توجّه إلى مدونة (جدار بيانات المدونات) مرتبة هجائيًا — الرقم يعبر عن الترتيب حسب نقاط الأداء

آخر الموثقات

  • اِنْتَابَتْنِي قشَعْرِيرَةٌ
  • ق.ق.ج/ زيف
  • قصة قصيرة/ إهابُ المطر
  • لا يشعر بك إلا من عاش معاناتك
  • الواجب علينا كثير
كاتب الأسبوع

✍️ كاتب الأسبوع

الكاتب المبدع فاطمة البسريني 📖 حيثيات اختيار كاتب الأسبوع
🔄 يُحدّث كل جمعة وفق تقييم الأداء العام للمدونات

📚 خدمة النشر الورقي من مركز التدوين والتوثيق
حوّل أعمالك الرقمية إلى كتاب ورقي يحمل اسمك ورقم إيداع رسمي ✨
اكتشف التفاصيل الكاملة
لم يتم اختيار مدونة
⭐ 5 / 5
عدد المصوّتين: 1

ضغط على أسنانه وقال في غيظ : 

ـ ( لو تمكنت لنسفت سنين عمري ومسحتها من الزمن ، فهي مجدبة ، مقفرة ، لا مطر ، لا زرع ، الأرض كانت متشققة ، يابسة ، جافة ، ووجهها كالحا .

كل الشجيرات أصبحت قزعية ، فقد تيبس عودها ، و قد غطاها الحزن والسواد ولم يبق منها إلا رؤوس مدببة لبست ثوب الموت ). 

أطال النظر إلى تلك الأشجار المنكوبة ، وإلى السماء الجذلانة ، الزرقاء الصافية وإلى أشعة الشمس التي تتناثر هنا وهناك بين أغصان غاضبة مكفهرة ،ذابلة ..

كان عاجزا تماما أمام هذا الجفاف الذي طال كل شيء في حياته . أحس ببؤس وتعاسة كبيرين جدا ، وتأكد له أن حريته ناقصة ، خاصة وأن هذا الجفاف ينقض على كل شيء في حياته ليحيله حطاما .

مرت عدة أسابيع ، لم يحادث فيها أحدا ، ولم يختلط بأحد ، وكأنه راهب في منفى ، وأي منفى ..

تكونت بجسده الهزيل تجاويف عميقة على مستوى العنق والصدر ، وحمى الغيظ تأكل داخله ، وتذيب ما تبقى من جذوة حياته .

لم يكن يهدف لشيء أو لمكان معين ، كان يسير كعادته على الطرقات ، يتطلع تارة إلى السماء وتارة أخرى إلى الأرض لمدة قد تطول أو تقصر وكأنه ممسوس .

لم يشعر يوما برابط ما يربطه بمن حوله من الناس ، فكلما مر بهم أو بأحدهم فإنه يشعر أنه مختلف عنه تمام الاختلاف .

لم يعد يحتمل الدفء مهما كان مصدره ، الحمى التي كانت تسكنه كانت تشعره بالتقزز ، من كل حياته .

الشمس الحارقة أخذت تأكل من أحشائه ومن حواشي جسده كله ،

شمس حارقة استوطنته واستولت على كل محيطه وكأنه ليس من هذا العالم الذي ينعم فيه الآخرون بالهدوء والطمأنينة .

إنها تغمره حتى النخاع وتسبح في دمه ، فيحس أن حمما ثائرة تتدفق داخله وتحول طقطقات عظامه إلى هدير رعد مخيف .

تبادر إلى ذهنه : ( الرعد ..؟ أين هو الرعد؟ ) لطالما انتظره طول حياته .

يجب أن يختلط بالآخرين ، أن يخرج من قوقعته ، أن يحس أنه ليس وحيدا ، وأن لا يحترق بهذه النار المشتعلة داخله .

كان يسير من غير وجهة ، شاقا تلك السهول والروابي المجدبة ،

لاح له من بعيد الطريق المؤدي إلى سوق القرية ملتويا كالثعبان ، كانت رجلاه تصطدمان بالأرض و:انه يحاول أن يقتل بهما ثعبانا ما ، لم تكن خطواته متزنة ، ولا ثابتة ، كان يرمي بهما في كل اتجاه وكأنه مخمور.

