آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غادة سيد
  5. زخرف الصناعة والمحتوى لصندوق نرمين دميس الأرابيسك 

تستحضر هذه المجموعة القصصية صورة "الصندوق الأرابيسك" بما يحمله من زخارف متشابكة ومساحات ضوء تتسلل بين فراغاته، فيتحول إلى رمز لحياة الإنسان في وحدته وانغلاقه، لكنه أيضًا منفذ إلى التنفس الروحي والاتصال بالعالم المحيط. فالصندوق هنا ليس مجرد وعاء للأشياء، بل حافظة للذكريات والسرائر، ومخزن للأمنيات واللحظات الفارقة في مسار العمر، تختزلها صورة، أو رسالة، أو خاتم لم يعد مقاسه مناسبا.

ومن خلال هذا التوظيف الرمزي، تكشف النصوص عن رؤية للحياة بوصفها بناءً متشابكًا أشبه بنقوش الأرابيسك؛ تتكرر فيه القصص وإن تغيّر أبطالها، لتؤكد على المصير الإنساني الواحد، القائم على تداخل الذكريات والأصوات والأشياء التي تُمنح حياة خاصة عبر الكتابة. ومن هنا يغدو الصندوق استعارة كبرى للحياة ذاتها، بزخارفها وتشابكها واحتوائها لتجارب إنسانية متكررة ومتجددة في آن واحد.

لغة المجموعة جاذبة تمزج بين السرد الواقعي والرهافة الشعرية. 

يستخدم النص كوعاء أو صندوق تتداخل فيه أصوات البشر مع أصوات الجمادات وكائنات تمثل حلقة وصل بينهما" الفيروسات"

الشخصيات عادية مألوفة لكنها تنطوي على أبعاد فلسفية تَشرح الحياة وتُشرحها، وأشياء مؤنسنة قُدمت ليس رغبة في فانتازيا مسطحة، لكن ليتشكل الوجود من كل الموجودات من الأحياء والجمادات، فكل له حديثه وحوادثه التي لا يفطن إليها الا من وعي الدور الذي من أجلها أوجدت.

 تميزت المجموعة بالقدرة على استخراج المعنى من التفاصيل الصغيرة (طبق فول، حذاء قديم، صندوق ذكريات، وردة على طاولة…) مما يجعل النص يتحدث عن الانسانية بعمومها رغم بيئته المصرية الخالصة.

تفتتح معظم القصص بمشهد حسي سواء واضح أو ملتبس يبدو للقارئ عاديا للوهلة الأولى فإذا بها تستخرج منه بعدا رمزيا أو دلاليا عميقا مكثفا.

النهايات قد لا تحتوى على الدهشة او المفارقة بصورتها المعهودة، لكنها تكشف ما ستر اوتفسر ما ألغز مثل تمسك الام بطبق الفول الذي يعد معادلا موضوعيا عن استحضار الابن المفقود، أو قد تقود الى مجهول لمهرج لا يهمنا أن نعرف سبب دمعاته بل يكفي أن نعلم انه كما نحن يطوي حزنا في مخبأ لم يعد سريا داخله.. نهايات تدعوك الى وقفة تأمل متعمقة تصلح أن تكون خاتمة لقصة كل منا.

الثيمات: تتكرر ثيمة الوحدة و الانعزال والغياب كما في "طبق فول" و"رسائل البحر"ـ وثيمة الحلم الموؤود كما في "حفيدات سندريلا" تجعل من استدعاء الذاكرة ملجأ لمقاومة قسوة الواقع كما في "صندوق أرابيسك"

هناك دائما حديث داخلي، مونولوج أحادي الصوت يعكس غياب التواصل والانكفاء على الذات وايجاد آخر غير تقليدي له قدرة على الانصات إلى همس الأنفس ولا يملك حرية رفض الاستماع ، كزائر الليل والبحر والنوارس، حتى الشجرة تتحدث الى نفسها لحين اقتراب نهايتها حين ترى القادمون نحوها بالفؤوس، أو حوار البطلة مع السفينة لا مع من يعتليها لتسألهم عن الغائب. 

