في يوم انتخابات الفصل، كان ياسين يجلس في مقعده بثباتٍ يعرفه كل من رآه مجتهدًا طوال العام. كان يتوقّع—وأنا أيضًا—أن يُنادى اسمه رائدًا للفصل، لا غرورًا، بل لأن جهده كان يشعّ كضوءٍ لا يُنكر.
لكن حين أُعلن فوز طالبٍ آخر، رأيتُ شيئًا ينكسر في داخله.
لم يبكِ… لكنه كاد.
كانت عيناه تقولان ما حاول قلبه إخفاءه.
ناديته بهدوء.
قدّمت له قطعة شوكولاتة، فرفضها بكبريائه الجميل… كبرياء المتفوق لا المتكبر.
ابتسمت وقلت:
“يا ياسين… مش لازم الورق يختارك. يكفي إنِّي أنا اخترتك. يكفي إنّ أخلاقك وهدوءك وأدبك هما اللي بيخلوك واقف فوق المنصة حتى لو ما كتبوش اسمك. الدنيا مش دايمًا بتدي اللي يستحق، بس دايمًا بتدي مساحة للي بيفرض نفسه بقيمه.”
رفع رأسه قليلًا، ولحظت في عينيه شرارة رجعت تنوّر.
وقلت له:
“ورق الريادة هيتشال آخر السنة… إنما مكانتك عندي ثابتة.
وإنت بالفعل الرائد… رائد بأفعاله مش بلقب.”
هزّ رأسه شاكرًا، ومضى، وقد عاد يمشي كما يمشي الذين يعرفون قيمتهم.






































