كلمة أمين عام مؤتمر أدباء شمال سيناء
الأديب / حسن غريب أحمد
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
الأستاذة القديرة / كاميليا آدم ـ مدير عام ثقافة شمال سيناء .
الإعلامي القدير الأستاذ / محمد رستم .. رئيس المؤتمر
السيدات والسادة…… الحضور الكرام
عندما شرفنى زملائى أعضاء نادي الأدب المركزي بشمال سيناء باختياري أميناً عاما لهذا المؤتمر لأدباء شمال سيناء ، كنت أشفق على نفسى من لحظة واحدة، هى تلك اللحظة التى أقفها الآن، ممثلاً لأدباء شمال سيناء الذين وضعوا ثقتهم فى، ومنحونى حق الكلام نيابة عنهم، فيا لها من مهمة صعبة، يقوم بها فرد، فى زمن له كل طوابع الاتساع والتعدد والتنوع والاختلاف، الذى قد يصل حداً من الشراسة والعنف، بحيث يبدو أن كلام المثقف بالأصالة عن نفسه مهمة مستحيلة فى مواجهة المصادرات وتكميم الأفواه، وممارسات القهر، فما بالنا أن يكون الكلام نيابة عن جماعة من المثقفين الفاعلين،يحملون فى زمن كهذا، ذواتا مطوية على الألم، مثقلة بالأحلام المجهضة، مؤرقة بين اليأس تارة والرجاء تارة والإشفاق تارة أخرى، وهم ينظرون إلى رموز هذه الأمة وقادتها، يخوضون بها لحظة شديدة التعقيد والعنف لأنها لحظة فارقة فى التاريخ البشرى ،تحسم فيها الكثير من الصراعات بين القيم والمفاهيم والقضايا الكبرى التى حكمت وعى الإنسان لعدة قرون مضت، وحيث تصبح الثقافة، هى الحراك الأكثر فاعلية وتأثيراً فى رسم أفاق المستقبل، حتى يمكن القول، إن معركة الأديب في سيناء تحسم ـ حقاً ـ فى ميدان الثقافةـ. وها هو مؤتمر أدباء شمال سيناء لليوم الواحد ، مازلنا نجتمع ،وما زلنا نرسل الكلمات في مدينة العريش الجميلة بالرغم من كل شئ يحدث بيننا من وقائع مؤلمة ، فكرا أو فناً أو أدباً لتضيء العالم، وما زال الطغاة يرسلون الرصاص والعنف، وما زال أنين الجرحى والثكلى والمشردين يشهد التاريخ على قبح العالم الذى نحيا، غير أننا نعود إليكم ـ فى كل مرة ـ بنفس اليقين، ونفس الأمل، أن يكون لكل عمل ثقافى مستنير، ولكل حراك جمالى راق، طاقة تتسلل رويداً رويداً، لتمنحنا حياة أفضل في شمال سيناء الحبيبة. هذا هو قدرنا نحن الأدباءفي شمال سيناء ، وتلك حيلتنا التى نعرف، أن نقاوم القبح بالجمال.ربما لهذا، اخترنا الإبداع في موضوعاً لمؤتمرنا هذا، وتاريخنا ُيشهد العالم، كيف نجح الأدباء فى مقاومة شهوة الانتقام بالإبداع شعرا وقصة ومسرحا. فالإبداع ، ليس مجرد درب من دروب الترفيه والتسلية، وليس مجرد صورة من صور الأحلام الإنسانية، بل هو فعل إنساني، مفعم بطاقة الحياة، ومعادل جمالى لواقع نرفض تشوهاته، واستسلامه المهين لقوى الشر و العدوان. وهو فوق ذلك، طريقة لفهم ذواتنا وكشف غموض الآخر، وزيف أساليب التفكير النخبوى الذى يقسم العالم بين سادة وعبيد، وحكام ومحكومين، وأقوياء ضعفاء. هكذا، قاوم القلم (صوت الحياة الخفيض) نزق السلطة وغطرسة القوة وفحولة الشهوة للدماء. الآن، ونحن نشهد عالماً ينتج أدوات جديدة للتعبير عن رغبته فى حياة أفضل، فإن الإبداع هنا يأخذ طوابع وطرقاً غير مسبوقة، وغير تلك التى عرفناها فى التاريخ والأسطورة والخطاب الدينى وميتافيزيقا العقل العلمى، تلك التى كانت