آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غازي جابر
  5. دموع لا تعرف الكذب

كانت خطواتها بطيئة، تجرُّ خلفها أثقالًا من الخوف والحيرة. تسير على استحياء كأنها تمشي على أطراف قلبها، لا على الأرض. ثوبها الفضفاض يتمايل مع أنفاسها المتقطعة، وشعرها الملقى على كتفيها بدا كظلٍّ باهتٍ لحزنٍ عميق. لم تكن تصدر أي صوت، لكن دموعها كانت كافية لتوقظ في البيت كل إشارات القلق.

في عينيها الخضراوين كان البحر هائجًا، لكن أمواجه مكبوتة. كل دمعة كانت تحمل تاريخًا طويلًا من الكتمان، وسنواتٍ من الأسرار التي ضاقت بها الروح. جلست في زاوية الصالة، ضمّت يديها إلى صدرها، وراحت تحدّق في الأرض كأنها تبحث بين بلاطها عن إجابة.

 

لاحظت الأم الشرود في نظرتها، ذاك الشرود الذي يشبه الغياب المؤقت عن الحياة، فاقتربت منها بخطوات متوجسة، ثم التفتت نحو زوجها الذي كان يجلس في الفناء الأمامي للبيت، وهتفت:

– "يا رجل… تعال! ابنتك تموت من البكاء أمامي ولا تنطق. هناك أمر جلل… لا أدري ما هو، لكنني أعرف أن دموعها هذه ليست عابرة."

 

قفز الأب من مقعده كأن قلبه دُفع بقبضة قوية، وهرول نحوها، حتى كاد أن يتعثر بعتبة الباب. جلس أمامها مباشرة، أخذ وجهها بين يديه ومسح دموعها بأنامل مرتجفة، وقال بصوتٍ فيه مزيج من الخوف والحنان:

– "يا وردتي، ما الذي جرى؟ من تجرأ على جرح قلبك؟ قولي، وسأجعل الأرض ومن عليها جحيمًا لمن أهان هذه العينين."

 

رفعت رأسها، نظرت إليه نظرة امتزج فيها الحنين إلى صدره الذي طالما احتمت به، مع خوفٍ أسود من أن تنهار حياته لو علم بالحقيقة. لوهلة أرادت أن تصرخ، أن تحكي كل شيء دفعة واحدة، لكن شيئًا ما عقد لسانها. شعرت أن كلماتها ستكون كالرصاصة، إن خرجت قتلت من أمامها.

 

عامان من الكتمان كانا يقفان بينهما الآن كجدارٍ شاهق. كانت تعرف أن ما حدث لا يمكن أن يمر دون أن يترك ندوبًا غائرة في قلبه. ترددت، عضّت على شفتيها، ثم أسندت رأسها على الجدار محاولة الهروب من عينيه.

 

تدخلت الأم فجأة، وكأنها شعرت أن اللحظة قد تنفجر. قالت بسرعة وهي تحاول تحويل الحديث:

– "دعها يا رجل… ربما أمور عابرة، سنعرفها لاحقًا. تعال، هناك ما أريدك أن تراه."

 

لكن الأب لم يتحرك، لم يلتفت حتى إليها. ظلّت عيناه مثبتتين على ابنته، كأن الدنيا انكمشت حتى صارت هي وحدها في قلب المشهد. نهض وأمسك بيدها برفق، ثم قال بصوت خافت لكنه لا يقبل الجدال:

– "تعالي معي."

 

قادها إلى غرفتها، أغلق الباب بإحكام، ثم جلس على حافة السرير وأشار إليها بالجلوس بجواره.

– "الآن… لا هروب. أخبريني بكل شيء. أريد أن أسمع منك، أنت، لا من أحد آخر."

 

كانت الكلمات ثقيلة على لسانها، لكنها شعرت أن الصمت أثقل منها بكثير. أخذت نفسًا طويلًا، وبدأت:

– "يا أبي… قبل كل شيء، أطلب منك السماح. ربما أخطأت… أو ربما ظننت أنني أحميك. منذ ثلاث سنوات… وقعت في الحب. كان شابًا من القرية المجاورة، نحمل لبعضنا ودًا عميقًا. تزوجته في السر، وطلب مني أن نكتم الأمر حتى لا تتأثر العلاقة بيننا وبينك. ووافقت… كنت أعتقد أنني أفعل الصواب."

 

اهتز صوتها، وتدفقت دموعها من جديد وهي تضيف:

– "اليوم… مات. رحل فجأة، دون وداع. لم يحضر جنازته أحد… لا أهل، ولا أقارب، ولا حتى جيران. وكأنه خُلق وحيدًا، وعاش وحيدًا، ومات وحيدًا."

 

ظل الأب صامتًا، كأن الكلمات التي سمعها تحتاج وقتًا لتجد طريقها إلى وعيه. كانت تحدّثه وهي تراقب أنفاسه التي بدأت تثقل، وملامحه التي شحب لونها. حاول أن يقول شيئًا، لكن شفتيه لم تتحركا. وفجأة، مالت رأسه إلى الأمام، وسقط على الأرض.

 

صرخت الفتاة، هرعت الأم إلى الداخل، اجتمع أهل البيت، وحملوه بسرعة إلى المركز الصحي القريب. لكن قلبه كان قد استسلم، أصيب بجلطة حادة، ولم يمهله القدر حتى يسمع منها ما تبقى من الحكاية…

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350623
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205199
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190336
4الكاتبمدونة زينب حمدي176700
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138519
6الكاتبمدونة مني امين118850
7الكاتبمدونة سمير حماد 112721
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103912
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101296
10الكاتبمدونة مني العقدة98610

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

1015 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع