يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبي سعيد الخدري :

لتتبعن سُنن الذين من قبلكم شبراً بشبر ، وذراعًا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لاتبعتموهم ، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ ، قال : فمن ؟

لماذا جحر الضب ؟

لماذا جحر الضب ولم يكن جحر لحيوان آخر من المشهور عنهم الحياة داخل الجحور ؟

الضب يقوم بعمل فتحة واحدة للجحر ، بعكس بعض الحيوانات التي تعمل عدة فتحات للجحر بغرض التهوية والتمويه للهروب من الأعداء .

إذن جحره هلكة مميت لمن بداخله .

فلو قام أحد بغلق هذه الفتحة عليه لم يستطيع الخروج ومات مدفوناً بداخلها .

أو يغمره بالماء فيضطر للخروج أمام أعدائه . ويمسكونه كما هو حال صيده من داخل الجحر .

كما أن جحره عفن فاقد للتهوية ، وهذا معروف عند أهل المعرفة بالأجحار وصائدي الضب ، أن جحر الضب يجمع بين القذارة الشديدة والضيق الشديد .

الأمر الذي لا يدع لعاقل مجالًا لرؤية أي جماليات فيه ، فلا نجاة فيه ولا جمال فيه يجذب من يدخله .

وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن يقول لنا أنكم ستتبعون سنن وأفعال الكافرين وتسيرون على خطاهم خطوة خطوة حتى الشيء الواضح فيه الهلاك والخبث ستفعلونه لمجرد التبعية رغم وضوح مهلكته وخبثه !!

علينا أن نعيد بناء شخصيتنا ونرفض الشخصية الضبية ونحافظ على هويتنا على أساس قوله تعالى :

﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ .

وإلا .. سيكتب علينا وإلى الأبد .. البقاء في جحر الضب .