دخلت المكتب وهما ورايا، وقعدوا الاتنين يتكلموا في نفس الوقت، فقمت ضارب المكتب بإيدي وقلت بعصبيه:
– اطلعي إنتي برّه دلوقتي، هتكلم معاه، ولما أخلّص هبقى أندهلك.
وفعلاً طلعت برّه. ساعتها وقفت قدّام الراجل وقلتله:
– ياريت كده تهدى وتكلّمني بهدوء علشان نعرف الحقيقة زي ما إنت عايز. اسمك وسنّك وشغلك؟
قالي وهو بيسند على المكتب:
– اسمي حسن السيد راضي، عندي ٥٠ سنة، وبشتغل تاجر جملة للأجهزة الكهربائيّةوعندي محل صيانه
قلتله وأنا بحط إيدي على كتفه:
– اقعد يا عم حسن، واستهدى بالله واحكيلي… إيه اللي يخليك شاكك إن ابنك مات مقتول؟ وإن مراته هي اللي قتلاه؟
قالي وهو بيقعد وكان متعصّب:
– كانت متجوزة قبليه اتنين يا بيه… وماتوا! وهي ورِثت كل حاجة علشان كانوا أغنيا. وبعدين معرفش اتسلّطت على ابني منين دي، ووقّعته في حبّها… معرفش إزاي ابني الدكتور يحب واحدة زي دي!
قطعته وقلت:
– هو ابنك دكتور؟
قالي وهو بيمسح دموعه:
– أيوه يا بيه… دكتور صيدلي، وعنده بدل الصيدلية اتنين. علّمته وكبّرته وصرفت عليه دم قلبي… علشان واحدة زي دي بتفكّ الخط بالعافية تاخده على الجاهز!
قلتله وأنا مستغرب:
– طب ما ينفعش تتهمها بالتهم الفظيعه دي علشان كانت متجوزة اتنين وماتوا يبقى معناها قاتلة. مش يمكن قضاء وقدَر؟ وسوء حظ؟
بصلي بعصبية وقال:
– لا يا بيه! أصل سمعتها وحشة، وأنا حذّرته… بس معرفش عملت لابني إيه؟ خلّته يتعلّق بيها! وأول مرة ابني يخرج عن طوعي ويصمّم يتجوزها… كنت عارف إنها هتبقى أجله. حذّرته كتير!
قلتله وأنا بتنهّد:
– مينفعش يا عم حسن نتّهم حد من غير دليل… ومش أي اتهام! إنت عارف اتهام زي ده يعني إيه؟… ده حبل المشنقة.
رد وهو مخنوق وصوته مبحوح:
– أنا دلوقتي معنديش دليل… بس مش هسكت! ومش هسيبها غير لما الدليل يبقى في إيدي. أمال أنا طلبت بتشريح ابني نور عيني ليه؟
حسّيت إن الموضوع مش بسيط… وكُرهه ليها وصل لمرحلة مخليه واثق إنها القاتلة، فقلتله بهدوء وأنا مقدّر حالته:
– طب افتكر معايا… ماكانش فيه بينهم مشاكل؟ ابنك جه يشتكي منها في مرة؟ قالك اي حاجة تثبت حتى أن علاقتهم مكنتش احسن حاجه؟
رفع عينه للسقف كأنه بيفتكر تفاصيل وقال :
– هو… مكنش بيرضى يحكيلي. كان عارف إني معارض الجوازة دي من الأول. فحتى لو حصل بينهم مليون مشكله… مستحيل كان هيقول. بس يا بيه… ابني بقاله شهر حاله متغير!
بصّيت له باستغراب وقلت:
– متغير؟ إزاي يعني؟ قصدك إيه؟
دموعه نزلت وقال:
– المحل بتاعي في نفس الشارع… ومحل الصيانة جنب الصيدلية بالظبط. من يوم ما فتحتهاله وهو الساعة ٨ يكون واقف فاتح! لكن بقاله شهر… مبيفتحش غير ١٠… وساعات ١١ كمان.