أحس أن الثعبان الخرافي الذي استولى على ذهنه قبل لحظات ، يخنق أنفاسه ، كانت هناك أطياف تسير بمحاذاته ، وتتجاوزه وكانت أخرى تسير خلفه وأخرى تمشي أمامه وهو يحاول بكل قواه عدم الاصطدام بها .

خيل إليه أنه يسير في طريق نحو جهنم الحمراء في محشر يوم القيامة.

أخذ الطريق يضيق أمامه كلما خطا خطوة من خطواته السكرانة ، طاف بذهنه أن يتوقف عن التقدم إلى الأمام والعودة من حيث أتى .

أنه في حيرة شديدة ، يريد أن يخالط الناس من جهة ، لكنه لا يريد أن يرى وجوههم المتكدرة ، المتجعدة من جهة أخرى.

كان يحشر قدميه في الطريق بصعوبة بالغة ، لكن لا بد له من الوصول إلى السوق . 

ورآه ، إنه هو ، هو صديق طفولته ، شهق من الأعماق .. وأخيرا سيتحدث إلى أحد ما ..

أحس وكأن شيئا ما يخفق داخله بشدة ، شيئا ينكسر محدثا ضجة عنيفة في صدره .

صاح به بقوة : 

ــ عثمان ؟ عثمان ...

استدار عثمان ناحية الصوت المشتعل بلهيب داخلي غامق ، كان وجهه كقطعة فحم سوداء ، مهترئة ، وكانت عيناه جاحظتان ، ترسلان لهيبا حارا .

في تلك اللحظة ، تجهم وجه عمر، أحس بكل الحرارة التي بداخله تتجمع في رأسه الذي يكاد أن يشتعل ووجهه كان يغلي بجميع الانفعالات كوجه جمرة في ماء .

( هكذا ، تم إحراقك يا عثمان أنت أيضا .أنت أيضا .)  

رمى ببصره بعيدا في سماء حارقة ليل ، نهار ، سماء انعدمت نجومها وغاب قمرها تاركين الفرصة لليل حالك يرسل بنار ظلامه الأسود في كل اتجاه .

اقترب عمر أكثر من عثمان ، الذي لم يعره أي اهتمام .

وقف خلفه ، لكز كتفه بأصبعه وحاول أن يبتسم لكن وجهه المتيبس لم يساعده على ذلك ،.

لما استدار عثمان ، انبرى وجهه الجاف هو الآخر ، وقد طاله سواد قاتم وكانت عيناه متحجرتين، قاسيتين ، محمرتين ، وجهه لم يكن يشبه وجهه ، بل ليس وجهه بتاتا .

كان كمن أحرقته النيران للتو .

لم يدع اليأس يغزو أفكاره ، تعلم ذلك من سنوات المشقة والتعب .

بصمت ، تقدم من عثمان وبنفسه إحساس واه من الفرح ، وكان يمسح عينيه في نفس الوقت وكأنه لا يصدق ما يراه أمامه .

( أليس هذا عثمان الشاب ، الوسيم ، النشيط .. ماذا حصل له ؟ ما الذي أدى به إلى هذه الحال؟ ... 

أيمكن أن يكون اكتوى هو الآخر بنيران العذاب والخوف ونيران الرصاص والشمس المحرقة هناك ؟

صاح به بصوت أكثر قوة وبغيظ : 

ــ عثمان ؟ عثمان ؟ ألا تسمع ..؟

لا لم يعره أي اهتمام وكأنه في دنيا أخرى ليس فيها غير اللهب المشتعل .

بدا وكأنه ألقي به في هذا السوق ، وأنه آت من زمن آخر .

اقترب عمر منه أكثر ، تبين له وكأن صديقه غير واع بما يحدث حوله ، أخذه من كتفيه بقوة وجعله يدير وجهه ناحيته ، ليقرأ عليه كل بؤس الحياة وعنائها وشقائها .

