لا اريد حلًا

تقابلنا انا وصديقتي القديمه بالنادي صدفة لتبادر بعناقي اشتقت لك كثيراً يا نور ما كل هذا الغياب ؟

وانا ايضاً اشتقت لك يارنا كيف حالك انت؟

لتبادر رنا اين هاني وركان ابنك ؟

انفصلنا

ماذا ؟؟؟؟ ما الذي تقولينه وكيف حدث ذلك ؟ اين ذهبت قصة حبكما ؟

مازالت موجوده مازلت احبه ولم استطع رؤية رجل بعده

اذا ما الخطب ؟

يطول الحديث وفي كل مره اقول اسبابي يراها الكل تافهه فلا داعي لذكرها

كلهم يا نور ولكن لست انا صديقتك التي تعرفك جيدا حتى ولو لم نتقابل منذ مده

تنهدت تنهيدة تحكي كل ألم عشته

بإختصار يا رنا كان دائماً يجد حلولاً فقط في الوقت الذي كنت احتاجه هو ولا احتاج حلوله

اعتدلت رنا

بمعنى ؟

يوم ولادتي عندما كنت اتألم في المشفى

كان هو في المنزل وعندما عاتبته كانت حجته انه كان يجهز المنزل لعودتي والطفل ولكني كنت احتاجه جواري لقد تركني ابيت وحدي غريبة بمشفى في بلد لا اعرف فيها احد كنت اريده جواري ولا اريد منزلا مرتب

مرت الايام وكالعادة اتهمني بعدم التقدير

حتى توفي والدي وهو كل ما احب بعمري كان الجرح غائر والالم لا يوصف وانا ابنته الوحيده كنت ابكي واردد لا يوجد غيري يقوم بعزاه

فعدنا من سفرنا وقام هاني بكل مراسم العزاء

لكنه وسط كل حزني لم يعانقني ولا مره يا رنا ولا مره

حتى انه لم يمسح دمعي بيديه لم يواسيني بالكلمات لم يربت على كتفي تركني اداوي جرحي بنفسي بل وتفه من حزني واتهمني بعدم الرضا بالقدر

وعندما عاتبته صرخ بكل قوته انه كان مهتم بأمور الغسل والدفن وانه جهز مأتم يليق بأبي

ولكنه يا رنا نسي

انه عاد للمنزل بعد كل هذا ولم يواسيني

شهوراً مزق الحزن قلبي وهو يظن انه قام بكل المطلوب منه تجاه ابي

وذات يوم اتصلت به اخبره ان لدي مشكله كبيرة بالعمل واريده معي فوراً

ليأتي رده حسناً سأحل المشكله

قلت له المشكله ستحل انا اريدك معي انا خائفه فقط اريدك معي لا اريد حلا

لقد اثبتت انني بعيدة عن هذه المشكله

ولكن اريدك جواري

لكنه اصر ان يبحث عن حل

في كل مره كان يبحث عن حل كنت اريده هو الحل

في كل مره كنت فيها ضعيفه كنت اريده قوتي

وتمر السنين وتتكرر مواقفاً لا حصر لها بنفس الشكل

ليأتي هذا اليوم الذي قررت فيه الانفصال

عاد ابننا من المدرسة بكدمات شديدة

سألناه ماذا حدث حكى لنا ان زميله بالصف تعدى عليه بالضرب

قمت منتفضة من مكاني وعانقته وقلت له

سأتي معك غداً لارى كيف يجرؤ على مد يده عليك

لأجد هاني يمنعني من الذهاب

لن تذهبي سأجد حلاً للامر

ترجاه ابننا ان يأتي معه

ولكن كان رده

رداً قاسياً

لا فائدة من قدومي معك سنذهب الان للطبيب لنجد حلاً لهذه الكدمات وسأتواصل مع المدير ليحذر هذا الولد من التعرض لك

في هذا الوقت جن جنوني وعلى صوتي

ابنك لا يريد حلولا لكدماته ابنك بريدك معه سئمت قسوتك وظنك ان كل الامور تحتاج لحلول فقط

ماذا لو كان وجودك هو الحل وقوفك بجانبنا هو الحل

ولاول مرة اتفوه بها

طلقني الان

لقد طفح الكيل عشت معك عمراً ارجوك فيه ان تفهم ان احياناً يكون وجودك هو كل الحلول قربك هو اعظم حل والان سيعيش ابننا نفس المأساه فلن اسمح لذلك ان يتكرر

بكيت بكيت كثيراً يا رنا ولكنه كالعادة كان سؤاله

اذا ما الحل الان بنظرك

ضحكت تهكماً ولممت حقائبي وتركت له رسالة

( كنت دائماً انت اعظم الحلول ولكنك بحثت بعيداً

حتى باعدت خطانا )

في كل مره جلسنا فيها للصلح كان يرفض الاعتراف انه اخطأ بكل المواقف حين تركنا وبحث عن حل في تلوقت الذي كنا نحتاجه هو

اتعلمين يا رنا كان هاني كريماً معطاءً يحبنا ولكنه كان يجهل التعبير عن هذا الحب كان جاف حاولت تعليمه في عشر سنوات زواج تكررت مواقف كثيرة ووعدني ولم يوفي

انهيت حديثي ولم اشعر كم بكيت اثناء حديثي

لأتفاجأ بهاني من خلفي

جالسا ً على ركبتيه سامحيني ليتني استطيع ان اقبل يدك وراسك واعانقك الان

كان عناقك مباح لي طوال زواجنا ولم اكن الجأ اليه والان احتاجه ولا استطيع

لن اتردد الان لحظه عن الاعتراف بخطئي كنت غبياً سامحيني

لقد اتفقت مع رنا لم اجد حل غير ذلك ولاول مره لا اجد حلاً

غير اني اريدك فقط اريدك بجواري ومعي كنت انتي الحل يا نور فهمت كلامك وقصدك وقتها

فكلمت رنا وقلتلها ان تساعديني في ارجاعك لي

و انك تكونين في النادي من اجل تمرين ركان وطلبت منها ان تسمعني اسبابك وقولتلها ان تفتح المكالمه لاسمع علني افهم السبب

وللاسف يا نور لاول مره اشعر بكلامك جدااااا افهم قصدك وماذا تقولين وما شعورك

لاني بنفس موقفك الان

الكل يبحث لى عن حلول منهم من يقول

تزوج لتقهر قلبها

خذ ابنك منها وغيرها من الحلول ولكني اردتك انتي الحل يا نور

لمعت عيني سعادة كنت قد اشتقت له كثيراً وددت لو كان بإمكاني معانقته ولكننا منفصلين

لتبادر رنا هيا فوراً على المأذون ماذا تنتظرون

سيطير ركان فرحاً برجوعكم اخيراً