قربت عليه وأنا مركّز في كل كلمة:
– ومسألتهوش ليه؟ إيه اللي خلاه يتأخر كده؟
طلع منديل من جيب الجاكيت ومسح وشه وقال:
– سألت… ندهتله في يوم وقلتله: "إنت عيّان يا ابني؟ فيك حاجة؟"
مدّيت إيدي وخدت القلم من على المكتب وقلت:
– هااا… وقالك إيه؟
رد وهو موطي:
– أنكر يا بيه. قالّي إنه كويس… وإنها بتروح عليه نومه… وقال إنه بيفكّر يجيب حد يساعده علشان ينام ويصحى براحتُه.
سكت شوية، وبعدين قال بصوت واطي:
– ابني عمره ما اتأخر عن شغله… عمره! التغيير ده مريحنيش… وأنا متأكد إن وراه حاجة.
قولتله وأنا بشرب القهوة:
"طب يا عم حسن… لو فرضنا إن ابنك اتقتل، ماينفعش نخلي مراته هيّ المتهمة الوحيدة. فَكّر شوية… مافيش حد تاني كان بينه وبينه مشاكل؟ حد ممكن يكون وراه اللي حصل؟"
بَصّلي وهو جسمه بيتنفض من الغضب:
"لا يا بيه… ابني عمره ما عمل مشكلة مع حد. ده كل الناس بتحبه، هادي وطيب ومالوش في الخناق."
اتنهدت وقلت:
"بس برضه واضح إن مراته كانت بتحبه. وبعدين هي بتقول إنها كانت بيتا عند مامتها… هتقتله إزاي وليه؟ وبصراحة الدكتور مالاقاش أي دليل إن اللي حصل جريمة قتل أصلاً."
بصّلي وقال بثقة غريبة:
"دي واحدة دايرة وحرباية… وزي ما عرفت تلف على ابني الدكتور وتوقعه في حبها وتتجوزه، تقدر تقتله من غير ما تسيب وراها دليل."
قولتله باستغراب:
"أنا خايف الثقة دي تطلع غلط… وتتصدم لما تقرير الطب الشرعي يطلع."
قال وهو بيقف فجأة:
"حتى لو الطب الشرعي ماقدّرش يثبت جريمتها… أنا هفضل وراها. ربنا ما بيسيـبش حق حد يا بيه… بييجي وقت والمستخبي بيتفضح."
قولتله وأنا برفع سماعة التليفون:
"خلاص يا عم حسن… إحنا كده كده هنكمّل التحقيق، ومش مع نادية بس… مع كل حد ليه علاقة بابنك."
بصّلي ودموعه نازلة:
"ابني يا بيه ماكنش اجتماعي… ومالوش أصحاب. وبعد ما أمه ماتت، ما بقاش لينا غير بعض."
قولتله:
"طيب… ماكانش حد بيشتغل معاه في الصيدلية؟"
قال وهو بيمسح دموعه:
"مافيش غير اتنين دكاترة بيناوبوا في الصيدلية التانية… لكن الصيدلية اللي جنب شقته، هو اللي ماسكها لوحده."
قولتله وأنا بحط السماعة على ودني:
"تمام… يا ريت تبلغهم يجوا القسم. ناخد أقوالهم… يمكن حد فيهم يعرف أي معلومة تفيدنا."
قال وهو ماشي بخطوات تقيلة:
"حاضر يا بيه… هبلّغهم. بس بالله عليك لو عرفتوا أي حاجة عن تقرير الطب الشرعي… قولولي."
قولتله وأنا بهز راسي:
"متقلقش… أي جديد يخص القضية، هتعرفه أول واحد."
بعد ما قفل الباب، دخل العسكري وقال لي:
– ادخلها يا أفندم؟
قلت له وأنا بشاور بإيدي:
– لا، مش دلوقتي. هعمل مكالمة وبعدين هرنّ عليك تدخلها. ومعلش… هات لي كباية شاي وعلبة سجاير، شكل الموضوع هيتول.
قال وهو ماشي:
– تمام يا أفندم.