حاول عثمان أن يفلت من قبضته لكنه أخذه بين أحضانه ، فأرعدت السماء وشقها البرق وانهمرت الأمطار مدرارا ، وقد رقصت الحقيقة عارية أمامه في أفق الكون .

أفلته أخيرا ، ودار حوله ينظر إليه بعينين غسلتها الأمطار ( إنه هو وليس شبحا من أشباح الماضي ، كتفاه العرضين هما كتفاه ، ووقفته لم تتغير ولم تنل منها النار ووجهه هو وجهه خاصة لما انهمرت عليه الأمطار .

كان عثمان ينظر إلى عمر في دهشة ممزوجة بشعور غريب لا يعرف له كنها ،ولا يتمكن من وصفه بينما عمر يتأمله ومشاعرعنيفة تتقاذفه. 

أحس أنه ليس الوحيد الذي أحرقته نيران صحراء (تيندوف) لما كان محتجزا وأسيرا هناك ولما فرهاربا من تلك المخيمات اللعينة في محاولات دونكيشوتية للرجوع إلى الوطن .

ولما اشتعلت نيران رأسه كما اشتعلت شمس الصحراء القاتلة... 

في شريط سريع توالت أمامه كل الأحداث وكل معاناته هو وصديقه عمر وهما يحاربان الرمال وقد تاها عن نفسيهما وعن الوجود .

ذكريات مستعجلة ، طافت بذهن عمر ، وهيمنت على دماغه ، تكاد تطرحه أرضا ، وزئيرها يكاد يصم آذانه .

لم يعد يرى أو يسمع شيئا غير شمس الصحراء القاسية وإحراقها لجسمه وفكره .

كان يكافح بكل قوته ليخرج نفسه من تلك الدائرة المحرقة من ذكريات لعينة أخذت تتلوى وتتلوى حوله كثعبان يزحف بسرعة البرق ليعمي بصره وبصيرته.

 لم يعد يشعر بآلام جسده التي كانت تكويه قبل قليل وتشل حركته المتوترة وأحس أن الفراغ الذي كان يعانيه ككابوس مزعج فيما مر من الأيام الماضية لم يعد موجودا ، بل أخذ يتلاشى كالضباب .

وفجأة انفكت عقدة لسان عثمان : 

ــ الجرح عميق يا صاحبي ...

وأتبع كلامه بقهقهة طويلة .

أمعن عمر النظر جيدا ، انتابه ذعر كبير ، خيم عليه صمت ذليل ، برزت معه شقوق في كل مكان ، تبتلع كل شيء ، عثمان والأطياف أيضا .

(الجرح يتسع .. ويتسع والدماء تغرق الدنيا ، يصير الجرح بحرا متلاطما أحمرا ، وأنت قابع تنظر بعينين طالهما التعفن ونظراتك متهالكة ، والنزيف لا يتوقف .. لا يتوقف ، يبحث عن صديقه عثمان ، يراه يغرق .. يغرق في بحر أحمر .

ينتفض ، يمد يديه لصديقه وهو يصرخ به أن بتشبث بهما ...

  وصوت مندفع لاهث ينادي : 

( الدكتور حمزة ... الدكتور حمزة ... بسرعة، بسرعة لقد تحرك المريض .... 

).

 

