هذا المساء تأتي النسمات الباردة
لقد حلمت بها طيلة شهور الصيف القبيحه ..
هذا المساء ترتعش أذني عند سماع فيروز تغني/ رجعت الشتوية /.. ماأحلى السعادة في نبرة صوتها ..
يرتجف جسدي من فكرة عودة الشتاء ...
وماأثر بي حقاً قول امرأة عجوز هذا المساء ../ يالله ليش جبت الشتوية...؟؟ الشتا المااضي رجفوا عضامي من البرد //..
دمعت عيناي حين سمعتها .. وردت عليها صبيه// لف ألف بطانيه ع حالي ولا ريحة الصيف// .. تعجبت من حوارهما .. كلاهما يعلنان حقاً موت الإستمتاع بالفصول ...
أتذكر وانا أذهب لجامعتي على الطريق صوت فيروز ... كنت أسمعه بطرب ..// ياحبيبي الهوى غلاب عجل وتعا السنة ورا الباب،// وأنا أراقب حبات المطر ..
لماذا تبكيني الآن حبات المطر ..؟؟؟
يجلس جاري يمسك آلته الحاسبه ,/ إذا حسبنا لتر المازوت ب كذا ف انا بدي كذا /.. يضرب رأسه ..(منين بدي جيب) .. ثم ينادي أم الأولاد// ادعوا الله مايكون الشتا بارد وجهزوا البطانيات// ..
وهناك في البحار الإحصائيات لمن هربوا في البحار.. موت ثم موت ..
شتاء آخر ونحن نحصي بدونات المازوت ..
شتاء آخر والبرد سيحفر عظامنا . وتتوالى الشتاءات ..
ونحن شعب مقسومون نصفين.. نصف على مواقع التواصل يشعر بالدفء .. يحضر الحفلات يهلهل للمطربين. ويرقص على وقع آلام الذين ماتوا... وقسم يلف نفسه بالألحفة ويرتدي كل الخزانة ... ويسمع فيروز .. بمشاعر متجمدة .. كيف يمكن أن يعيش في نفس البلاد هذان القسمان ؟؟
وأنا كذلك أسمع فيروز بنفس الروح المتجمدة ... أحاول صنع ابتسامة أمل .. أعوام تتوالى .. والحقيقة واحدة...
لقد فقددنا جميعاً في هذه البقعة الشعور ..
شعور التعاطف ... شعور المحبة .. شعور الإنسانية ..
وأخطر ماقد يواجه المرء.
.. موت الإنسانية ...
#مسائيات
#الفيروز????