يعرف التشرد في علم الاجتماع على أنه العيش في مسكن دون المستوى الأدنى أو دون ملكية خاصة هذا مقتطف من موقع ويكبيديا مفهوم هذا التعريف أعتقد أنه واضح بالنسبة لنا جميعا لأننا حتى إن لم نكن عشنا في حالاتٍ يمكن أن توصف بالتشرد او حالات شبيهة بوضع المشردين، الظروف المعيشة وضغوطات الحياة تذهب بنا أحيانًا إلى عالمٍ قد يكون لا رجعة منه وهذا العالم إحدى محطاته هو عالم المتشردين، اذا فرغنا هذا التعريف أي مفهوم التشرد بشكل عام في السودان تحديدًا ظروف كثيرة جعلت التشرد كأنه ثقافة يا للأسف حقًا إنه أصبح شيء اعتيادي في السودان بالكاد يخرج من بيت حالة تشرد نستشهد هنا بحالة عايشتها في محطات خروجي إلى عوالم متفرقة ومناطق متعددة في إحدى المرات شاهدت حالة في إحدى المناطق غير المستقرة بسبب الحروبات القبلية الحروبات السياسية وقد يكون نتاج إفرازات وضع حرب السودان المتكررة لها تأثير على كثير من حالات السودانيين فكان هناك أحد الطلاب وانا أعرفه منذ أيام الدراسة الابتدائية هذا الطالب كان مستضاف عند أقرباءه لظروف كثيرة لن نخوض فيها لكن نركز حديثنا على حالة محددة عادة تكون ساعات المدرسة محدودة وقليلة الوضع الطبيعي للمدارس في السودان هو الفترة الصباحية التي تبدأ من الساعة السابعة وتنتهي الثانية ظهرًا فمن الطبيعي بعد هذا الدوام يذهب الطلاب نحو المنزل لقضاء راحة وما عليهم من واجبات والتزامات اخرى مثلما يكون حال كثير من الطلاب فهناك واجب دراسي وهناك ساعات عمل يعمل عليها معظم الطلاب أثناء الدراسة وهناك نشاطات رياضية المواضيع كثيرة بجانب الدراسة وما بقي من ساعات اليوم فهي للراحة في المنزل لكن هذا الطالب لا يصطنع أي مهنة أخرى أثناء الدراسة مع ذلك لم نشاهده في المنزل ولا مرة فقط يحسب أنه يسكن مع أقرباءه ، إنه يمارس حياته بشكل مريب يأتي من المدرسة ويذهب نحو السوق وزقاقات الأحياء بعيدًا عن الحي الذي يسكن فيه هناك يكمن مجتمعه الآخر فهو كبير المشردين والذين لا ماوي لهم يأكلوا من بقايا المطاعم ويشربون كغيرهم من مياه السبيل لا غيار لهم ولا ملبس إنه يرتدون قفازات توزع مجان كل عام توزعها المنظمات الخيرية والجماعات الخيرية حتى صديقي هذا لا يملك سوا الزي الرسمي للمدرسة يلبسه ليلا ونهارا وكل ساعات اليوم انتابني الفضول ذات مرة بادرت التحيا وردها بلطف وجدت ما يقودني إلى سؤاله مباشرة دون مقدمات ماذا تفعل مع هؤلاء الأطفال المشردين؟ رايتك تتكرر على هذه الاماكن كثيرًا قال وهو يضحك: هذه قصة طويلة لا يمكن البوح بها لكن إعلم ان المنازل التي لا تملكها لا يمكن ان تكون ماوي وإن احتوتك ووفرت لك الملابس والأكل والشرب هذا لا يساوي شئيا امام الرابط الاجتماعي الحقيقي هنا ادركت أنني تطفلت عليه بهذا السؤال لأنني لا املك حلًا أقدمه له هو لا يحتاج لبس، أكل، شراب، مادة أو ماء بل يحتاج إلى عطف وكنف الاسرة وأعتقد أنه وجده بين ووسط المشردين هو كان أكبرهم سنًا وربما يفوقهم عقلًا وحكمة وكانوا يطلقوا عليه الكبير المشرد وأخرون ينادوه المتعلم المشرد