وحديث الى البحر بغموضه وعمقه الذي هو نفسه صندوق مغلق يسحب الأمنيات إلى قاعه ليحفظها لكل متطلع إلى حديث مع الماضي والذكريات المخبوءة لا ليغرقها ويخفيها عن الراغبين، ومع هذه العزلة والتوحد هناك حياة عامرة وصاخبة مع النفس ومع المحيط من غير البشر.

استخدام ضمير المتكلم في هذه المجموعة له دلالات:

فهو يضفي طابع الاعتراف والبوح بمكنونات النفس ليشعر القارئ أنه يشارك الراوي همومه الخاصة، فيصبح جزءًا من سرديته

وضمير المتكلم يتناسب مع ثيمات العزلة والخذلان والمرض والفقد، مما يؤكد البعد الذاتي حتى عندما تكون التجربة رمزية أو متخيلة.

تعدد الأصوات داخل الأنا هي قناع سردي يتبدل من قصة لأخرى: مرةً تكون امرأة تنتظر الفرح، او شجرة او غير ذلك، مما يعطي الإحساس بأن الراوي يتحدث بلسان جماعة، لا فرد واحد، بل بلسان الاشياء المؤنسنة ليصبح السرد فعلًا ذاتيًا يضفي الحياة على الجمادات.

وبنظرة سريعة على بعض القصص

 ذات عيد (35)

من أجمل قصص المجموعة فالعيد بالنسبة لهم لا ينضوي على رونق وابهار وبذخ، لكن الخالة ذكية كانت هي العيد، لم تكن جميلة لكنها قادرة على الإسعاد، ومع التطور اختفى بيت ذكية وظهرت اللغبة العروسة الشقراء بين الانقاض لتعلن أن ما نراه اليوم ليس قادرا على إعادة العيد إلى رونقه بمفهومه الإنساني القديم فالعيد احساس لا مظاهر وقد تعددت الإرهاصات والنذارات بأن هذا اليوم قادم لا محالة -عندما كبرت الفتيات ومنعن من الذهاب، ثم زهد الفتية في بضاعة ذكية-

 السجين (39)

أعطتني انطباعا أن هذه التماثيل قد تكون بشرا أصابتهم لعنة التمرد على القدر فسجنوا في هذه الحجرة المظلمة بمتحف الشمع وهي ذات الحجرة المظلمة داخل نفسه التي لا يستطيع صوته ان يتحرر منها ليظل حبيسا يردد داخل نفسه: انا لست تمثالا، أنا بشر من لحم ودم، لي الحق أن أتمرد وأتحدى وأتحرر.

صانع البهجة (43)

 فكرة من يخفي حزنه بالمساحيق ليسعد الاخرين هي فكرة مكررة، وتكررارها يدل أن كلنا هذا الضاحك الباكي فالانسان يحتفظ بحزنه لنفسه فعليه دور لابد ان يؤديه لتخفيف الضغوط عن الآخرين سواء بإسعادهم أو أداء مصالحهم مهما كان بداخله نقيض مهمته.

 افتح قلبك (47)

الورقة البيضاء في آخر القصة تؤكد ان حياتنا صفحة بيضاء تنتظر أن نعيشها ونخط عليها تجربتنا الخاصة التي قد تتشابه أو تختلف مع حياة الاخرين.

صعود (53)

تنقم على العصفور الذي استمرأ واعتاد على شعور الخوف معرضا نفسه للخطر من أجل المغامرة والاستكشاف، الحقيقة أن هناك مهمة أسمى إلى جانب قيمة العمل، هناك مهمة الاسترزاق من أجل نفسه ومن يعولهم حتى وإن انطلق نحو حتفه من أجل ذلك فهو يستحق الإشادة لشجاعته وليس التسفيه من أجل حمقه. وهي تتقاطع مع قصة المهرج.

الفائز (57)

قصة وجودية فانتازية تقر حقيقة حياتية وهي أن هناك من يتبارون من أجل الفوز بينما الفائز يكون شخص آخر، فالحوار بين الشمس والسحاب انتهى باختفاء الشمس خلف الغيوم وتحول السحاب إلى مطر، فلم يفز الاثنان وفاز الطفل بالمطر، فالطفل رمز للأمل والمستقبل وكذلك المطر رمز للخير والنماء. هناك فلسفة في القصة رسخها الاسم فالاسم مناسب حيث يفوز الطفل الإنسان من جراء تصارع قوى الطبيعة المسخرة كلها من أجله، ولها ارتباط وثيق أيضا باسم المجموعة حيث تتداخل مضاهر الحياة مع الجمادات والظواهر التي تشكل الصندوق الذي قد يمثل الكون بل الحياة نفسها.

