رحلت عن نفسها
منذ أعوام و لم تعد
لازالت تذكر
كيف كان استثنائيا
حين استوطن قلبها
و أقام في روحها
تذكر كيف استسلمت
على أبواب قصره المظلمة
كيف كان راقيا
لاتدري كيف تعثرت
بحديثه الملكي
و الملائكي
رأته بسذاحتها
نعيما يسير على قدمين
و ما استطاع أن يستمر أكثر
حتى بدت عليه سيئاته
تنتظره في جنته
بينما يطلبها في الجحيم
لتبدأ معه أعواما أخرى من الكدر
و استمرّت تنتظر
ان يرزقها قلبه رحمة منه
و لكن كيف سيفعل
و لم يدخل الحب قلبه ؟
لكنها استمرّت تنتظر
فتوالت الصفعات و كثر السقوط
فرحلت للأبد
لكنها تركت بعض نوافذها
لتراه من تلك المسافة البعيدة
لتجده لازال يذكرها بالسوء
و يخص غيرها بالثناء و الرقي
لم يشعر تجاهها بذنوب اقترفها
أغرقتها حد الخروج من الحياة
أيقنت أخيرا بعد أعوام
أنها لم تساوي شيئا في قلبه
سوى العدم
تركته في ذاك المقام البريء
الذي صنعته استثنائيا له
دون غيره من رجال الأرض
و أغلقت دونه الأبواب و هي تعلم
أن الأشياء الحقيقية لا تُنسى
ثم رفعت ساترا على نوافذه
ألا يراها قلبها مرة أخرى
تركت أعوام الحطام و الظلام
لتجاور طيفه البريء في أحلامها
و تراه هو وحده من استحق
عشقها السرمدي …