انا ابنك أيتها العاهرة ماذا تظنين أحقًا تعتقدي بانني لا أعثر عليك كيف لك ان تراوضي من ليس لك، هل وقفت الحياة عند شهوة عابرة؟ أي قلب لك كيف هجرتيني كيف تركتيني في المجاري والطرقات وأنا أواجه هذا القهر وحدي بعيدًا عن حنان ودفء الأم أي نوع من الامهات أنت هل لي أشقاء وشقيقات؟ وكيف تكون حياتهم وحالهم هل تلقوا تعليم جيد وعاشوا في نعيم وسلام أم ماذا حل بهم؟ هيا تكلمي أنا أسمعك جيدًا أنا بصدد معرفة كل ما دار في حياتك وما كان له مصلحة أن يبعدك عن ابنك البكر الذي يعتبر وصمة عار في جبين الاسرة الفاضلة
الان سوف تخبريني بذاك الذي يدع أبي، أبي الذي لم أرى ملامحه حتى أنا اشبهك انت ولا اشبه أحدٌ غيرك العيون، الراس، الوجه، الفم، الملامح طبق الأصل أعلم أنني الآن لا أحد يشبهني غيرك أنت، تكلمي عن أبي علاقته بك، هل كانت تربطكم صلة قرابة، دراسة، أم زمالة مهنة؟ ما الشي الذي جمعك بأبي؟ وهل يمكن أن يتقبلني؟ وهل له أبناء آخرون ما مصير علاقتك معه؟ هل كنت تأتين إلى هذا النادي أم مجرد صدفة!؟ انا لا أمل السؤال بل يعتبر دليل عافية لك فلنقل: فضفضي الجواك يهمني وحدي في هذه اللحظات، حقا إنها لحظات عمرٍ ضائعة تناهز خمسة عشر ربيعًا. لقد تركتموني وحيدًا لا ذنب لي كنت طفلًا بريئا هكذا كانت طفولتي سمحة المعشر الان انظروا لحالي انا احاسب من، الابن يحاسب والدته أي نظام نحن نعيش عليه ورب السماء انا اشفق على حالك عندما أفكر وأسال سؤالًا جوهريا لماذا انجبتيني إذا كنت تعلمين انك لا تستطيعي تربيتي، لماذا لم تفكري أن تضعي شرطًا من أجل ذلك بل أخمن أنك لم ترغبي في تربيتي أساسًا إنها كانت مجرد نزوة شبابية عابرة نعم كل الحال يشير إلى ذلك.
ولدت أنا تائه في المنافي بين الطرقات والأزقة قضيت طفولتي مشردًا وحيدًا يعيش مع الحيوانات في الغابة وتارة مع الأطفال المشردين في الأسواق وأحيانًا أقضي ساعاتي بين النوادي والحانات كما هو الحال الذي جمعتني بك الصدفة في إحدى نوادي المدينة العظيمة كنت قريب منك وأجزم أنك علمتي بي ولم تريدي التعرف عليّ خشيةً أن تواجهين غلطتك، أنا لم أترك حجر على حجر وإلا سألت عنك حتى ملني السؤال لم أعرف لك اسم ولا قبيلة سلك كل المستشفيات والأماكن المشبوهة سالت بالتاريخ والمكان الذي تركت فيه هكذا أخبرتني إمراة مسنة احتوتني في بواكير عمري لم تكن مثلك أذكر أنها سعت جاهدة لتعليمي ولكنني كنت عنيد وأعاكسها أهرب من المدرسة في كل الأوقات رغم ذلك لم تترك امرًا حقًا إنها حرصت على تعليمي تأتي بالأساتذة في المنزل وكنت لا أركز في الدرس تفكيري عقلي مشوش لا يستوعب حتى انتصرت رغبتي في عدم التعليم.
خرجت إلى العالم الذي لا رجعة منه من المسؤول؟
لم تتركوا لي خيارًا لا عم ولا خال ولا قريب ألتجي إليه.