تمثل السرديات الكبرى. ها هو المبدع في سيناء، يعرف، كيف ينتج السرد بنفسه بعيداً عن القوى الكلية والكيانات الكبرى، ليعبر للمرة الأولى، عما يريده هو من تلك القوى لا سيما بعد قيام ثورتي ٢٥يناير و٣٠يوليو ، وليس ما تريده تلك القوى من المبدع،وهو بحسب مقولة بول ريكوار” حراك يضع الأدب فى خدمة الوجود بدلآً من أن يضع الوجود فى خدمة الأدب “. إنه إبداع جديد، يتوزع بين أشكال مختلفة من التعبير، والوسائط الناقلة، على صفحات الكتب والجرائد وشاشات التلفاز ، ويبدو أكثر اتساعا وانفجارا فى أفضية التكنولوجيا الحديثة، ليؤكد استقلاله من هيمنة السلطة، ويجعل من أشكال الرقابة والمصادرة على الفكر، شيئاً مضحكاً يثير الرثاء، وليس بوسعنا هنا ، أن نتذكر قوائم الأعمال الأدبية الفكرية التى طالتها المصادرة والمنع بأساليب مختلفة، ولم ينج منها حتى كتب التراث ، وليس بوسعى هنا، سوى أن أدعو بالأصالة عن نفسى والنيابة عن أدباء شمال سيناء، لننه كل أشكال المصادرة والمنع، ولنبدأ تاريخاً جديداً سيناويا من الثقة بين المثقف والسلطة، فقد أثبتت التجربة، أن عزل المثقف وتهميشه لم يخلف لنا سوى المزيد من الضعف والانحطاط والظلام . لا أريد أن أثقل عليكم، ولا أسعى إلى تقليب المواجع فحتما ستعود شمال سيناء جميلة بعبق تاريخها وتراثها العتيق، ولا يمكن أن ننسي من حفروا في الصخر قبلنا لتبقي ثقافة وإبداع خالدة أذكر شيخ شعراء سيناء الراحل جسدا محمد عايش عبيد والشاعر السيد عبدالهادي والمبدع الفنان أسعد الكاشف كلنا نقتفي بأثرهم في بذل العطاء والحب والأخذ بأيدي المبدعين .
ولذلك نتذكر بالاعتزاز أن أدباء شمال سيناء ممن رشحوا لحضور مؤتمر أدباء مصربمطروح عام 2008 كنت أنا كشخصية عامة والصديق القاص محمود طبل مع أدباء جنوب سيناء، كانوا هم ممن صاغوا جزءا من ورقة توصيات أعتبرت من بين الوثائق التاريخية للحركة الأدبية في الأقاليم ووقّع عليها كل أعضاء المؤتمر بمطروح بما فيهم رئيس المؤتمر وقتذاك الروائي الكبير الراحل خيري شلبي،، وكانت توصيات رفضوا فيها التوريث للنجل وطالبوا بتحديد مدة فترتين للرئاسة المباركية المشئومة، كما طالبوا بوقف الخصخصة واستعادة القطاع العام الضائع وضرب الفساد المستشري.. ولذلك نتذكر بالاعتزاز أن أبناء الفقراء من مثقفي سيناء هم من قادوا معظم الحركات الاحتجاجية في شوارع المحافظة، وحتى مشاركتهم الكبرى التي ستحسب لهم على مر الأجيال في ثورتي 25 يناير المباركة..وفي 30 يوليو ، نقول ذلك كله ونتذكره..لا لكي نفخر فخرا أجوف..ولا لكي نطالب لأنفسنا بامتيازات ترفعنا فوق صفوف الغلابة من أبناء بلدنا..بل نقول ذلك لكي نمنح شرف أن نكون جزءا من هذا الشعب الخالد..هذا الشعب الثائر..هذا الشعب الذي حاول الطغاة أن يسلبوا إرادته ووعيه وأن يقنعوه بأنه أقل الشعوب شأنا وأكثرها رضا بالظلم..مع أن تاريخ شعب شمال سيناء ناطق كله بالثورة على الظلم والاضطهاد..ناطق كله بالمحاولات الثورية تلو المحاولات الثورية لتحقيق تداول السلطة والمساواة في توزيع الثروة والعيش على أرض النيل بكرامة ونخوة المواطن..لا بمسكنة ونفاق الرعية.. إننا هنا في مؤتمر أدباء شمال سيناء لنذكر ولنتذكر أن الثقافة في شمال سيناء ستظل حصن دفاع أول..