المرآة (63)

المرآه ليست هي العدو الفظ الذي يلقي بكلماته القاسية على ناظريها لكنها تمثل الحقيقة التي تعرفها جيدا سواء نظرت أم لم تنظر فيها. لكنها تظهر أنه لا يشعر بالمأساة إلا من يمر بها. ويظهر وقت الشدة من الذي يدعم ومن يقفز من المركب، وتشير إلى كيفية التعامل مع أصحاب المآسي، فإظهار الدعم أولى من إظهار الشفقة، ولا يكون بالضغط على الجرح ولو لتعمد اخفائه، ومع أنها تعامل جسدها بذات الأسلوب الذي ترفضه إلا أنها تحاول أن تستوعبه كما أصبح بنقصه وتشوهه.

في السقوط حياة (67)

سقوط المطر، والسقوط في براثن الوحدة والخذلان رغم التضحيات، فكلاهما سقوطـ لكن شتان بينهما، أحدهما حياة والآخر موت، لعلاقات غير سوية، لتعلم في النهاية أنه إذا كان هذ هو المتاح من الحياة، فعليها أن تعيشها كما هي وإن لم تكن الأفضل حتى أنها قررت في النهاية أن تمارس العطاء كما اعتادت.

وأعود أعود إلى طاولتي (71)

ثيمة الوحدة تتكرر حتى في الزهور الاصطناعية تخنقها رقبة الزهرية الضيقة والركن المنزوي من المكان بمنأى عن المرتادين، يتحكم بها آخرون -نادلة أومهندس الديكور- لينتهي الأمر بها في حفرة مظلمة وهي نفس القصة السابقة رغم اختلاف النهاية، لكن الجميل أن دائما هناك أمل منتظر.

تخاريف (77) 

حوار مع المرض أو الفيروس، عزلة جديدة ووحدة اخرى لكن دائما هناك مؤنس يفترض به ان يكون عدوا لا يرحم فإذا به يعقد اتفاقا على الرحيل.

ديجا فو (83)

عنوان مكرر لأعمال تحكي احداثا عدة من منظور مختلف فدائما هناك "باك ستوري" قصة خلفية وكواليس الكل يعيش نفس الحالة المتكررة من تبدل الاحوال؛ صاحبة القط وقطها والفار والنمل....

قد تعتبر تخاريف هي نفسها عالم مواز، لكن هنا تتنافس الامراض والفيروسات متفاخرة بقدرتها وكفاءتها في حصد أرواح البشر وإمراضهم "الباك ستوري " هنا هي من الذي يستخدم هذه الامراض كسلاح للتحكم بمصائر البشر حتى أن الفيروس اعتبر نفسه فدائيا في مهمة ذهاب بلا عودة لكنه ليس كذلك حيث انه مجبر على الفعل دون أن يكون له قضية يدافع عنها.

تأتي مجموعة "صندوق أرابيسك" للكاتبة نرمين دميس كمساحة بوح إنساني رقيق، حيث تلتقط مفردات الحياة اليومية لتعيد تشكيلها في لوحات قصصية نابضة بالمعنى. منحت الأشياء صوتًا وحياة، وجعلت المرض والفقد والحلم جزءًا من سردها، فاقتربت نصوصها من الاعترافات التي تُكتب بضمير المتكلم لتُشرك القارئ في التجربة، حيث نسجت عالَمًا يشبه الأرابيسك متشابك، متنوع، رغم تكراره لا يكتمل إلا بتجاور كل قطعة مع الأخرى. هي تجربة قصصية تؤكد قدرة الأدب على إنقاذ التفاصيل الصغيرة من النسيان، لتصبح مرآة للذات والآخر معًا.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350573
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205174
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190295
4الكاتبمدونة زينب حمدي176688
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138496
6الكاتبمدونة مني امين118848
7الكاتبمدونة سمير حماد 112698
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103897
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101270
10الكاتبمدونة مني العقدة98593

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

85 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع