مقعد خشبي .. هواء الخريف...
الشجر الذي يتخلى عن أوراقه أو هي تعلن الرحيل... في فصول الفراق لايهم من يتخلى عن من أو من يبيع ..
صوت فيروز ،ورجع أيلول، وأيلول والرصيف العتيق .. ومجموعة مارة من السكان الذين ظلوا في هذا الحي..
هواء خفيف يقوى فترة المساء ،لكن الوقت الآن صباحاً وقد أتعبني المشي وأريد الجلوس على هذا الكرسي الخشبي.. سيارات قليلة تعدو هنا وهناك إشارات مروريه حمراء صفراء خضراء. خفت حركة السير منذ خففوا مخصصاتهم ،
شرطي أتعبته الشمس يتساءل متى تهدأ من ثورتها على أرض هذه البلاد فقد ذاب رأسه.. مسكين أيظن شتاء هذن البلاد أرحم إلى هذه اللحظة لم توزع مخصصات الناس للتدفئة كيف سيشعر الناس بالدفء هذا العام ، سكان البلاد في كل الفصول متجمدون .!!!
إنه مشهد يومي اعتدت رؤيته .. أراقب رواد الحديقة دائماً هناك شاب وصبيه ممسكين بذراعين بعضهما ..إنهما بزي المدرسة، الحب لا يعترف بالدراسة إنه لغة المجانين ..
وامرأة هناك تصرخ على طفلها الذي يبكي بدون سبب لماذا يبكي الأطفال دون سبب...
أشغلت سيجارتي لكنني لم أجد قداحتي .. مااسمها باللغة الفصحى ولاعة ... والآن ممن سأستعيرها .. امرأة بائسة تجلس أمامي أنهت مكالمتها للتو وجلست تبكي ماالذي أبكاها الآن .. كيف سأطلب منهلا ولاعة دون أن تشكو لي ألمها.. مللت شكوى الناس ولا أريد الإستماع
في السماء غيوم تتسابق تتسارع تشكل أشكال وتختفي. قالوا أن الغيوم أخذت شكل أليزابيت حين توفت
لا،.. الكلام لم يصدر هذه المرة من العرب كان من عند المتحضرين كما اسميناهم ويسمون أنفسهم لقد سبقونا في تقديساتهم.. غلبونا .. مالي وهذا الكلام أريد ولاعه .. السيجارة في فمي إنها تذوب في لعابي كما هي حال صديقتي الذي يذيبها العشق لا أدري كيف سقطت في حب رجل متزوج أنه يحبها ولايستطيع أن يخطو خطوة نحوها ماهذا الحب المتردد ،،،، لأبتعد عن الشعارات العريضه قد يكون الحب في ثوب التردد أحياناً مسكينة أنها تذوب ولهاً تخبرني بكم حبها له وبأن القصه دون نهاية لكنني أصر على أنه لايوجد حب بلا نهاية ...
صديقتي كسيجارتي كانت وحيده أو ليس الأمر بهذا المعنى تحديدا كان يملكها رجل_ زوجها السابق_ وجوده كان كالقله متهالك متصدع عديم الشخصيه .
ألهذا وقعت في حب هذا. ؟؟ لأنه يمتلك نقيض الصفات؛؛!!
عندما انتهت من زواجها أقسمت أنها لن تحب. لكنها وقعت في غرام هذا الرجل المتزوج لتحكم على نفسها بالعذاب ..في الحقيقة نحن لانختار الحب هو الذي يختارنا... لماذا يأتي الحب الصادق بتلك القسوة سؤالٌ محير ..
وأنا ماأنا امرأة أهلكها المسير وتعبت وجلست تستريح في حديقه ولكن فكرها لايستريح هكذا كنت دائما ولكنني الآن أريد ولاعه ..
اقتربت من فمي حرارة خفيفه إنها ولاعة وأخيراً
ماهذا أنت ؟
أجل!!!
كيف ؟
جئت أشعل لك السيجارة بالمناسبة أنت لاتدخنين كيف حصل وتدخنين الآن ..
لقد اشتهيتها.. أنت ألم تكن مسافر كيف جئت وعرفت أني هنا ؟
كعادته يشعل سيجارته ويتنهدويصمت الصمت كان صديقه المعتاد ... أجبني ..؟؟
عن ماذا ؟
عن أسئلتي ؟
تعرفين أني أعثر عليك أينما توجهت أنا لاأضيعك يوماً
رجف قلبي وتماسكت أمامه
انتظرتك كثيراً
ها أنا ذا ..
دعني ألمس وجهك.. تعالي .. وأضمك.. تعالي ...
تقع سيجارتي على قدمي فأصرخ افتح عيني .. كان مناماً طفل مشاكس رماني بحجر وأنا مستلقية تحت الشجرة حتى في المنام لم ألمسه .. يرن الهاتف نرجس إنها تبكي ..
أحبه جداً ..
أحبيه وتمسكي به ..
أين أنتِ في الحديقة القريبه جئنت إليها أستريح ... اه انتظري دور الكهرباء لدي وجبة غسيل وعلي شحن الهاتف .. أكلمك لاحقاً .. أنهي الإتصال وأركض وأرى البشر كلهم يركضون ..جاءت الكهرباء الكهرباء...أركض معهم حبات من ملح تتساقط خلفي .. وورق الخريف يتساقط ..خصلاات شعري وقلبي كله يتساقط .. سقطت أرضاً ... كانت امرأة مسنة تمشي خلفي قالت ياابنتي أنت بخير ؟ نهضت نفضت ثيابي وقلت بخير لم أنظر لها ...
مشيت وحدي على طول الطريق نحو بيت ليس بيتي بذهن ليس فيه شيء .. إلا أنت .. قلت لي البارحة احذري الغرق انت تخافين الماء...فضحكت .. ولم تفهم ضحكاتي. .. اليوم يتردد صوت المتنبي يعبر عن لسان حالي .. أنا الغريق فما خوفي من البلل... كيف تحذر الغارق من الغرق .. ؟؟؟