وحصن دفاع أخير..ضد كل محاولات تركيع المواطن المصري عامة والسيناوي خاصة..ضد كل محاولات تغريبه عن أرضه وعن معركته الأزلية من أجل تحقيق حلم العدل وحلم الحرية.. لا مطالب فئوية لدينا من حكومتنا .لا نريد معاشا للأدباء ولا نطالب بصناديق لعلاجهم – وإن كان ذلك حق لهم شأن كل مواطن مصري وواجب على الدولة شأن كل دولة تعمل في خدمة شعبها ويديرها شعبها.. إننا نطالب كأدباء ومثقفين ومبدعين ثقافيين في شمال سيناء بسرعة الإنتهاء من إنشاء مبني مديرية الثقافة بالعريش والذي مضي،علي بنائه ما يزهو من خمس سنوات ولم ينته بعد رغم ميزانية العشرة مليارات جنيها لتنمية شمال سيناء ومحاربة الإرهاب فيها التي أعلن عنها معالي الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما نطالب بتغيير بهياكل ثقافية حقيقية تخوض معارك الشعب من أجل تنمية و تحقيق أماني أبناء شمال سيناء ، إننا نطالب الدولة والحكومة المصرية بأن تصبح وزارة الثقافة وزارة تنوير ووزارة تثوير.. نطالب الدولة والحكومة المصرية بأن تعمل مؤسسات الثقافة المملوكة للدولة في خدمة الشعب . نطالب الدولة والحكومة المصرية بإزالة عشوائيات الأجهزة الثقافية وتحقيق إنطلاقة ثقافية شاملة تضع في حسبانها عقول وقلوب أهل البلد..وتسلحهم بالمعارف اللازمة لهم في خوض معركتهم مع أعداء الشعب في الداخل والخارج.. نطالب الدولة والحكومة المصرية بأن تتحول المؤسسات الثقافية العامة إلى أجهزة أيديولوجية..أجهزة إيديولوجية لا تخدم تيارات سياسية في اليمين أو في اليسار..لكنها تخدم إيديولوجية الشعب المصري الذي يطمح بعد قرون من الاستعمار وعقود من الديكتاتورية أن يحصل أخيرا على حقوقه الإنسانية في التعبير والتفكير والاعتقاد..كما يحصل أخيرا على حقوقه الإنسانية. شكرا لكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 


























 
  هند حمدي عبد الكريم السيد
 هند حمدي عبد الكريم السيد 
  
  أيمن موسي أحمد موسي
 أيمن موسي أحمد موسي نجلاء محمود عبد الرحمن عوض البحيري
 نجلاء محمود عبد الرحمن عوض البحيري د. نهله فتحي بيومي حموده
 د. نهله فتحي بيومي حموده يوستينا الفي قلادة برسوم
 يوستينا الفي قلادة برسوم آمال محمد صالح احمد
 آمال محمد صالح احمد احسين احمد الشريف بن قرين درمشاكي
 احسين احمد الشريف بن قرين درمشاكي دعاء محمد علي الشاهد
 دعاء محمد علي الشاهد د. سمر ابراهيم ابراهيم السيد
 د. سمر ابراهيم ابراهيم السيد د. نهله عبد الحكم احمد عبد الباقي
 د. نهله عبد الحكم احمد عبد الباقي  د. عبد الوهاب المتولي بدر
 د. عبد الوهاب المتولي بدر  د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر
 د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر  ياسر محمود سلمي
 ياسر محمود سلمي  زينب حمدي
 زينب حمدي  حنان صلاح الدين محمد أبو العنين
 حنان صلاح الدين محمد أبو العنين  د. شيماء أحمد عمارة
 د. شيماء أحمد عمارة  د. نهى فؤاد محمد رشاد
 د. نهى فؤاد محمد رشاد  فيروز أكرم القطلبي
 فيروز أكرم القطلبي 

 1
1
 -1
-1


































