جانبًا وتوحد مع ذاتك بدون كراهية فلن تستطيع العيش بهذا الذنب ستتذوق مرارة هذه النقود قبل عسلها تراجع عن هذا من أجل نفسك قبل أى شيء 

(نظر لها نظرة تكبر)

 وقال اعتذر لقد حاولت أن أجعلك تأتي معي وأنتي من رفضتي سأرحل وحدي وأستمتع بحياتي التي وأدها والدك( ثم رحل خارج المسرح وترك بهيه تمسك بيد والدها وتبكي بلاك ثم الإضاءة مرة أخرى وعادت بوجود سجن آخر موازي للأول وبه الأخ الثاني يجلس نفس جلوس الأخ الأول بإضاءة بنى 

أسرعت بهية لأخيها الثالث )

بهية/ بتردد أنت أصغر إخوتي أعلم أنك حنون ولن يطاوعك قلبك بترك أبي في هذه الحاله يجب علينا إسعافه. 

(نظر لها وتحرك بمنتصف المسرح )

الأخ الأصغر/قال لها أعذريني يا أختي لقد أستلمت جواز سفري اليوم لن أعيش هنا لحظة واحدة بعد اليوم سأهاجر بعيدًا أبعد مكان على سطح الأرض موطن جديد وناس جديدة لا تعرفني ولا أعرفها سوف أؤسس حياة جديدة بعيد عن أبي لقد قتل شخصيتي منذ طفولتي لأنه كان دائم التنمر علىَّ بسبب طيبتي سخريته مني جعلتني شخص كاره لنفسي وذاتي فلم أحب نفسي يومًا بسببه مازالت أمامكِ فرصة لتهاجري معي وتتركي كل الماضِ خلفك يمد لها يده (ولكنها تبتعد وتقول بحزن ممزوج بالغضب)

بهية/ لا أصدق أنكم أخوتي أنكم من عمل الشيطان أين الإنسانية نحن البشر ميزنا الله بالإنسانية، بالرحمة، بالحب، بالعدل، بالتسامح كيف وصل بكم الحال إلى ذلك لقد تمكن الشيطان منكم حولكم إلى أشخاص قلوبها مليئة بالسواد والظلم والحقد والقتل دون أن ترف لكم عين كيف ذلك كيف، (ومع صراخها وبكائها تسقط على الأرض حزينه بلاك من جديد وتضيء على سجن ثالث موازيا للاثنان بأضاءة حمراء ويجلس الأخ الثالث به نفس جلستهم

تنظر بهية لهم بحسرة ثم تسرع إلى والدها وتجلس أمامه ووجها للجمهور وتمسك يده وتقول بصوت باكي )

بهية/ لا تستسلم يا أبي لا اعلم كيف أنقذك وأنت أخذت منى هاتفي المحمول وقطعت عنى النت لا أدرى كيف سأخرج وأنت أخذت كل المفاتيح لتمنعني من الخروج يجب أن تتحمل يا أبي حتى أجد حلًا لإنقاذك أنت قوي 

(ثم تسرع بهية وتلف على المسرح وهي تصرخ )أنقذوني يا عالم أبي يموت ألا يوجد أحد بالخارج ينقذه أين أنتم لماذا لا يجيبني أحد ثم تذهب بهية مرة أخرى لأبيها ممسكة يده.

ويقول بنبرة ضعيفة ومازال يرتعش سامحيني 

(تقف بهية وهي مازالت متمسكة بيده)

بهية/ تعلم يا أبي كنت دومًا فظًا وعنيفًا معي حطمت ذاتي دون وعي من أجل مصالحك الشخصية. جعلتني أتساءل دومًا لو الحياة أعطتني أبًا كما تمنيت ماذا كان سيحدث..؟ 

(وبصوت اقوى قليلًا وهي تنظر إليه )

..أتعلم يا أبي، كلما كرهتك شعرت أني أكره جزء مني كلما بكيت من أجل قسوتك أجد نفسي أفقد جزء من الزمن خسرت به بسمة لم استطيع استرجاعها حتى وصلت لحل المعادلة الصعبة نعم وجدتها وهى ترنيمة ولدت من التعاسة وخرجت لتضيء لي روحي وتجعلني أعيش بسلام بقية عمري دون ضغينة لأحد ولا حقد أو حتى حسد لقد انطفيء غضبي يا أبي من قسوتك وأصبح بداخلي نور يريحني، روحانيات تدغدغ قلبي فتجعله ينسى كل ما عانيته وأتذكر دومًا شيء واحد فقط هو أني سامحتك، فأنت حر يا أبي من ذنبي نعم حررتك منه حتى أعيش حرة أنا أيضًا في هذا العالم بقلب أبيض نقي كنقاء الطير وقت ولادته،( تمسح بهية دموعها وتقترب من جبينه وتقبله حينها تتوقف رعشته تنظر بهية له بابتسامة تجده أغمض عينه للأبد تضع رأسها ناحية قلبه وتبكي وهي تردد)

 سامحتك يا أبي (بلاك لما المسرح معادا الباب عليه بؤرة ضوء بيضاء ويتم غلق ببطء الباب الأبيض ثم الاضاءة مع النهاية ودراما حركية مع أغنية وغلق الستار 

ثم تحية الجمهور.)

تمت..