بعد غياب في النسيان
أحني للدهر اليوم هامتي
و أعلل النفس الظمأى
و أحكي الأحلام حقيقة
لا أبالي
أخال أني غريبة
حتى إذا ما قرت النفس
غدا الصمت، الصمت حال لساني
و غدا الرضا طبعي
و طوقت شجون قلبي
و ما شيء، أعوذ به
سوى حزني الجميل.
يا للخواطر كالحات،
تشدو الأسى
و أنا أصم الأذان
و أغدي بالرجاء كياني
و لربم أستطيع بفكر يأتي عرضا
أن أطلق النفس من حسرتها
و قوتي الكبرى من ذلتها
و أغنيتي من أسار الصمت
أشجان عهد مضى
أنين عهد،
لست أعتب،
إنه أفنى بهجتي
بل يا ليت لي عين،
تنظر عمق الليل
تستجلي دواجيه
و يا ليت لي غير هذا الألم الدفين
و هذه الرعشة تنثال على هذه الروح
أبد الزمان
فتئن وضوغة، خفيضة،
و يا ليت لي بثورة عاتية
أبثها على الكون
تتفتق منه البراعم مزهرات
ايقاع تنهيدات زرقاء
نجوم خافتات
تطفو على السماء العتيقة
في المساء
بين جدران قلبي السوداء
ابدا تزأر بياح الله الموحشة.
منسية أنت أيتها الحياة
طعم الهواء مر في فمي
و الخطى متحجرة
و من الوادي المظلم
شمس تنهض
تحرق الأشجار،
في الغابة،
رجل أسمر يخنقه ملاك
آه كم هي فارغة نظرات الموتى الأغزاء
الصمت شاحب
و في المجاري تغرق المياه البيضاء
و هادئا
ترحل مع ثورتي
و كزهرة الخريف تنحني
و تحترق كجدوة حمراء
أشعلك متى أشاء
و أطفئك متى أشاء.