عان الشعب السوداني جراء حرب أبريل 2023م التي لم تكون حرب عادية كغيرها من الحروبات التي حدثت في السودان من قبل، فلم تخضع إرادة الجماهير هناك ما سعى إلى تفكيك وحدة السودانيين وطمس هوية مجتمعات غرب السودان وبعض مناطق جنوب وشرق البلاد، في معارك كثيرة كانت الدولة تواجه هذا الحركات بإسم الدين وسخرت الدولة مواردها لمواجهة حركات التغيير السياسي والعسكري وخاصة الحركات المناطقية التي قاومت و رفضت قمع النظم الدكتاتورية والعسكرية ما جعل هذه الحركات في وجه المدفع أمام دولة لا تعترف بحق التعبير ولاحق التنظيم فكان لازمًا على المجتمع السوداني كشف جرائهم ونقلها إلى العالم عندها كنا بحاجة إلى من ينقل ذلك الواقع وتلك الكلمة التي ترفضها النظم الغاشمة وتبكيها حقيقة المجازرة التي ارتكبت ضد من حاول التحرر من الظلم حرفيًا كنا بحاجة إلى إعلام حقيقي وليس إعلام موجّه لتنفيذ ونقل الأخبار التي تريدها الدولة بل أصبح إعلام السودان ينقل أيدلوجيا وأفكار لا تخدم المجتمعات بل تعبّر عن رسالة النظام الحاكم فهذا ما جعلنا نعادي القنوات الدولية الرسمية وحتى إذاعة السودان لم تصبح قومية لتنقل صوت الجماهير كما أنشئت من أجلهم لكنها كغيرها كانت صوت للحاكم وجهاز الدولة.
مقاومة هذا التوجه الاعلامي وكشفه تتطلب مزيدًا من التضحيات بوقتنا وبشبانا علينا أن نرسل أبناءنا إلى ميادين القتال لينقلوا لنا الكلمة والواقع المعاش فضلًا عن ما تتداوله تلك الاجهزة الاعلامية مدفوعة القيمة وموجهة الهدف، تضحيات الشعب السوداني لا يمكن الصمت عليها وهناك من بادروا بإنشاء غرف إعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمجهودات إعلاميين متطوعين يكرسون وقتهم للعمل بما توجههم إليه مهنتهم الصحفية النبيلة وما تقتديه الضرورة الإنسانية ما يتوجع يحتاج إلى صوت ينقل لنا وجعه وليس صوت يضلل ويغبش ذلك الواقع، الأطفال الذين فروا من مناطق الحرب بحاجة إلى من ينقل صوتهم ووجعهم وألمهم حتى يتسنى لكل من يستطيع تقديم يد العون لتجد الروح من ينقذها وهذا يجسد دور الصحفي المهني، إن لم تكون كاميرا الصحفي المتطوع تعمل من أجل إنسان تلك المناطق فلم تكون هناك نخوة بين المجتمعات ولا حاجة إلى الصحافة من الأساس حتى الذين تعرضوا للقتل بينما يؤدون واجبهم الصحفي في نقل الخبر والمعلومة هناك صحفيون تولدهم تلك الأوضاع والظروف هم بحاجة إلى توجيه وتطوير ورعاية واهتمام ودعم لوجستي حتى لا تموت الكلمة والحقيقة حيث يموت السودانيين في مناطق النزاع ولا تجد من يكشف لنا حجم المأساة والضرر وتقديم الجناة الى ميزان العدالة





