اتصلت بدكتور الطب الشرعي وقلت له:
– معاك رئيس النيابة إبراهيم زهران. كنت حابب أسأل بخصوص المتوفي أحمد حسن… بدأتوا التشريح ولا لسه؟
قال لي:
– إحنا فعلاً بدأنا، وكل حاجة في جسمه سليمة. مفيش أي أثر لسجايرحتى، الجثة سليمة تمامًا.
غمضت عيني وقلت له:
– يعني كل اللي في دماغ أبوه طلع وهم. كده هتطلّعوا التقرير، وبلاش نضيع وقت في التحقيقات أكتر من كده.
رد بسرعة وقال:
– بص… أنا شاكك في حاجة. بس مش متأكد قوي، ومش عايز أتكلم فيها غير لما أتأكد. لإن لو اللي في دماغي صح… يبقى اللي عمل كده شخص مش سهل، ومجرم أذكى مما كلنا متخيلين.
قلت له وأنا باخد السجاير والشاي من العسكري:
– خلاص. أنا هكمل تحقيقات لحد ما تديني وقت تتأكد. وأي تطورات بلغني أول بأول.
قال لي:
– أكيد. أنا محتاج شوية وقت علشان لما نقفل القضية نكون واثقين مية في المية إنها مش جريمة.
قلت له وأنا بشاور للعسكري يستنى:
– على اتفاقنا… وأي جديد اتصل بيا.
بعد ما قفلنا، بصيت للعسكري وقلت له:
– دلوقتي تقدر تدخل نادية.
دخلت نادية، وبان عليها التعب. عينيها حمرا من العياط
الجزء الثالث من جريمه ست الحسن
قلت لها وأنا بولّع سيجارة:
– اقعدي يا نادية.
قالت وهي بتقعد:
– يا بيه… أوعى تكون صدّقت الراجل المجنون ده. من يوم ما ابنه اتجوزني وهو بيوقع بينّا علشان ابنه يطلقني. ومش بعيد لو ابنه فعلًا مات مقتول يكون هو اللي قتله، علشان يلبّسها لي!
قلت لها وأنا بشرب الشاي:
– كله هيبان يا نادية، متقلقيش. قوليلي الأول… اسمك بالكامل وسِنِّك، وبتشتغلي ولا لأ؟
قالت وهي موطّية:
– نادية محمد المحلاوي. عندي ٣٦ سنة… ومش بشتغل يا بيه.
قلت لها:
– متعلّمة يا نادية؟
قالت بصوت واطي:
– معايا إعدادية… وظروفنا المادية ووفاة والدي ما خلتنيش أكمل تعليمي.
قلت لها باستغراب:
– طب إيه حكاية جوازك… وإن أزواجك بيموتوا بعد جوازك؟
قالت بانفعال:
– قضاء وقدر يا بيه! كلهم اتكشف عليهم… والدكاترة أكدوا إنهم موتة ربنا. أنا ذنبي إيه؟
ناولتها كباية مية وقلت:
– بصّي… أنا عايزك تحكيلي كل حاجة. اتعرفتي على كل واحد فيهم إزاي؟ وكنتي فين وقت موتهم؟
قالت بعد ما شربت:
– أول جوازة ليا كنت عندي ٢٠ سنة. جارنا… مراته كانت ميتة، واتجوزني علشان أربي بناته التوأم. صحيح كان أكبر مني بكتير، بس كان حنين وطيب. قعدنا متجوزين ٥ سنين، وبعدها أمر الله نفذ. كنت في البيت… صحّيته علشان يفطر، لقيته مات. موتة ربنا يا بيه.
قمت وقعدت قدامها وقلت:
– مفهوم. والتاني عرفتيه إزاي؟
بصّت في الأرض وقالت:
– بعد سنتين اتقدّم لي رجب. كان مهندس ميكانيكا، عنده ورشة في الشارع اللي ورانا. شافني مرة… وأعجب بيا، واتجوزنا.