أحدث الموثقات تأليفا

اِنْتَابَتْنِي قشَعْرِيرَةٌ

مدونة ايمان صلاح

الكاتب: ايمان صلاح محمد عبد الواحد

رقم التوثيق: 30113

عدد المشاهدات: 4

تاريخ التأليف: 2-12-2025


الواجب علينا كثير

مدونة اشرف الكرم

الكاتب: م. اشرف عبد الصبور الكرم

رقم التوثيق: 30109

عدد المشاهدات: 6

تاريخ التأليف: 2-12-2025


الذي يضعُ الوسادةَ للعابر

مدونة سحر حسب الله

الكاتب: سحر حسب الله عبد الجبوري

رقم التوثيق: 30106

عدد المشاهدات: 6

تاريخ التأليف: 2-12-2025


همس الضوء

مدونة نجلاء البحيري

الكاتب: نجلاء محمود عبد الرحمن عوض البحيري

رقم التوثيق: 30105

عدد المشاهدات: 8

تاريخ التأليف: 2-12-2025


تاميكوم… منصة تتنفس الإبداع والشفافية

مدونة نجلاء البحيري

الكاتب: نجلاء محمود عبد الرحمن عوض البحيري

رقم التوثيق: 30104

عدد المشاهدات: 12

تاريخ التأليف: 1-12-2025


ريفيو لرواية فانتازيا للكاتبة رحاب منصور

مدونة هند حمدي

الكاتب: هند حمدي عبد الكريم السيد

رقم التوثيق: 30103

عدد المشاهدات: 6

تاريخ التأليف: 1-12-2025


لا يشعر بك إلا من عاش معاناتك

مدونة يوستينا الفي

الكاتب: يوستينا الفي قلادة برسوم

رقم التوثيق: 30110

عدد المشاهدات: 3

تاريخ التأليف: 1-12-2025


يعشقن الورود

مدونة ايمان صلاح

الكاتب: ايمان صلاح محمد عبد الواحد

رقم التوثيق: 30107

عدد المشاهدات: 8

تاريخ التأليف: 1-12-2025


كتب التراث بين التلخيص والاختصار 

مدونة خليل السيد

الكاتب: د.خليل السيد خليل محمد

رقم التوثيق: 30094

عدد المشاهدات: 8

تاريخ التأليف: 1-12-2025


سرب الصمود: قافلة تشق عباب الطوق

مدونة محمد خوجة

الكاتب: محمد بن الحسين بن ادريس خوجه

رقم التوثيق: 30093

عدد المشاهدات: 10

تاريخ التأليف: 1-12-2025

أكثر الموثقات قراءة
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة غازي جابر
2↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
3↑1الكاتبمدونة حسين درمشاكي
4↓-1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
5↓الكاتبمدونة ايمن موسي
6↑2الكاتبمدونة محمد شحاتة
7↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
8↑1الكاتبمدونة هند حمدي
9↓-3الكاتبمدونة آمال صالح
10↓الكاتبمدونة خالد العامري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑37الكاتبمدونة اسماء خوجة173
2↑36الكاتبمدونة عبد الحميد ابراهيم 149
3↑35الكاتبمدونة اسراء كمال233
4↑20الكاتبمدونة حسين العلي93
5↑19الكاتبمدونة محمد خوجة67
6↑19الكاتبمدونة سلوى محمود167
7↑18الكاتبمدونة جلال الخطيب131
8↑12الكاتبمدونة منى كمال206
9↑8الكاتبمدونة محمد كافي88
10↑6الكاتبمدونة سحر أبو العلا39
11↑6الكاتبمدونة نجلاء لطفي 52
12↑6الكاتبمدونة جاد كريم197
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1124
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب710
4الكاتبمدونة ياسر سلمي681
5الكاتبمدونة اشرف الكرم621
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري515
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني439
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين434
10الكاتبمدونة شادي الربابعة415

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب367205
2الكاتبمدونة نهلة حمودة225053
3الكاتبمدونة ياسر سلمي203673
4الكاتبمدونة زينب حمدي179607
5الكاتبمدونة اشرف الكرم148004
6الكاتبمدونة مني امين121106
7الكاتبمدونة سمير حماد 119580
8الكاتبمدونة حنان صلاح الدين111016
9الكاتبمدونة فيروز القطلبي110093
10الكاتبمدونة آيه الغمري106115

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة اسماء خوجة2025-11-08
2الكاتبمدونة مريم الدالي2025-11-05
3الكاتبمدونة محمد خوجة2025-11-04
4الكاتبمدونة جيهان عوض 2025-11-04
5الكاتبمدونة محمد مصطفى2025-11-04
6الكاتبمدونة حسين العلي2025-11-03
7الكاتبمدونة داليا نور2025-11-03
8الكاتبمدونة اسراء كمال2025-11-03
9الكاتبمدونة علاء سرحان2025-11-02
10الكاتبمدونة عبد الحميد ابراهيم 2025-11-02

المتواجدون حالياً

15940 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع