أنا ولد أمي الأول وأول من فقد نطقه مبكرًا من أخواتي، والسبب يعود لأمي.
تزوجت أمي بأبي ورزقهم الله بي بعد عدة سنوات سعي من أبي وراء الذرية ومنذ نعومة أظافري وأنا فاقدً للنطق، كما والدي تمامًا، لم تعر أمي إنتباهًا ولا مراعاة لأحد سوي نفسها تضعها في المرتبة الأولي ونتيجة لذلك كان رد أبي علي أفعالها صمتًا لم يعهده أحد سمعته يصرخ بذلك إحدي المرات أثناء شجارهما الدائم الذي كبرت عليه وسببه قسوتها ولا مبالاتها علينا وتميزها الطبقي لأصدقائنا كبرت وأنا أراها تمنعنا عمن ليسوا بمستوانا الطبقي ها أنا أضع نفسي بمكانها كما إحتجت والأبوة تحاوطني ولم أشعر سوي بالكره يزداد بداخلي فلم يقتصر تميزها الطبقي علي صديق بل أزداد حينما سكنت فؤادي إحدي فتيات الأحياء الشعبية ذات الطبقة الوسطي لازالت كلماتها تردد علي مسامعي.
هالة: أتتهم والدتك بأنها تحطمك؟
وهي وحدها من تريد لك السعادة!
أدم:.......
هالة مكملة باقية حديثها
هذه الفتاة لاتليق بك، طباعها، تفكيرها لن يزيدك إلا سوءًا و تدنيًا في كافة مستويات حياتك، ومركزك الإجتماعي
أدم:.......(طالعها بينما الدمع قد فر من عينيه)
أبتعدت عن المنزل منذ تخرجي ورفضها لـ(جميلة) بمعني أصح منذ فقدانها فلم أبح لها بما يخالجني خوفًا علي فؤادها، أنعزلت بنفسي لحين تقبلت إحداهن وتزوجتها دون موافقة أمي، ها أنا أحمل بين يدي طفلتي الأولي (جميلة) وينتابني شعور الأبوة، وأتحسر علينا، لفقدنا النطق أمام تجنب أبي للإنفصال خوفًا علينا وكرهه للمشاكل، وتميز أمي الطبقي، وأستمرت في تدميرنا واحدًا تلو الآخر علي أختيارها لنفسها أحلامها وكلمتها التي تسري علينا ويطيع أبي الأمر فلا رغبة لديه بوجع الرأس، تجاوزها الحدود في التعامل ولم يكن لنا نصيب من أحلامنا سوي أحلامها.
_بني سنسمي طفلتك علي أسم والدتي.
قالت جملتها بنبرة مليئة بالطموح، أعرفها جيدًا
وأنا أنظر إلي عينيها وأري أحلامها المنسوجة لإبنتي.
لم أشعر سوي بأن حياتي وحياة أخواتي تتكرر مشاهدها مرة أخري أمام عيني.
سأستمع لطفلتي فلم يستمع أحد لي، سأجلس أوضح لها الأمور، سأعلمها الصواب من الخطأ، سأترك لها حرية القرار، سينفذ قرارها سوف أشعرها بأهمية
قرارتها، وقدرتها على حسم أمور حياتها، ستعيش ما لم يكن لدي حق به، ستختار زوجها، ووظيفتها، ستجد حضني ملجأها وإن أخطأت، لن أقوم بلومها يومًا على أتفه الأشياء، سأمحو من ذاكرتها التميز الطبقي اللعين ذلك، سترافق صديق/ة يجد إحتوائها وقت ضيقها، سأستمع لها أولاً قبل أن أؤنبها على إرسال مديرة مدرستها طلب بحضوري إن حدث ذلك، سأتفحص شعرها وأبحث عن سبب تساقطه، لن أقوم بلومها على عدم إنتظام أكلها، بل سأحاول فتح شهيتها بأكلاتها المفضلة، سوف ترتمي بين أحضان أسرتها كل نهاية أسبوع، ومن المؤكد أنني سأصطحبها هي وأخواتها ووالدتها في إجازة الصيف لإحدي الدول لتمضية الأجازة الصيفية معًا، ستترعرع بين أب وأم يحترمان بعضهما، سأشبعها حنان لكي لا تذهب بحثًا عن في الخارج كما فعلت أختي، لولا إنقاذي لها، سأعلمها أن الرب يجيب دعوة الداعِ إذا دعاه، وإن طريق راحتها بين يدي الله، أن تعبها يعد نجاحًا وإن لم تنجح فيما خططت له.
لا أود أن تشعر ابنتي بما شعرته من تشتت أسري.
لا رغبة لي بشخصية ضعيفة لإبنتي أمام رغبات أمي.
أريدها أن تلمس السماء معانقة أحلامها،فأمي لا تترك فردًا من الأسرة إلا ورسمت له طريق سيره،تجدها هادئة ومن ثم ترتب ياقة ملابسها الفاخرة،وتمضي في خراب حياة الآخرين، فلا أحد يقوي على مجاراتها في جبروتها،لم يسلم أحد من عجرفتها حتي العاملون لديها، حينها أكون قد حققت أحلامي التي لم ترغب بها أمي كإختيارها لتخصصي وغيرها من الإختيارات، كل ما أريده الآن أمًا لإبنتي تحمل معاني الأمومة في طياتها، وليست أمًا تقوم بمهامها وليس إلا، تبخل بمشاعرها، وعلقها في تدارك الأمور، وجدت ذلك بـ (فريال) ، وجدت ضالتي بها شعرت بحنانها علي وما أدركته مؤخرًا أنني لم أكن أبحث عن أم لأبنائي، إنما كنت أبحث عن أم لِي