قلت:
– وكان من سنّك بقى المرة دي؟
تنهدت وقالت:
– أكبر مني بـ ١٠ سنين… مش كبير اوي
قلت وأنا حاطط إيدي على دقني:
– ومات إزاي؟ وكنتي معاه برضه؟
قالت بانفعال:
– ما قلتلك يا بيه… الاتنين موتة ربنا! كنا بنحب بعض، وخلفت منه بنت. وكان طاير بيها! بس بعد ٤ سنين… نام ومصحّيش. أعمل إيه؟ نصيبي كده.
قلت وأنا بقف:
– وأحمد… اتعرفتي عليه إزاي؟
رفعت عينها للسقف وقالت:
– إحنا جيران يا بيه. الصيدلية بتاعته في أول الشارع. كنت بجيب من عنده علاج لامي… لأنها مريضة سكر.
قلت وأنا بعدل في الورق:
– وكان ليكم دخل تعيشوا منه؟
قالت:
– الحمد لله… الاتنين اللي اتجوزتهم صحيح ماتوا، بس كل واحد كان سايب لي مبلغ كويس عيشني محتجش لحد أنا وأمي.
قلت وأنا بكتب:
– تمام… نرجع لأحمد. كنتي بتشتري منه علاج… وبعدين؟
قالت وهي بتفرك إيديها:
– كان ساعات يكلمني… يحكي على قسوة أبوه. وهو وحيد، فكان أبوه بيخاف عليه زيادة. وكان الموضوع ده مسبب له ضغط.
قلت باستغراب:
– غريبة… هو كان متعود يحكي لأي حد يشتري منه علاج؟
قالت بتوتر:
– قلتلك يا بيه… كنت بروخلّه على طول، وهو عارف إننا جيران. فكان بيرتاح في الكلام معايا.
قلت وأنا بكتب:
– وبعدين؟
قالت:
– اعترف لي إنه بيحبني وعايز يتجوزني. في الأول رفضت.
قلت وأنا بشرب الشاي:
– ليه رفضتي؟
قالت وصوتها بالعافية:
– كنت عارفة إن أبوه مستحيل يوافق. هو ما اتجوزش قبل كده… ودكتور. وأنا… واحدة متجوزة قبل كده مرتين ومعايا بنت.
قلت:
– وبعدين؟
قالت بضيق:
– صمّم… وقال إنه هيقف في وش أي حد علشاني. وأنا بصراحة كنت حبيته. وفعلاً… وقف قصاد أبوه. لدرجة إن أبوه جه البيت، وعرض عليّا فلوس علشان أسيبه… بس رفضت. وتقريبًا طردته. ومن يومها وهو بيكرهني.
قلت وأنا بقلب في الورق:
– مفكرتيش تتراجعي… تجنبًا للمشاكل؟
قالت بزهق:
– كذا مرة. وكل مرة كان يجيلي يعيط… ويقول مش قادر أعيش من غيرك.
قلت:
– واتجوزتوا قد إيه؟
قالت:
– ٣ سنين يا بيه. وكل اللي كان مضايقنا… موقف أبوه مني. طول الوقت عامل مشاكل. مع إني حاولت كتير علشان يرضى… بس مستحيل.
قلت:
– ومجبتيش منه عيل؟
قالت بحزن:
– لا… حاولنا. بس حبيبي كان عنده مشكلة… ومش هيعرف يخلف. وأنا مكنش فارق معايا. كنت بحبه وخلاص.
نظرت في عينيها، وقلت:
– وقبل الوفاة… إيه اللي خلاكي تروحي عند مامتك؟
قالت بعصبية:
– بروح لها كل أسبوع. أقضي وقت مع بنتي اللي كانت عايشة معاها… وأجيب طلبات أمي. قلتلك… مريضة سكر.
قولت لها:
"طيب خلاص… تقدري تمشي دلوقتي. بس ممكن أستدعيكي تاني لو حصل أي جديد."
قالت لي وهي بتقف بضيق:
"يعني مش هعرف آخد جثة جوزي أدفنها يا بيه؟ كده حرام!"
قولت لها وأنا موطّي في الورق:
"للأسف يا نادية، طول ما أبوه مقدّم بلاغ… القضية هتفضل مفتوحة لحد ما نتيجة الطب الشرعي تيجي. ولحد اللحظة دي مش هقدر أطلع تصريح بدفن الجثة."
