صديقي، الأجواء معتمة هذا المساء... دعنا نؤجل لقاءنا إلى الغد. نحن بحاجة إلى جلسة دافئة نغسل فيها أرواحنا بذكريات الأيام الجميلة.
هل تذكر تلك اللحظات؟ يا ليتها تعود.
الآن عليّ أن أنهي عملاً عاجلاً. أُضطر لإغلاق الهاتف مؤقتًا، سأعاود الاتصال بك بعد انتهاء اجتماعي الأول مع المستثمر الأجنبي.
أعقد آمالًا كبيرة على هذه الصفقة، إذ أعتقد أنها ستحقق نقلة نوعية في مشروعي، وتدفع بعجلة رأس المال إلى آفاق جديدة.
وإذا سارت الأمور كما خُطط لها، فسنفتح بابًا واسعًا للاستثمار خارج حدود البلاد.
لدي خطة طموحة أطمح إلى تنفيذها بالشراكة مع مستثمرين أجانب.
في مقهى فاخر بوسط المدينة، يعود إلى أحد الرؤساء السابقين ويُعد من أبرز المعالم التجارية في البلاد، التقى الشاب الطموح بالمستثمر.
كان اللقاء حيويًا، صافحا بعضهما بحرارة، وجلسا إلى طاولة تطل على النهر، حيث تناغمت المناظر مع حوارات الطموح.
استعرض كل منهما تجربته ومجال عمله، وتبادلا الحديث عن أسماء بارزة في عالم المال والأعمال، باعتبارها نماذج ملهمة.
ثم قدّم الشاب رؤيته الاستثمارية، متضمنة خطة عمل واضحة، ورأس المال المتوقع، والشركات المحلية والدولية التي يسعى للتعاون معها.
انتهى اللقاء بتفاهم وثقة متبادلة. وبعد أيام، تم التوقيع الرسمي على الاتفاق، بحضور وزير التجارة والاستثمار، الذي حضر بصفته الشخصية كصديق للشاب، لا كممثل للدولة.
وقد كان لهذا الحضور أثر إيجابي في تعزيز ثقة المستثمر، ودفع الاتفاق نحو الاكتمال.
الصفقة لم تكن مجرد نجاح شخصي، بل كانت فاتحة خير للمجتمع. فمن خلالها، وصلت الكهرباء إلى القرى الريفية النائية عبر منحة دولية، وتم تنفيذ عدد من الخدمات الأساسية التي طالما كانت مجرد وعود انتخابية يطلقها الساسة ثم تُنسى.
لقد أثبتت التجربة أن الشباب حينما يُمنحون الفرصة والبيئة المناسبة، يصبحون وقود التنمية الحقيقي.
فهم يملكون عقولاً نيرة، وطاقات إيجابية، ونيات صادقة تسعى لنهضة المجتمع، لا لمصالح شخصية ضيقة.
هؤلاء الشباب لا تحكمهم الحسابات السياسية، بل تحركهم الرغبة في البناء وخدمة الناس.
بعكس بعض السياسيين الذين اختزلوا قضايا الوطن في خطابات مظلومية، يستخدمونها وسيلة لتصفية خصوماتهم الانتخابية.
إننا نناشد الدولة والجهات ذات الاختصاص أن تفتح أبواب الاستثمار والعمل الاقتصادي أمام الشباب.
فأي نهضة حقيقية لا يمكن أن تتحقق بمعزل عن عقولهم، ولا يمكن لمشروع وطني أن يكتمل دون مشاركتهم الفاعلة.
الدولة توظف، والموظفون يعملون لأجل الراتب الذي تفرضه الظروف. أما الشباب، فهم الشعلة التي تضيء دروب البناء، وتغرس لبنات الغد، من أجل وطن يتسع للجميع.