في اللحظة اللي الجاني بيتهيأله إنه عمل الجريمة الكاملة، وبيصدق نفسه إنه مستحيل حد يكشفه، بيكون هو نفسه اللي سايب دليل غبي جدًا يودينا له بمنتهى السهولة.
ورغم من كده إحنا ساعات لما بنعرف دوافع الجريمة، بنقف قدام نفسنا ونسأل: هو الجاني ده ضحية ولا فعلاً يستاهل العقاب؟
بس في الآخر، القانون هو اللي بيقول كلمته بعيد عن أي عواطف.
في يوم، كنت لسه قاعد بفطر على رواقان ومعايا كوباية شاي بالنعناع، فجأة لقيت الباب اتفتح من غير استئذان، وواحد داخل عليا في أواخر الثلاثين، جسمه كله بيرتعش ووشه أصفر كأنه شاف الموت بعينه.
العسكري جري ناحيته بسرعة، مسكه وقال لي:
– والله يا أمجد بيه، ما لحقتوش! ده كان جاي يجري وزق الباب كده على طول.
أنا بإيدي شورت للعسكري يسيبه، والراجل وقع على الكرسي قدامي، نفسه متقطع، صوته بيتهز وهو بيقول:
– إيد… إيد مقطوعة يا بيه! أنا شوفتها بعيني… منظر بشع، مش قادر أنساه.
مديت له كوباية ميه وقلت له:
– اشرب واهدى كده علشان تفهمني كل حاجة.
قالي وهو إيده بتتهز جامد، والميه نصها وقع على هدومه:
– أنا عبد الله، عامل نظافة في شارع النحاس… نزلت الصبح زي كل يوم، أول ما فتحت صندوق الزبالة الكبير… لقيت إيد بني آدم مرمية جوا! والله يا بيه حسيت الدنيا اسودت، كنت هقع من طولي. قلبي وقع في رجلي ومعرفتش أتصرف… جريت من غير ما أفكر، ورجلي خدتني على هنا.
اتصلت بسرعة بدكتور الطب الشرعي علشان ييجي معايا ونروح نعاين المكان اللي قال عليه عم عبدالله.
وفعلاً خدنا للشارع، وأول ما فتحنا صندوق الزبالة لقيت منظر صادم… كانت إيد راجل مقطوعة ومرمية، وعليها وشم باين بوضوح. غير كده مفيش أي حاجة تانية من جسم الجثة، ولا حتى سلاح الجريمة.





