قالت لي بعصبية:
"بس كده حرام علينا! وزمان جثته بتتعذّب دلوقتي… كل ده بسبب أبوه المفتري!"
قولت لها:
"كل حاجة هتبان. بس ياريت إنتي ما تسافريش ولا تروحي أي مكان غير محل إقامتك… علشان لو طلبنا شهادتك مرة تانية."
هزّت راسها بحزن وقالت:
"حاضر يا بيه… ربنا يظهر الحقيقة. وهتعرفوا إني مظلومة. حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب."
خرجت نادية… وأنا بصراحة احترت. يا ترى فعلاً مظلومة؟ ولا وراها جريمة هتنكشف قريب؟
دخل العسكري وقال لي:
"فيه اتنين برّه يا أفندم بيقولوا إنهم كانوا بيشتغلوا في صيدلية المرحوم، وإن أبوه قال لهم ييجوا القسم علشان مطلوبين… أدخلهم؟"
قولت له:
"دخلهم بالدور، مش مرة واحدة. وهاتلي ساندوتشين… أنا ما كلتش حاجة من الصبح."
قال لي وهو ماشي:
"حاضر يا أفندم… حالاً."
ودخل لي أول واحد… كان أسمر وطويل. وبعد ما قعد سألته:
"كنت فعلاً بتشتغل في صيدلية الدكتور أحمد حسن؟"
هزّ لي راسه بحزن وقال:
"أيوه يا أفندم… الله يرحمه."
قولت له:
"طب ياريت تقولّي اسمك وسنك… وبتشتغل معاه من إمتى؟"
قال لي وهو بيعدّل شعره بإيده:
"حسام محمد… عندي ٣١ سنة. وبدأت أشتغل في الصيدلية من حوالي خمس سنين."
قولت له:
"وعلاقتك بيه كانت إيه؟ كنتوا أصحاب؟ تعرف عنه حاجة؟"
قال لي وهو بيمسح وشه من العرق:
"لا يا أفندم… مكنّاش أصحاب. كل علاقتنا بيه إنه كان بييجي الصيدلية مرة في الشهر يدّينا مرتبنا وخلاص. مكنّاش بنشوفه في الصيدلية التانية دي خالص."
قولت له وأنا باخد الساندوتشات من العسكري:
"طب ومراته… كانت بتيجي تاخد علاج من عندكم؟"
بصّ لي وسكت شوية وقال:
"لا… هتيجي ليه؟ مكنّاش بنشوفها خالص."
قولت له:
"يعني الدكتور أحمد عمره ما كلمكم مثلاً عنها… أو عن أبوه وإنه قاسي عليه؟"
هزّ راسه وقال:
"لا يا أفندم… مكنّش بيتكلم معانا غير في الشغل وبس."
قولتله بزهق:
تمام، ياريت تخرج وتبعتلي زميلك.
هز راسه ومن غير ما يتكلم خرج، ودخل زميله، وعينه بتروح وتيجي في كل مكان كأنه بيستكشفه.
شاورتله يقعد وقلتله:
عرّفني بنفسك، وتعرف دكتور أحمد من إمتى؟
قالي بتوتر:
كريم الحسيني، عندي ٤٠ سنة، وبشتغل في الصيدلية من سنتين.
قولتله وأنا باكل:
وعلاقته عاملة إزاي بقى مع مراته وأبوه؟
قالي وهو موطي راسه:
أنا هعرف منين؟ يعني معرفش حاجة.
قولتله وأنا بغمزله:
يعني مفيش مرة فضفض معاك؟ أو سمعت حد بيتكلم؟ أي معلومة يعني.
هز راسه وقالي:
لا، محصلش أي حاجة من دي.
قولتله وأنا مركز في عينه المهزوزة:
تفتكر مات إزاي؟
قالي وهو بيفرك في إيده:
معرفش… مش هو مات موتة ربنا عادي






































