أتساءل وأنا أعبر هذا المساء الشارع وأراقب وجوه الناس..
عادتي التي دأبت عليها دائماً .. كم من الوقت نحتاج لنتخذ القرار الحتمي والنهائي ؟؟ وحين نتخذه كم نحتاج من الوقت لندرك أننا اخترعنا الصحيح وأنه لامجال للندم .. ؟!
تركت روايتي على الطاولة وقفت عند الصفحة الثمانين ثم ضحكت من نفسي كيف سأمضي قدماً في كتابتها وأنا أردت من همزة أن تكون إسقاطاً لي .. كلما مضيت قدماً في السرد رأيتها عابسة تقول لي لا تحمليني ذاتك فأمحو وأكتب سنة ونصف كم محيت وكم كتبت ولا أدري ماذا سأفعل بهذا المشروع؟؟
نظرت نحو نجم الزهرة أحب مرافقته الدائمة للقمر .. تأملت ابني أشعر بسعادة وأنا أشاهده يضحك ... وصلت الساحة هذه النوفرة فيها تذكرني بطفولتي عندما كان لدينا كهرباء كيف كنت ألعب حولها لاهم ولاغم .. ترى متى كبرت ؟ متى استوقفتني الحياة وألقت على قلبي كل هذا ؟ لماذا ولدت هنا ؛؟ وسكنت الغربة قلبي ..وعقلي وروحي .. جلست وأحضرت صحن فول .. ابني يلعب ويدور ورأسي يدور .. أتأمل الناس لكل منهم حكاية.. لهذا يلفني ثوب الصمت لكثرة تأملي ممكن ..
أتذكر همزة كيف تركتها محتارة هناك .. أأبقيها معه ؟؟ أأجعله وفي ؟؟ أم أحمله كل معاني الغدر والخيانه .. ثم جاءني صوتها صارخاً .. لاتحمليني حكايتك ..
ثم ضحكت كثيراً ... وفي نهاية ضحكتي .. كان هناك وجه مألوف عرفته .. أتاني من الماضي. .. أمامي وقف ..ينظر لي...
ياللحياة... لايتركنا الماضي لا يفارقنا ....
مقتطفات ..من روايتي
مذكرات السيدة همزة
الفيروز????