آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة جهاد غازي
  5. بلا هوية
  • المشاركة في المسابقات:
  • الجوائز: حاصل علي المركز الثامن - جائزة الجمهور الخاصة - مسابقة منصة تاميكوم الادبية مارس 2024, حاصل علي المركز الأول - جائزة لجنة التحكيم الخاصة - مسابقة منصة تاميكوم الادبية مارس 2024, حاصل علي المركز الرابع - جائزة المنصة الخاصة - مسابقة منصة تاميكوم الادبية مارس 2024

لماذا يظنون أنه كان خيرًا لي أنني مت ولم أعرف ما يدور حولي؟! هم جاهلون جدًّا، فأنا كنت مدركةً لكل ما يحصل، كنت جنينًا عاديًّا سعيدًا ودافئًا داخل رحم أمي، إن جعت أهدأ وتسكن حركتي فتشعر بي وتذهب لتناول الطعام من فورها، وحالما أسمع صوتها أشعر بالسعادة فأتراقص داخل رحابة دفئها الغامر، رغم ضيق المكان إلا أن دفأه كان يسعدني، ويشعرني كم أنا محبوبة، كانت أمي مرحة على الدوام، تحب الشكولاتة وأنا أحبها، حينما تضحك كنت أتراقص على لحن ضحكاتها، كم كنت أشعر أنني محبوبة وهي تحضر الأشياء لولادتي، سعادتها بكل قطعةٍ تشتريها لأجلي كانت تغمرني بشعورٍ مذهلٍ، كنت أسمعها وهي تداعب أخوتي بحنانٍ وأتمنى أن أكبر وأولد سريعًا؛ لكي أرى وجهها، كنت أتخيل كل يومٍ كم سأكون سعيدةً داخل ذراعيها وهي تضمني إلى صدرها وتهدهدني بصوتها الجميل وأنا أطالع ملامحها، كانت أحيانًا تقرأ لي آيات من القرآن عندما تشعر أنني أشعر بالضيق من كثرة حركتي، فأهدأ من فوري، وأحيانًا أخرى تحادثني وكأنني أمامها وتقصّ عليّ القصص، كانت ساعات الليل هي أجمل الأوقات بالنسبة لي، وخاصةً حينما أغفو على صوت نبضات خافق أمي.

ولكن ما بين ليلةٍ وضحاها انقلب عالمي رأسًا على عقب، صحوت من غفوتي على صوت انفجارٍ مرعبٍ، لم أكن أعرف ماذا تعني كلمة انفجار، ولكنني سمعت والدتي تصرخ وتئن من الألم، شعرت بدمائها تغلي وتفور غضبًا وخوفًا، كانت تركض في كل اتجاه وهي ناسيةً أنها تحملني بين أحشائها وأن عليها أن تخفف سرعتها لأجلي، شعرت بالغثيان وأنا أتقافز داخلها، كنت أسمع صوتها وهي تنادي: ليال! أين أنت؟ محمد هل أنت بخير؟ وسمعت صوت طقطقاتٍ عاليةً وصريرًا مزعجًا جعل قلبي يخفق بقوةٍ، وسمعتها وهي تدعو: يا الله ليس لدي سواهما، لا تختبرني بهما يا الله، كانت تزيح الرمال والحجارة بيديها العاريتين محاولةً انتشال ما تبقى من أشلاء عائلتي من تحت الأنقاض، لم تستطع الاحتمال أكثر وسقطت مغشيًّا عليها، رفست كثيرًا محاولةً إيقاظها ولكنها لم تصحُ، فجأة شعرت بالدوار، أحدهم رفع جسد أمي عن الأرض، صرخات بصوتٍ غير مألوف تناهت إلى سمعي: لسا فيها نفس، ودوها عالمستشفى بسرعة، هات الكارة يا ولد هي حامل ديروا بالكم شوي شوي عليها.

غبت عن الوعي بعدها ولم أسمع ما حصل، بمرور الوقت أخذ حزن أمي يتسرب إليّ عبر دمائها، أصبحت وجباتنا أقل فأقل، لم أستطع الاعتراض، أصبحت أنام كثيرًا ولم تعد أمي تهتم، أو ربما هي لم تكن تجد ما يقيم أودها أصلًا، وإن تناولت شيئًا كنت بالكاد أتحرك لأخبرها أنني ما زلت صامدةً مثلها، مرّ شهر وشهر، ما زلت صغيرة الحجم كما أنا ولكن حان موعد ولادتي، والدتي كانت قد فقدت قوتها من قلة الطعام، لم تستطع دفعي للخارج، في المشفى لا يتوفر أيّ نوعٍ من المخدر، حاولوا إخراجي بعمليةٍ قيصريةٍ، شقوا بطن أمي وهي لا تزال واعيةً، فهم لا يملكون من أمرهم شيئًا، بجميع الأحوال هي ستموت إن لم أولد، وإن قاموا بالعملية ربما ستنجو وأنا أيضًا، كان عليهم المجازفة وفعلوها، علت صرخاتها حتى ملأت فضاء المكان وصمّت سمعي، كنت أتمنى لو أنني لم أكن موجودة لكي لا أعذبها، ليتني لم أخلق أصلًا.

بدلًا من أن أولد وأستقبل بالاحتفالات والزغاريد، ويغمرني دفء حضن أمي، أخرجوني ليستقبلني الموت بابتسامةٍ فاتحًا ذراعيه المتجمدتين على أقصاهما، احتضنني ورحل، دثروني بمنديلٍ ورقيٍ كبيرٍ لم يكن يدفئني، تركوني داخل خيمةٍ فارغةٍ، جمدني البرد، شعرت بالخوف والوحدة، بعد عدّة ساعاتٍ سمعت صوت خطواتٍ مثقلةٍ، ظننت أن وحدتي انتهت وأنني سأشعر بدفء حضن أحدهم، وسيأتي شخصٌ ما لكي يسأل عني، ويمنحني ضمةً أخيرة قبل أن يودعونني التراب، لكن الأجساد التي توافدت إلى الخيمة أجسادٌ غادرتها أرواح أصحابها، تكدسنا فوق بعضنا البعض، ولكن لم أشعر بالدفء، فجميعها أجسادٌ اجتاحتها برودة الموت القارسة، لم تكن بدفء جسد أمي، لماذا أخرجوني لهذا العالم الظالم؟ كان عليهم تركي داخل شرنقتي دافئةً آمنةً، ها أنا قد ولدت كما أرادوا ومتُّ ودفنت بلا هوية، ودون أن يطالب بي أحد، رحلت وحيدةً كما جئت وحيدةً.

  • تم اجراء التدقيق اللغوي لهذا العمل بواسطة : عبد الرحمن محمد عبد الصبور محمد
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334093
2الكاتبمدونة نهلة حمودة190117
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181617
4الكاتبمدونة زينب حمدي169797
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130987
6الكاتبمدونة مني امين116794
7الكاتبمدونة سمير حماد 107896
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97980
9الكاتبمدونة مني العقدة95069
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91865

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

883 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع