كان لقاؤه مع كریستبن مفتعلاً جافاً كجفاف الصحراء الوحدة فظیعة اتجه نحو فراشھ لیس كدفء فراشه فى
– العریش – أغمض عینیھ أراد أن یستحضر لم یستطع حدق فى السقف وتشابكت فى ذھنھ الصور و
الوجوه تذكر سقف غرفته فى – العریش – كان رطباً متآكلاً كم كان یكرھه ومن أین یأتیھ كل ھذا
الشوق أیتسع صدره ؟ تقلب مرات تنھد بحرقة رفع الغطاء عن جسده و أخذ یزرع الغرفة مازالت تلك
الثغرة التى تفصلھ عن ( كریستبن ) تمعن فى الاتساع النساء ھنا مختلفات من قال أن النساء كلھن
متشابھات ؟ ما یراه ھنا كائنات مختلفات تماماً الثانیة عشرة و الربع ما بالھ لا یستطیع النوم فیما مضى كان
یغفو سریعاً بمجرد أن یلامس جسده فراش نومھ الإسفنجى العتیق لم یكن ینتظر مسلسل السھرة لا یذكر
أنه شاھده مرة كان یرجع إلى بیته متعباً منھكاً بعد یوم عمل شاق لم یكن یستسیغ تلك المشقة كانت
عصیة على شبابھ المتحفز و سرعان ما جاءه البدیل ھاجر مع من ھاجر الثانیة بعد منتصف اللیل
حالة من الجنون تكاد تعصر بعقلھ رغبة بكاء مجنونة تعربد فى أعماقھ خوف حیرة نكران و
مشاعر متعارضة تصطنع فى نفسھ ( كریستبن ) لم تعد بعد النساء ھنا غریبات الأطوار یمقتھن یحلم
ببیت دافئ و زوجة تشاطره مر الحیاة و حلوھا بمداعبة طفل تزركش أیامھ لكن ( كریستبن ) بعیدة كأرض –
العریش – و حلمھ وردة أرجوانیة تساقطت بتلالھا و تبعثرت رائحتھا الخامسة صباحاً عقارب ساعة الحائط
تلسع الخامسة و ( كریستبن ) لم تعد بعد یعاوده رجع كلماتھا تزوجتنى لتحصل على الجنسیة لا
تتدخل فى شئونى الخاصة تكاد عقرب الثوانى تتابع برتابة " تك تك تك " یكاد رأسھ ینفجر و
الدقائق مشحونة
( كریستبن ) لم تعد بعد العقارب الحمقاء تواصل سیرھا غیر عابئة أین تكون ؟ تساءل بحیرة رغم الثغرة
التى تفصل بیننا إلا أننى أبقى الزوج
أطرق سیكون لى معھا شأن آخر عندما تعود سأجعلھا تعیش كما أرید لا كما ترید السابعة صباحاً الدقائق
حثیثة ومازال ھو یزرع الغرفة یطل من النافذة تارة و یتذكر وجھ أمھ تارة أخرى یشرب قھوة الصباح
یطالع الصحف و یدیر المذیاع و ینتظر عودة ( كریستبن ) .