طَوَى الزَّمَانُ بِسَاطَ العَــــامِ مُنْصَرِمَا
وَأَطْرَقَ الْوَقْتُ فِي الآفَــاقِ مُعْتَصِمَا
تَغَرَّبَتْ شَمْسُ أَيَّـــــــامٍ لَنَـــــا سَلَفَتْ
كَأَنَّهَا فِي جَبِينِ العُمْــــــرِ كَانَتْ لَمَى
يَا رَاحِــــــــلاً وَخُطَاهُ الرِّيحُ تَنْسِجُهَا
رِفْقاً بِمَــــــا خَلَّفَتْ فِي رَكْبِكَ النُّدَمَا
شَاخَتْ عَلَى حَافَّـــــةِ التَّوْدِيعِ أَمْنِيَةٌ
وَعَادَ سَهْمُ الرَّجَا فِي القَوْسِ مُنْحَطِمَا
نَرْنُو لِعَــــــامٍ تَوَارَى فِي غَيَـــــــاهِبِهِ
هَلْ يَهْمِي الْغَيْثُ أَمْ نَشْكُو بِهِ الظَّمَا؟
مَــــا نَحْــــنُ إِلَّا سُطُـــورٌ فِي دَفَاتِرِهِ
يَخُطُّنَا الْغَيْبُ أَفْرَاحًـــــا وَتَــارَةً أَلَمَا
فَاغْنَمْ مِنَ الْعُمْـــرِ مَــا دَامَتْ نَوَافِذُهُ
مُشْرَعَةً قَبْلَ أَنْ تَغْدُو الرُّؤَى عَدَمَــــا
صُغْ مِن شُتَـاتِ الأَمَانِي دِرْعَ مُقْتَدِرٍ
وَاجْعَلْ يَقِينَكَ فِي بَحْرِ الدُّجَى سُلَّمَا
وَاسْتَقْبِلِ الْعَـــــامَ بِالْعَزْمَاتِ تُسْرِجُهَا
خَيْلَ الطُّمُوحِ إِذَا مَــــــــا دَرْبُهُ أَظْلَمَا
لَوْلَا الأُفُولُ لَمَــــــا اشْتَاقَتْ نَوَاظِرُنَا
لِطَلْعَةِ الْفَجْـــرِ فِي الآفَــــاقِ مُرْتَسِمَا
لا تَسْأَلِ الْغَدَ عَمَّـــــــا فِي ضَمَـــــائِرِهِ
فَكُلُّ آتٍ بِأَمْـــــرِ اللهِ قَــدْ حُسِمَـــــــا
وَالمَـــــرْءُ بَيْنَ الْوَرَى ذِكْــــرٌ وَمَأْثَــرَةٌ
فَانْحَتْ وُجُودَكَ فِي صَخْرِ العُلَا قِيَمَا
يَا رَبِّ هَبْنَـــــا مِنَ الأَلْطَـــافِ سَابِغَهَا
وَاجْعَلْ خِتَامَ الرِّضَــــا لِلـرُّوحِ مُغْتَنَمَا






































